هل سنستعيد أمجادنا و سيرتنا الأولي؟

بقلم الإعلامي الأستاذ: إبراهيم حالي - صحفي إرتري

كان لنا رجال نحسبهم عند الله شهداء عبدالقادر كبيري، ابراهيم سلطان، ولدي آب ولدي ماريام وغيرهم من ابناء الوطن الاوفياء

والشرفاء ومن بعدهم القائد الرمز عواتي ورفاقه كانوا سداً منيعاً ضد كل المؤامرات التي حيكت حتي لا تقوم قائمة للكيان الارتري واحبطوها وأفشلوها بإصرارهم وعزيمتهم.

عبدالقادر كبيري و ابراهيم سلطان

طيب الله ثراهم، المجد والخلود لكل الشهداء الابرار

ما أشبه اليوم بالبارحة، في فترة تقرير المصير كما يسمي في ادبيات الشعب الارتري وثورته نمر او تمر بلادنا اليوم بما هو أشبه حد التطابق لما مررنا به او مرت به بلادنا بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا علي يد الحلفاء من مؤامرات دولية واقليمية ،مع فارق الزمن والتضحيات واختلاف شخوص الساحة السياسية واختلاف الوعي السياسي والامكانيات في سرعة تلقي المعلومة في عصر التكنلوجيا والإنترنت.

والفارق الأكبر هو ان في تلك الحقبة البائدة من اراد افتراس ارتريا هم حكام اثيوبيا وازرعهم الممتدة في ارتريا والتي تمثلت في حزب (الاندنت) الاتحاد بإستخدام القوة والترهيب والتضليل في زمن كانت تصارع فيه ارتريا الامم لنيل استقلالها بالطرق الحضارية والسلمية أسوة بمثيلاتها في القارة السمراء.

أ ما ما يحدث اليوم هو تقديمها اي ارتريا علي طبق من ذهب (بيشا) لحكام اثيوبيا الجدد بعد ان نالت استقلالها بعد تضحيات جسام دفعت خلالها ما يقارب ال100الف شهيد من ابناءها المخلصين، و علي الرغم من وجود دولة وطنية بقيادة من كانوا مناضلين من اجل حرية البلاد واستقلالها علي رأس الهرم في السلطة شاركوا وقادوا حرب التحرر، ولكنهم بقدرة قادر تحولوا الي خونة لكل الأهداف الوطنية وامانة الشهداء واختاروا لأنفسهم الجانب الخطأ من التاريخ وشرعوا في تسليم البلاد بالقطاعي لاثيوبيا ابتداءاً من عَصّب ومروراً بتسليم إدارة ميناء مصوع لشركة اثيوبيا قيل انها فازت في بها في عطاء اي عطاء !! ومتي وكيف ؟!! لا علم لنا به!! وما خفي أعظم من مؤامرات في ظل تغييب المعلومة عن الشعب الارتري لتجهيله عن ما يحاك في العلن وفي الكواليس لسرقة ارضة ووطنة وبحره الذي دفع فلذات أكباده وأغلي مايملك ثمناً لاستقلاله في مواصلة النظام لسياساته التجهيلية التي مارسها طيلة ال27 عاماً.

فما الفرق بين ابي احمد الذي تقاسم عَصّب مع (إسو) بعيداً عن الشعب الارتري ودون علمه او موافقته، واسقط الحدود بين البلدين في بوري وزال أمبسا بطريقة اسهل من سقوط جدار برلين مع العلم أن جدار برلين كان يقسم دولة واحدة وليس دولتان كما هو حالنا مع اثيوبيا، أسقطه تحت شعار (انتصار المحبة) اوتلك الحدود سقط لحمايتها خيرة شبابنا شهداء في حربنا الاخيرة ضد اثيوبيا والذي بلغ عددهم اكثر من 20 الف شهيد بدغدغة مشاعر الحب وخزعبلات أخري لمشاعر الوهم والوهم الذي يباع بأبخس إثمانه للشعب الارتري الطيب، مع ان بادمي لازالت تحت الاحتلال.

فما الفرق بين الكهنوتي هيلي سلاسي الذي انزل العلم الارتري في العام 1962 بحجة اننا شعب واحد لا فواصل بيننا ورفع العلم الاثيوبي مكانه وأعلن ارتريا الإقليم الرابع عشر لاثيوبيا بمباركة الخونة من ابناء البلد انذاك الذين خروا سجوداً لتقبيل حذاءه.

