زيارتي لدولة الكويت الشقيقة

بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، الكويت

وصلت إلى دولة الكويت يوم 15 فبراير 2019 وذلك بهدف زيارة الأخوة والأصدقاء والأبناء وجميع الأحبة.

علي محمد صالح

وآخر زيارة لدولة الكويت كانت عام 2007 حيث تمكنت من طباعة كتابي الأول تحت عنوان مذكرات مناضل ارتري الطبعة الثانية، يشكر معالي وزير التربية الكويتي السابق، السيد جاسم المرزوق الذي تكفل بطباعة الكتاب باللغتين العربية والتجرينية.

علمًا بأن الطبعة الأولى قامت الهيئة الخيرية العالمية مشكورة بتغطية تكلفتها. جدير بالذكر أني عملت في دولة الكويت ممثلاً لجبهة التحرير الارترية من عام 1977 إلى عام 1983 وأعتبر تلك الفترة من أجمل الفترات في حياتي وأستطيع أن أقول جازمًا أنها كانت بمثابة (العصر الذهبي) فدولة الكويت، حكومة وشعبًا، أبدوا تعاطفهم مع قضية الشعب الارتري وقد قدموا دعمًا ملموسًا في مختلف المجالات.

على الصعيد الرسمي، قُدمت المساعدات المادية والعينية والعسكرية والثقافية. على سبيل المثال، تم قبول أعداد كبيرة من الطلبة في مختلف المراحل حتى الجامعة. بالنسبة للعمال الارتريين تم منحهم إقامة تحت البند 23 بشكل استثنائي. وفي الجانب السياسي، دولة الكويت كان موقفها علني في دعم القضية الارترية في المحافل الدولية والإقليمية. فأمير الكويت عندما كان وزيرًا لخارجية الكويت، أثار قضية الشعب الارتري في منظمة العالم الإسلامي وأيضًا في مؤتمر الأمم المتحدة ومن هنا بدأت القضية تأخذ بعدها الدولي والإقليمي، ولأول مرة تطرح القضية الارترية في مثل هذا المؤتمر. ويعتبر الشيخ صباح الأحمد الصباح أول وزير خارجية اسلامي وعربي يتبنى القضية الارترية في المحافل الدولية والإقليمية وهذا الموقف الشجاع كان له وقعه لدى الشعب الارتري.

وعلى صعيد آخر، لعب الإعلام الكويتي دورًا كبيرًا في تغطية الانتصارات التي كانت تحققها الثورة الارترية حيث كسر التعتيم الإعلامي. ووكالة الأنباء الكويتية (كونا) أيضًا بدورها نقلت انتصارات الشعب الارتري في مختلف الصعد، وهنا لا يسعني إلا أن أشيد بالصحافة والمجلات الكويتية التي كانت تنقل انتصارات الثورة الارترية بشكل يومي ولا شك أنها كانت مساهمة فعالة ومؤثرة.

وفي هذا السياق، أود أن أذكر أن المرأة الكويتية كان لها دور ملموس في دعم قضية الشعب الارتري، وأخص بالذكر دور السيدة الفاضلة لولوة القطامي والسيدة الفاضلة غنيمة المرزوق فقد كان لهما دور أساسي في جمع التبرعات لدعم الشعب الارتري حيث تم بناء مدرسة ومركز صحي لصالح اللاجئين الارتريين في منطقة (أبو رخم) في السودان مما خفف من معاناتهم.

علي محمد صالح

خلال زيارتي لدولة الكويت التقيت بعدد من الإخوة بهدف التحية والشكر والتقدير لموقفهم المشرف في دعم الشعب الارتري في مرحلة التحرر الوطني. قمت بزيارة:-

• الدكتور عبدالله بشاره الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي،
• السيد راشد عبدالعزيز الراشد (وكيل وزارة الخارجية سابقًا) وهو الآن مدير شركة الاسمنت،
• السفير خالد سليمان الجارالله نائب وزير الخارجية،
• السفير عبدالعزيز الشارخ مدير المعهد الديبلوماسي،
• السيد عبدالله العنيزي مستشار مركز البحوث والدراسات الكويتية،
• الاستاذ والإعلامي المخضرم وصديق الثورة الارترية يوسف عبدالرحمن (أبومهند)،
• المهندس ضاري برجس البرجس ابن المرحوم برجس حمود البرجس مدير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ورئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي،
• السيد مبارك ناصر الساير وإخوانه في ديوان والدهم ناصر الساير وندعو له بالشفاء العاجل وهو صاحب وكالة تويوتا في الكويت وقد قدم الساير دعمًا كبيرًا للثورة الارترية.

على الصعيد الارتري، التقيت بعدد من طلابنا الذين درسوا في الكويت ويعملون في مواقع مختلفة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

علي محمد صالح

وقد استقبلوني مشكورين استقبالا حارًا وأكرموني جزاهم الله خيرًا، وأيضًا قمت بزيارة بعض الأسر الارترية فكانت الزيارة حافلة. وانطباعي أن الكويت تشهد تطورًا كبيرًا في مجال البناء وأيضًا في بناء الانسان الكويتي، وهو تطور ملموس في مختلف المجالات وذلك في عهد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله.

Top
X

Right Click

No Right Click