اسياس وقلة عقله

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم محمود قدم - أبو حيوت

العنوان قد يذكر البعض بقصة في مقرر المطالعة ايام زمان ، عندما كان للغة العربية مكانها الطبيعي وليس كما هو

في زمن لغة الا‘م المفترى عليها والمستغلة من أجل تمرير سياسات النظام الإقصائية ، وهي عن ملك جاهل يتمختر في السوق وهو عريان كما ولدته امه هكذا تخيلت اسياس وهو يهلوس و ينتقل من بلد الى اخر ويحلل مشاكله ويصف الوصفات لعلاجها و من يسمعه يتخيل أن ارتريا هي جنة الله. من استمع منكم الى المقابلة الصحفية لإسياس مع الفضائية الإرترية التي تحمل شعار (في خدمة الحقيقة) الشعار الذي لا صلة له بالواقع المعاش في السجن الكبير.

المجنون فقط هومن يتهم شعبنا بالدلال والدلع (هزبي تحنقيقو) ، وصف بعيد كل البعد عن شعب ينام على لحم بطنه ليصحى الساعة الرابعة فجراً للوقوف في طابور الخبز عفواً الخبزات الثلاثة ، التي يحصل عليها هو من دعت له امه فقط. ويواصل اسياس هلوسته ويتحدث عن اولئك الذين يريدون اكل اكثر من طبق من الإسباجيتي ، فعن من يتحدث ؟!!! الظاهر أن اسياس في برجه العاجي لا يعلم شيئ عن معاناة شعبنا ويكتفي بتقارير صبيانه الذين يتحاشون اعطاء تقارير سلبية مخافة العقاب أو طمعاً في رضاه ليكفائهم بمرافقته الى السهرات ليسكروا ويلتهموا الإسباقيتي والظاهر هو طعامه المفضل الذي يخاف عليه.

و مادام صبيانه يتمتعون بأرقام عالمية لم يسبقهم فيها احد اقترح عليه بتنظيم مسابقة لتماسيح الإسباقيتي ، حكام الأقاليم ، الجنرالات والوزراء يدخل بها هو الى كتاب جينس للأرقام القياسية كرئيس لصاحب الرقم القياسي في العالم ، شريطة نقلها على الهواء مباشرة ليتعرف شعبنا على هذه القدرات الخفية للحاكم وصبيانه. موقف اسياس هذا ذكرني بأغنية طلاهون قسسي (فنان اثيوبي) مين لأرجاشو التي تصف الآم ضحايا المجاعة واناتهم في السبعينات عندما كان هيلي سلاسي ينفي وجود مجاعة في اثيوبيا. والوصف في الأغنية ينطبق على حالنا ، البعض يأكل اسباقيتي والأغلبية لا تجد ودعكر. سوأل اخير للحاكم هل نسيت ايام البوجبوج عندما كان الشعب يقدمها لك حارماً منها ابنائه لأنك المناضل من اجل الحرية واليوم تتهمه بالدلع واكل المكرونة في وقت اصبحت فيه عنده حبات ودعكر مثل حبات اللؤلؤ ؟

بدأ اسياس الجولة الأولى للرد على الأسئلة التي مرة عليه مقدماً واستعد لها وهو منفوش مثل الطاووس وامامه الصحفي الذي يشبه تلميذ سنة اولى ابتدائي. و الأسئلة تدور وتلف حول الوضع في القرن الأفريقي من الصومال الى السودان مروراً بأثيوبيا وكلهم معلقين في شماعة الولايات المتحدة التي يعرج عليها اسياس في كل جواب بإعتبارها العفيريت وراء كل مأسيي ، كوارث ، حروب ومشاكل المنطقة.

ياسبحان الله مغير الحال والأحوال هذا هو مايقوله كل من قرأ أو سمع عن العلاقة بين اسياس والمخابرات المركزية هذه العلاقة من ايام كوبلاند في كانيوستشين الى كوهين في لندن والتي كانت تمام التمام ، ولكن الرئيس كلينتون قاتله الله تسبب في تخريبها بسحبه البساط من تحت اسياس الذي كانت احلامه واوهامه قد تجاوزت ارتريا الصغيرة لتصل به الى زعامة القرن الأفريقي بل واكبر.

والقصة تبدأ بإطلاق كلينتون على بعض الرؤساء من شرق افريقيا اسم الجيل الجديد من زعماء افريقيا ومن ضمنهم اسياس ولكن لأسباب لا نعلمها تجاهلت امريكا ، اسياس ولم تدعوه لحضور الإجتماع الذي حضره ملس زيناوي وموسفيني وبول كيقامي.وقد اوجع هذا التجاهل اسياس ولكن الأكثر ايلاماً له كان دعوة ملس للأجتماع ، الرجل الذي يعتبره اسياس احد تلاميذه. ويمكن أن يقال بأن هذا كان احد اسباب تدهور العلاقة بين إرتريا وإثيوبيا لتصل الى حرب بادمي المدمرة.

نقطة لفتت نظري هي التركيز البالغ فيه من اسياس على الوضع المأساوي لشعب تقراي من جراء سياسات وياني الحمقاء وانعدام حقوق الإنسان و الديمقراطية ، متجاهلاً معاناة شعبنا وبؤسه من جراء ممارساته اللإنسانية ، وهو اشبه بما يقولون بالتقرينية "ادئن حديقن حتنؤن ينافقا" ما معناه تشتاق لخالتها قبل والدتها. ودون خجل او حياء قال أن الشعوب الإثيوبية تعاني من حكم الأقلية التقراوية ناسياً الشعب الإرتري الذي لم يصل الى حكم الأقلية ويكتوي من حكم الفرد الذي يتبجح "لن تكون انتخابات في إرتريا لعقود طويلة".

وبعد إثيوبيا حول رشاشه الى الدول المجاورة ليقدم اسياس الروتشيتات لحل قضايا السودان في الشرق ودارفور والصومال واخيراً وصل الى جيبوتي التي هددها بالمفتوح وقال بأنها سوف تدفع الثمن الأمر الذي ازعج فرنسا لتطلب من مجلس الأمن الإجتماع الذي بخرج قرار يطلب من إرتريا الإنسحاب خلال 5 اسابيع وإلا... وجاء القرار من المجلس الذي تسيره امريكا ، ضد ارتريا التي لم تجد من يقف بجانبها و اصبحت مثل المعزة الجربانة وبالتقري "طليت عباقيت" يتحاشاها الكل. هو نفس المجلس الذي فشل في اتخاذ قرار لوقف المحرقة الإسرائيلية بالفوسفور الذي يحرق البشر ، الشجر والحجر وغيره من الأسلحة المحرمة والعالم يتفرج خوفاً من الفيتو الأمريكي وكأن الذي يحدث في غزة خارج الزمان والمكان.

في الختام لا يسعني إلا ابدي اسفي للحالة السيئة والميؤس منها للرجل وأنصح اهله بأخذه الى عدي رأسي أو قابر درعنتو ليغتسل سبعة ايام برفقة صبيانه وإذا لم ينفع هذا لم يبقى إلا عيادة الشيخ زايد بكرن.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click