وهذا ما اجج مشاعر الشعب الارتري ضده و الذي أعلن عن كفاحه المسلح في الفاتح من سبتمبر 1961 بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتي فما الفرق بينه وبين القديس ابي احمد واذا سلمنا جدلاً انه ورع وقديس فكيف استطاع قديس او ملاك أديس التصالح مع شيطان اسمرا وتقاسم معه اللقمة (عَصّب). لا قداسة في السياسة ولا قديس يمكنه ان يكون سياسي، فهذه مجرد سياسة تسويقية لبيع الوهم باسم السلام السراب وسياسة (فقر يشنفال وتدمرنال).

والغريب في الامر وما يستدعي القول حد التطابق هو ما فعله وقاله الوفد الارتري في اول زيارة له الي أديس علي لسان يماني قبرآب (مانكي) ووزير الخارجي عثمان صالح وأكده اسياس في زيارته لاثيوبيا عندما قال: (مخطئ من يقول اننا شعبان بل نحن شعب واحد)، والانكي والامر عندما سلم سلطاته كاملة لرئيس وزراء اثيوبيا ابي احمد في هواسا في سابقة فريدة تتنافي مع الاعراف والتقاليد الدبلوماسية وأضاف ان حديثه ليس من قبيل المجاملة بل نابع من اعماق قلبه وهو جاد في ما يقول، وهذا هو ما حدث من من سلموا البلاد لهيلي سلاسي في 1962 ولعقوا حذاءه أمثال أسفها ولد مكائيل عندما ضمها قسراً فما أشبه اليوم بالبارحة.

كنت قد شاركت فيدويو في صفحتي علي الفيس بوك يتحدث فيه الجنرال السعودي المستشار في الديوان الملكي أنور عشقي في مؤتمر ما يكسف المخطط ويؤكد فيه ان مشروع القرن الأفريقي الجديد بقيادة اثيوبيا هو مشروع أمريكي بإمتياز في صراعها الاقتصادي مع الصين ومشروعها الاستراتيجي (طريق الحرير) وهذا ما ذهب اليه كثير من المحللين السياسين في بديات عملية السلام، ويضيف السيد عشقي انه ووفق هذا المشروع لابد من توحد دول الخليج وأليمن علي نفس نهج الولايات المتحدة الامريكية لحماية احتياطي النفط الذي يوجد في منطقة (الربع الخالي) وكذلك توحد دول القرن الأفريقي بقيادة اثيوبيا لحماية احتياطي النفط الذي يوجد في اقليم (أوغادين) في اثيوبيا، وهذا هو الإقليم الذي وضعت بريطانيا بلادنا في مساومة مقابله مع هيلي سلاسي للمقايضة به إبان فترة تقرير المصير.

وهذا يعيدنا الي مشروع ألربط الفيدرالي الذي حدث مع اثيوبيا وفق المخطط الامريكي بعد فشل المخطط الانجليزي في العام 1952 بقرار صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ووفق مصلحة امريكا وقتها.

فهل عدنا الي نفس اللعبة السياسية القديمة والتي مر عليها أكثر من 60 عاماً بنفس المؤامرات الدولية والمصالح الأميركية والتي رفضها ابائنا حينها وناضل شعبنا ضدها سلماً لاكثر من تسعة سنوات متواصلة ،من ثم فجروها ثورتة ولم نستسلم او نهادن طيلة ثلاثة عقود دفعنا خلالها الغالي والنفيس حتي نلنا استقلالنا بجدارة واقتدار.

هذه هي الاحداث في منطقة القرن الأفريقي او ما يسمونه القرن الأفريقي الجديد بقيادة اثيوبيا فهلا تنبهنا لما تحيق بنا من مؤامرات إقليمية ودولية لإعادتنا الي احضان اثيوبيا وإذابة كياننا بإسم السلام الوهم، وها هي اثيوبيا تخطو بخطي حثيثةً ومتسارعة لاستعادة تاريخها القذر معنا هذه المرة بوجه وسناريو آخر ووفق المصالح الامريكية بمعاونة ابناء الاندنت وسلالتهم وتحققوحققت خلال أشهر معدودة ما فشلت في تحقيقة مُنذ أربعينات القرن الماضي.

ونحن في حال يرسي لها من التشرذم والشتات بين الطائفية والحزبية والإقليمية علي قلتنا، فهل سنكون ابناء الأبطال وسلالتهم ونستطيع استعادة أمجادنا وسيرتنا الأولي و نقول اليوم كما الامس وإن عدتم عدنا ؟
ام سنكون جزء من مشروع الولايات المتحدة الاثيوبية او القرن أفريقية ؟!!!.

للتواصل مع الكاتب:عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click