اللجنة العليا لحقوق الانسان في إرتريا هل هي مؤسسة قانونية توفر الحماية والحقوق أم مهمتها ذر الرماد في العيون - الجزء الثاني

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبد الله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

يقول المفكر الفرنسي أتييان دو لا بواسييه في كتابه "العبودية الطوعية'': (عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل

كاريكاتير أسياس أفورقي 

تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الاستبداد، و يظهر فيه ما يمكن ان نسميه "المواطن المستقر").

كانت صور معانأة الشعب الارتري عموماً وفئة الشباب خصوصا التي شاهدتها في كافة ربوع إرتريا تتزاحم في خيالي وأنا ذاهب الى وزارة الخاريجية لحضور أول إجتماع لجنة العليا لحقوق الإنسان بإرتريا عبرت البوابة الرئيسية وصعدت الى مبني مكتب الوزير لمقابلة الاخ/ أدم عثمان وبعد إنتظار لحظات لوصول بقبة الاعضاء دخلنا الى إحدى القاعات وأخذ الجميع أماكنهم وجلس الاخ أدم عثمان على رأس االطاولة التى هي دائرية الشكل وبجواره مسؤول الشؤون السياسية بوزارة الخارجية حينها السفير/ بيطروس فسهاظين الذى يلقب "بدكتوري" الذى إفتتح الجلسة وشرح لنا مهامها وقال هي لجنة تابعة لمكتب الرئيس وتخضع لوزارة الخارجية.

في بداية الجلسة قدم لنا تقرير عن تكوين اللجنة العليا لحقوق الانسان بإرتريا والتي تكونت عام 2009م وفقاً لما قيل حينها، عدد الحضور كانوا حوالي أكثر من عشرة أشخاص ممثليين لعدد من الوزارت وهي كالتالي:-

1. ممثل لوازرة العدل وإسمه/ دانئيل.
2. ممثل لوزراة الصحة لا أتذكر إسمه وهو دكتور بمستشفي أروتا وقد يكون ضمن الاصطاف الاداري لوزراة الصحة.
3. ممثل لوزارة التعليم وإسمه/ بيطروس هيلي ماريام يعمل كمسؤول عن القدرات البشرية.
4. السيد موسي نائب خبير قانوني ومسؤول قسم المناهج بوزارة التعليم.
5. لا يوجد ممثل لإتحاد المرأة الارترية.
6. أبوبكر صائغ ممثلاً للإتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا في أول مشاركة للإتحاد باللجنة.
7. ممثل لوزارة الخارجية واللجنة القانونية بالوزارة الاخ/ أدم عثمان وهو سكرتير اللجنة.
8. ممثل لجهاز الامن العام والاستخبارات إمرأة إسمها/ تعبي وتلقب ب "غال كنديا".
9. ممثل لوزراة العمل والرعاية الاجتماعية لا أتذكر إسمه الان.
10. ممثل لمكتب الرئيس.
11. ممثل لإتحاد العمال.
12. لا أتذكر الان هل كان هناك ممثل لوزارة الدفاع أم لا.

لم إهتم كثيراً بالسؤال عن بقية الاسماء لإعتقادي بأنه ليس مهم بالنسبة لي.

بدأت الجلسة بتقرير قدمه الاخ / أدم عثمان مذكراً الجميع بضرورة إعداد تقاريرهم لأن الفترة الزمنية المتبقية ضيقة والمهام كبيرة، ثم إلتفت نحوي وعرفني بالجميع وقال لي كم من الوقت يكفيك لأعداد تقريرعن حقوق الانسان في الاتحاد ؟

في البداية شكرته ووجهت تحية للحضور وقلت له ماهو المطلوب بالتحديد من الاتحاد وكيف يتم إعداد التقرير ؟

وماهي النواحي التي يشملها ويتطرق إليها ؟

وقلت لهم سوف أقوم بإعداد التقرير مستنداً الى النشاطات التي ينفذها الاتحاد في أوساط االشباب والطلاب متطرقا الى البرامج التأهيلية والدوروات التدريبية والسمنارات التوعوية والمناشط الصحية ...الخ.

وقلت لهم تكفيني مدة 15 يوماً لإعداد التقرير، إحتجوا على ذلك وقالوا الفترة الزمنية المتبيقة للجنة ضيقة وأخيرا إتفقنا في مدة عشرة أيام لتسليمهم التقرير الذى يخص الإتحاد وإنفض الاجتماع بعد مرور ساعتين تخللتها فترة تناول الشاي ونحن جالسون في مقاعدنا وأثناء إستمرار النقاش.

خرجت من الاجتماع بعد السادسة مساءاً وفي اليوم التالي قابلت رئيس الاتحاد لأبلغه ما جري في الإجتماع الاول ولكي إتفق معه في الوسيلة الناجعة لإعداد التقرير المطلوبة وطرحت عليه أن يفرغ معي عدد من الموظفيين بالإتحاد للمساعدة في تجميع المواد من تقارير الأقاليم الستة ثم الترجمة من لغة التغرنيا الى اللغة الانجليزية.

