أسئلة مهمة حول مظاهرات جنيف المزمع إقامتها في ٣١ أغسطس ٢٠١٨م

بقلم الأستاذ: حامد محمد الحسن

١. هل هذه المظاهرات ستعضد حق الشعب الارتري في ملاحقة النظام وازلامه، عبر كل المنصات و المحطات العدلية في العالم،

كما كانت المظاهرات السابقة.

التظاهرة الكبرى في جنيف

٢. أم أنها مظاهرات يتم الحشد لها بإسم الشعب الارتري المقهور، ويتم وتحوليها وتحويرها الي طوق نجاة للنظام وازلامه من الملاحقة القانونية التي يترقبها الشعب.

٣. ثم هل الاعداد لمثل هذه المظاهرات يتم بالتنسيق بين مكونات مؤسسات المجتمع المدني المتواجد بتلك المنطقة، ام أنه يقوم بهذا الاعداد طرف ويدعوا الآخرين الي تدشينها ومباركتها فقط، دون أن يطلعهم على اجندتها وتفاصيل مراحل إنجازها والسقوف المطلوب تحقيقها من هذه المظاهرات.

٤. وهل في هذا الإعداد والتمثيل تراعي كل الاعتبارات المعروفة، كالتوازن العمري والنوعي والثقافي والاجتماعي، أم أنه تمارس ذات ممارسات نظام أسمرا الغاشم، والمعروفة بتغييب الآخرين والتغول على حقوقهم باسم الوطن والوطنية اللتين هما منه براء.

٥. فإذا كانت الإجابة على هذه الأسئلة متواجدة عمليا فان هذه المظاهرة، إضافة أخري للمجهودات الارترية السابقة،و التي بذلت في سبيل ملاحقة النظام وازلامه والاقتصاص منهم.

٦. أما إذا كان واقع الاعداد ومضامين المظاهرة يتعاكس مع مابذل من مجهودات سابقة للارتريين بكل اطيافهم، فهذا لايعدوا أن يكون مجهود قديم جديد يبذله النظام وازلامه، للخروج من المأزق القانوني والأخلاقي الذي يرزح تحته النظام طيلة فترة حكمه.

٧. ثم هناك سؤال يتعلق بشعار تم تسويقه بصورة انتهازية، منذ تقارب نظامي أديس أبابا وأسمرا لمصالحهما، والذي يسوقه أبواق النظام القدامى والجدد، وثبت أنالجدد أشد إضرار بحق الشعب الارتري لأنهم يتملقون لإثبات ولائهم على حسابه، والذي يقولون فيه (لنعطي فرصة للسلام) ومتوقع تروجيه في هذه المظاهرة، إن لم يكن هو اصلا حجر الزاوية للمظاهرة ونتيجته المرجوة منها، لأنه شعار زائف كحامليه، وهو انتهاز لفرصة هذا السلام الزائف لإضاعة حق الشعب الارتري في ملاحقة جلاديه وقامعي الحرية بوطنه.

٨. متي كان الشعب الارتري ضد السلام ليقال له (لنعطي للسلام فرصة)، مع انه معلوم إن أي سلام لا يحقق للشعب الارتري تطلعاته في الحرية والعدالة والتعايش السلمي بين مكوناته، غير ملزم ويعتبر سلاما زائفا ويقال عنه في احسن الاحوال (كلمة حق اريد بها باطل). لهذا رفع مثل هذا الشعار الزائف في مظاهرات تعني الشعب الارتري المكلوم، جناية أخري على هذا الشعب، وللأسف يرفع بإسمه ومن رحم معاناته، واستقلال بشع لمنصاته التي أوجدها بعد طول عناء ومشقة وليس هناك اخطر من هذا التزييف والتغول.

٩. ثم نسأل هؤلاء المزيفين والمغيبين عقلياوالمجيراتية ان صح التعبير، هل النظام التعيس باسمرا قام باي إصلاحات ومن ذلك:-

أ) هل أطلق سراح سجناء الرأي المغيبين قسريا منذ ٩٤ وما قبلها.

ب) ام أنه أعلن مصالحة وطنية للجميع.

ج) أم أنه أبدي رغبة في إقامة دستور جديد اوأمر بتفعيل دستور ٩٧م المعطوب والمعيب أصلا، كما فعل نظيره باديس ابابا، لم يفعل من ذلك شئ ولن يفعل.

١٠. إذا كانت هذه هي الحقائق المرة، فالمفترض يكون شعار ومضمون المظاهرة (لا للإفلات من العقوبة والقصاص) لراس النظام وازلامه.

ثم إن البندقية المرفوعة والكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية التي يقوم بها الشعب الارتري عبر كل أذرعه السياسية والمدنية، هي من أجل السلام الذي ألهم به الشعب الارتري غيره، يوم أن كان الآخرون يرزحون تحت نير الظلم والظالمين، أبعد هذا كل هذه التضحيات الجسام يقال للشعب الارتري (أعطي للسلام فرصة) وهو من صنع السلام وحرر الشعوب، وأصبح بذلك أيقونة النضال والكفاح المسلح من أجل السلام والحرية والعدل والمساواة.

وختاما نقول ولنا عودة بائس وتعيس ذاك المثقف الذي يقف وسط ركام المعركة ويري بؤسها وشقائها على شعبه من تهجير قسري وتغييب قسري كذلك، وغيرها من جرائر النظام المكشوفة، ثم ينخدع بشعار تمت خدمته ليفلت النظام وأعوانه من العقوبات المحلية والدولية، ثم ليته ينخدع لوحده وينزوي للأسف، يريد أن يخدع معه البقية الباقية من شعبه وبالؤم قبيح يندي له الجبين.

كل هذه الأسئلة والمداخلات، هي مشروعة أصلا بحكم الشراكة الوطنية، والدافع هو مادار ويدور من لغط هذه الأيام حول هذه المظاهرة التي ستقام في جنيف خلال أغسطس الجاري.

Top
X

Right Click

No Right Click