حقائق عن الوحدة بين فصيلي الجبهة عام 2002م المحاصصة الثنائية الحزبية - الحلقة الاولى

بقلم المناضل الأستاذ: عثمان صالح - كاتب ومفكر سياسي

تمهيد: بعد مرور اكثر من خمسة اشهر على التطور المؤسف وغير المبرر (وفق قناعتي) الذي شهدته

الوحدة بين جبهة التحرير الارترية و جبهة التحرير الارترية المجلس الوطني

جبهة التحرير الارترية ـ وهو اسم يقلق استمراره - مجرد استمراره - كثيرين وودوا لو غاب او تشوه هذا الاسم ذو الفعل السحري واختفت هذه الكلمات عميقة الارتباط بوجدان االارتريين من التداول السياسي الارتري، بل عمل بعضهم بكل ما اوتي من مكر واجتهد كثيرا للاضرار بالجبهة وجرها الى ساحات ومحطات تفرغها من مخزونها السحري هذا وتضعف ارتباط الارتريين بها.

اقول بعد مرور فترة كافية لزوال ما يكون قد علق بالاذهان من تشويش بسبب حملة تستند اساسا على التعبئة الخاطئة والمخزون السلبي اكتب ليس بكاء على لبن مسكوب فان (في الجرة ما يكفي لحفظ هذا المنجز ان احسن استخدامه، كما ان أمر الانسلاخات والانشقاقات ليس بالامر الغريب في تجربة الجبهة فقد تعرضت كثيرا لمثل هذه الاهتزازات وشهدت مسيرتها العديد من الانسلاخات وغادرت صفوفها موجات ولكن ظلت هي هي (جبهة التحرير الارترية).

وبما ان الموقف الذي اتخذه بعض الزملاء من اعضاء المجلس المركزي باصدار بيان يعلن انسلاخهم عن التنظيم وهذا بالضبط هو منطوق البيان - عبرنا الجسور - قد جعل من امر الحديث عن تجربة الوحدة بعد مضي 17 سنة مجالا مفتوحا للجميع وصار الخوض في المسالة بعلم وبغيره (شغلا) وبرزت اجتهادات لا تمت الى حقيقة المسالة ولا الى الواقع بصلة.

ونتيجة الظرف الذي تمت فيه الوحدة وبحكم خط سيرها الخاص الذي سلكته فان هناك الكثير الذي يغيب عن اذهان الارتريين فساكتب ما تسعفني به الذاكرة ودافعي في ذلك:-

1. ان الوحدة التي تمت بين فصيلي جبهة الارترية الارترية و جبهة التحرير الارترية - المجلس الوطني في الثاني من مايو من العام 2002م هي جزء هام من تاريخ المسيرة الوطنية وجهد مخلص لمناضلي جبهة التحرير الارترية (وطني ووحدوي) تم باسم الارتريين ومن اجلهم وعليه فانه من واجب صانعي هذه الوحدة تمليك ابناء هذا الوطن الحقائق الاساسية المرتبطة بمسيرة الوحدة ولاسيما المهتمين منهم بمعرفة الحقيقة خاصة بعد ظهور وتطوع الكثيرين (ممن لا يعرفون عنها الا القشور) بالخوض فيها واهتمامهم بتصويرها كخطوة سلبية خالصة وتكبير ما يكون قد شاب هذه التجربة من سلبيات.

2. حفظا لحقوق تلك الكوكبة من رموز الجبهة وقادتها ومناضليها الذين عملوا على تحقيقها ولاسيما الذين استشهدوا وتركوها امانة في اعناق الاحياء من ابناء هذه المسيرة والحادبين على استمرارها وانتصارها.