من قبل الاتحاد شارك معي الشاب هبتوم من قسم تنمية القدرات البشرية والشاب دانئيل إياسو مسؤول متابعة الاقاليم بالمكتب المركزي وخلال فترة وجيزة جهزنا التقرير وبدأنا الترجمة الى اللغة الانجليزية وفي الختام عرضت التقرير على رئيس الاتحاد ثم قدمته للاخ/ أدم عثمان سكرتير اللجنة.

قدمت لهم تقريراً مفصلاً يحتوي 15 صفحة يتضمن أهم المناشط والدورات التأهيلية التى نفذها الاتحاد خلال الستة اشهر الماضية في كافة الاقاليم الارترية بالاضافة الى الجامعات والمعاهد العليا ومركز التدريب العسكري بساوا والمدرسة التابعة له، كانت المفاجاة بأن التقرير العام الذى عرض علينا في الاجتماع قبل الاخير لم يتمضمن من التقرير الذي قدمته سوى نصف صفحة فقط، وحين توجهت لهم بالسؤال أين ذهب التقرير الذي أعددته قيلا لي سوف نستفيد منه في المناقشات وللإجابة على الاسئلة التي سوف ترد إلينا بجنيف في يونيو القادم.

إستمرت الجلسات لمناقشة التقرير بحضور كافة الاعضاء للمصادقة على التقرير بعد الاضافة والحذف، وفي أخر جلسة تم إستدعاء مسؤولي المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في ارتريا للمشاركة معنا في الاجتماع للإستفادة من خبراتهم والاستماع لملاحظاتهم الفنية التى تتعلق بالتقرير وطريقة عرضه وتقديمه.

وفي الختام إنفض سامر الجلسات حتى نلتقي العام القادم في تقرير أخر، بعد مرور فترة سمعت بأن الوفد الارتري الذى يمثل للجنة المتجه الى جنيف كان به أعضاء من خارج اللجنة ولا يعرفون شئ عن عملها ومهمتها من موظفي وزارة الخارجية، يبدو أن العلاقات الشخصية وأهلي أهلك لعبت دور كبير في إقصاء أسمائنا من قائمة المسافرين الى جنيف، وعند العودة تخلف أحد الذين سافروا الي جنيف ببريطانيا أثناء العودة، وهو من الذين تم حشر إسمهم ضمن الوفد المشارك في إجتماعات جنيف.

إستمر الحال هكذا لمدة عامين ممتالين وفي عام 2013م فكرت في الكيفية التي أتخلص بها من عبئ المشاركة في هذه اللجنة لان الرفض يعني السجن دون أي مقدمات.

حاولت أن أتعلل بمختلف الأسباب لعدم المشاركة في الأجتماعات ووجدت الفرصة بتعطيل مؤسسات الاتحاد وحل المجلس المركزي والتنفيذية في إجتماع نفاسيت الشهير بتاريخ 2013/9/16م وتغير قيادة الاتحاد بقرارات فوقية وقلت لسكرتيرة الوزير التي كانت تتصل بي أنا مريض أولاً وثانياً أنا لست عضو في القيادة الجديدة ولذلك يمكنكم الرجوع الى القيادة المعينة لتحديد من يمثلهم في اللجنة.
بعد ذلك لم يتصلوا بي وتخلصت منهم.

في البداية كنت إعتقد بأن اللجنة سوف تناقش مشاكل حقيقية يعاني منها الشعب الإرتري عموماً وفئة الشباب خصوصا مثل تقبل الشكاوي عبر فتح مكاتب في الأقاليم والمركز وإجراء تحقيق في القضايا التي يعاني منها الشعب الارتري، ولكن من لا يهتم بتنفيذ الدستور الذى حبك كل فقراته وعطله وتنكر له ويقود البلد بالتوجيهات الادراية الصارمة التي في مجملها هي ضد الشعب الارتري، نظام منذ فجر التحرير لم يتخذ قراراً واحداً لصالح الشعب الارتري هل يقبل بوجود لجنة تتقصي في قضايا حقوق الانسان وهو الذى يجند الشعب من عمر 16 وحتى 60 سنة ويمنعهم من مغادرة البلد مهما كانت الاسباب، وهو الذي يمنع التجارة والبناء ويقيد حرية الحركة ويفرض على الشباب العمل بدون رواتب لأكثر من 25 سنة، نظام يسجن الاباء لهروب أبنائهم ويقتل بالرصاص الحي كل من يتجاوز الحدود هارباً من جحيم نظامهم الذى لا يمثل أنظمة الدول في العصر الحديث.

نقطة جديرة بالذكر... موضوع عضويتي باللجنة لم أتحدث به مع أي شخص أخر بإستثناء عدد قليل من الاصدقاء في الاتحاد وخارج الاتحاد والسبب يكمن أن الافاعي التى كانت تترصد كل تحركاتي ومقالاتي بصحيفة إرتريا الحديثة والتى كانت يوصلوها الى المكاتب المعنية بفعل هؤلاء الجواسيس والذي يقودهم عضو قيادي بالحزب، ولكن لم تنجح مؤمراتهم لانني كنت اسبقهم دوما بخطوة.

يتبع... في الجزء الثالث والاخير اهم التجاوزات التي إرتكبها النظام ضد الشعب الارتري.

Top
X

Right Click

No Right Click