نداء الى أهلنا في شرق السودان

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

الحاقا بمقالي السابق تحت عنوان "لماذا التأجيج في شرق السودان"، اسمحوا لى ان اتقدم اليكم بهذا النداء ،

مملكة البجا

انطلاقا من اهمية المرحلة التاريخية الحساسة التي نمر بها وانا كلي ثقة بان الجميع مدرك ذلك ويعمل على تداركها ، على الاهل في الشرق جميعا ادراك ان مواجهة المخاطر تتطلب التماسك والتجاوز عن الصغائر ومواجهة المؤامرات التي تستهدفهم سويا لأنها سوف لن تستثني أحدا.

ان التصعيد الاخير الذي تم في الشرق له ابعاد محلية وخارجية ، فعلى الصعيد المحلي من المحتمل ان تكون ايادي سدنة النظام السابق وراء ما تم في الشرق وذلك من اجل خلق واقع جديد وخلق عدم استقرار في عموم السودان ، ومن المتوقع ايضا استمرار المحاولات بين الحين والاخر والاصطياد في الماء العكر ، كما ان التغيير الذي حدث في السودان فاجأ الكثيرين خاصة النظام ، هبة جماهيرية من كل الشعب بمختلف مكوناته وسحناته لم تكن مشهودة في السابق ، صحيح ان الشعب السوداني معروف بهباته الشعبية وثوراته السلمية في السابق ولكن الهبة الاخيرة كانت مختلفة عن سابقاتها من حيث عنصر المفاجأة وشمولها كل بقاع السودان وانطلاقتها من الأقاليم قبل العاصمة ، ويمكننا القول ان الهبة الاخيرة وما مثلته كانت نقلة نوعية في طبيعة نضال الشعب السوداني و لم تستثني احدا من حيث العمر والجنس واللون فالكل كان حاضرا ومشاركا والشرق كان سباقا.

على قوى الحرية والتغيير المحافظة على هذا الانجاز التاريخي وتفويت الفرصة على المتربصين لاجهاضه، واعتقد جازما ان المحافظة تكون بنبذ العنصرية والكيد من اجل مصالح ضيقة ، على ان تكون المواطنة هى اساس الحقوق والواجبات في بلد متنوع ومتعدد ثقافيا ولغويا ولجم رؤس الفتنة كالتي اطلت برأسها في الشرق وغيره من الاماكن.

اما المؤامرات الخارجية فهي الاخرى متعددة ومتشابكة المصالح خاصة اذا علمنا اهمية السودان وموقعه الاستراتيجي ، فمنطقة القرن الافريقي عموما منطقة استراتيجية مهمة للعالم والاقليم والسودان بالطبع يمثل جزءا حيويا مهما من الناحية الاقتصادية والثقافية ولهذا نجد الاستهداف من الاقليم وخارج الاقليم ، كلنا نتابع ما يدور من سباق في المنطقة ، ونرى امامنا تواجد دول عديدة في مياه البحر الاحمر كالولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وتركيا واليابان وبعض دول الخليج.

هذا الوضع المخيف والذي يهدد استقرار المنطقة سيظل كذلك مادام هناك صراع الموارد والنفوذ وعلى دول المنطقة ان تعي بان الاستهداف قائم وان لاتعطي فرصة لاختراقها من قبل العملاء للعبث بوحدتها البشرية ومواردها الاقتصادية الكبيرة وموقعها الاستراتيجي الهام.

ففي هذه السانحة اتوجه الى الاخوة في السودان جميعا ولأهلها الكرام في الشرق على وجه الخصوص للعمل على تمتين وحدتهم وتقع المسؤلية على عاتق الحكومة دون التحيز والميول مع طرف ضد طرف في اي نزاع من شاكلة الذي ظهر في الشرق ، كما يجب تناسي الماضي والعمل على سودان جديد موحد وعلى الجميع تقع مسؤلية الحفاظ على الانجاز الذي تحقق بتضحيات الشعب السوداني.

نتمنى لشعب السودان الوحدة والاستقرار والتقدم.

Top
X

Right Click

No Right Click