3. على النقيض من كل محاولات الوحدة التي شهدتها الساحة الارترية واستفادة منها ولتجنب العراقيل التي صاحبت تلك المحاولات فعرقلتها، تعمد الطرفان ابعاد جهودهما عن التأثيرات الخارجية على سير الحوار من خلال اتباع نهج وطريق خاص (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وكان هذا قرارا صائبا من المعنيين اغلق الطريق على المشائين بالسوء بين الناس بالشائعات وتسميم الاجواء ومكن المتحاورين من السير في جو صحي طبع سير كل مرحلة النقاشات والحوارات من اجل الوحدة الى لحظة خروجها الى العلن بعد استكمال كل اركانها في البيان الختامي للاجتماع الاول للمجلس المركزي للتنظيم الواحد - وهنا يحضرني تعبير عفوي - لاحد المهتمين يكشف مدى التأثير الحقيقي لتغييب التأثير الخارجي على الجهود الوحدوية فقد قال لي: (انا اتخلعت لمن قريت البيان، وحدة اندماجية مرة واحدة !!) ولا غرابة ان يكون الان هو اول من شرح صدرا ببيان انشقاق الاخوة وساهم في توسيع مساحة نشره - تعاونا على البر والتقوى وخدمة للوطن ودعما للهدف المركزي للشعب الارتري في الوحدة - وتأسيسا على هذا النقص في المعلومة الحقيقية الذي فتح المجال امام تداول معلومات خاطئة ومشوهة او ناقصة عن الوحدة ومسيرتها في احسن الاحوال ارى انه صار لزاما على العارفين بها المساهمة في توضيح بعض ما تعمد صانعوها السكوت عنه بروح الحرص والكتمان وادعو كل الاخوة الذين يحتفظون بالمعلومات الاساسية عنها ان يفرجوا عنها بحسبان ان معركة الوحدة هي من اهم المعارك على المستوى الوطني التي تنتظر الاجيال الارترية وكل ما تم من جهود في هذا الصدد ينبغي تمليكه لهم لان الوحدة بكل تفصيلاتها (جهودها وتجاربها نجاحاتها واخفاقاتها) هي في تقديري مسيرة تراكمية يؤسس لاحق خطواتها على ما سبق وتستفيد حلقاتها المقبلة من دروس وعبر ماضيها.

ساتناول بعون الله خريطة تغطي الاتي في هذه التجربة:-

1. المبادرون والمرحلة التمهيدية / الخطوات الاولى / التنفيذ والتحديات / الرموز الوطنية والجبهجية والمجتمعية التي شاركت في تحقيق الوحدة ودعمتها وايدتها/ الاسهامات الايجابية لجبهة التحرير الارترية بعد الوحدة في الجهود الوحدوية في صفوف المقاومة الارترية.وانتظر من الاخوة المناضلون الذين عاشوا التجربة وتابعوها عن كثب تصحيح ما قد يرد من خطأ اذ اني لا اتعمد تقديم معلومة خاطئة واكمال ما فاتني من حقائق عن هذه التجربة الهامة في مسيرة جبهة التحرير الارترية.

الفكرة والاسس الدافعة. لا شك ان تحقيق الوحدة الاندماجية كان خطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح انسجاما مع الرغبة الجماهيرية وسيرا نحو الهدف (الوحدة) الذي لايزال حتى الآن (المطلب المركزي) لابناء ارتريا عموما وفي اوساط المقاومة لنظام اسياس وعصابته الذين اضاعوا ثمرة النضال واضروا بالوطن على وجه الخصوص. ورغم الاقرار الظاهر باستمرار في اوساط الارتريين بصحة اهمية اي جهد وحدوي لكن وللاسف نجد تطوعا سلبيا من بعضهم وتدخلات لعرقلة اي خطوة جدية نحوها.

والحقيقة التي لا مراء فيها ان هناك اوساط وافراد ارتريين وغير ارتريين ساءهم جدا تحقيق الوحدة الاندماجية بين فصيلي الجبهة في العام 2002م.

وهذا الصنف لم يكن مقصورا على من كانوا خارج جسم الجبهة حينها بل كان بعضهم داخل جسم التنظيم - وهذا الكلام ليس وليد اليوم والاحداث الاخيرة بل هو ما ظلت منابر التنظيم تكرره باستمرار منذ لحظة اتمام الوحدة عند كل محطة للتقييم ويتم التأكيد في كل اجتماع تنفيذية او مجلس او مؤتمر ان هناك خصوم واعداء للجبهة وللوحدة علينا التنبه لهم وحماية التنظيم - ولكن الزخم المعنوي الذي اوجدته الوحدة كان قادرا على قمع هكذا احساس في اعماق النفوس ولكنه كان يتحين الفرص ويقتنصها للظهور كلما اعترضت المسيرة معيقات واسباب موضوعية وذاتية تؤدي الى ضعف الاداء او اعترى القصور النشاط.

وهو شيء طبيعي باعتبارنا جزء من ساحة نضال تعاني في عمومها من ضعف السند الجماهيري وانعدام السند السياسي والمالي وتعاني في علاقاتها البينية الفرقة والتباعد (اعني كل الساحة المقاومة للنظام).

وفي ختام هذا المدخل الطويل بعض الشيء اخلص الى القول انه وبالنظر الى ان النشاط المعادي للوحدة قد بدأ في ساحة واسعة داخل الجبهة وخارجها منذ لحظة اعلان الوحدة الاندماجية فان صمودها في وجه محاولات العرقلة والتخريب على مدى اكثر من عقد ونصف لهو دليل واضح على صحة الاختيار من ناحية وقوة الاساس الذي قامت عليه من ناحية اخرى.

نواصل بإذن الله... في الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click