سلام أم بيع وطن؟

إعداد: مكتب الاعلام والثقافة بجبهة الثوابت الوطنية الارترية

يبدو ان اسياس افورقي وجد ان الفرصة قد سنحت حتى يطلق لحلمه الكبير ضم ارتريا مرة أخرى الى اثيوبيا (الام) فاستغل الفرصة

 وطني ليس للبيع

التي وفرها له ابي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا عندما اعلن عن قبول اثيوبيا قرار مفوضية الحدود بترسيم الحدود بين البلدين أخيرا ولم يكن حتى ابي أحمد يتوقع ان يتجاوز الامر هذا القرار ولكن اسياس افورقي ذهب ابعد من ذلك وبدأ يلوح بمشروع وحدودي جديد بين ارتريا وإثيوبيا من خلال تصريحاته في اديس اببا مما انعش أمال الاثيوبيين في ان يروا حلم طالما تبدد باستقلال ارتريا ان يكون لهم شواطئ تخصهم وقد تجلى ذلك قبل مجئ اسياس افورقي الى اديس باتفاقية الموانئ الذي بموجبها اصبح مينائي ارتريا عصب ومصوع ميناءين تجاريين اثيوبيين حيث تجاوزت الاتفاقية حدود السيادة الوطنية الارترية وفي تقديرنا ماهية إلا مقدمة لمشروع ضم بدأ اسياس بكل وقاحة يعرضه في الملأ من خلال ما صرح به في قصر الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي المحتل السابق لبلادنا الذي احتفوا فيه به في رمزية تؤكد هذا المضمون لذا نجد ان الطرف الاثيوبي بدأ يعزف نفس النغمة فهم لم يكونوا يتوقعون هذا الكرم الحاتمي من افورقي اقصى ما كانوا يحلمون به هو ان يتاح لهم الاستيراد والتصدير عبر ميناء عصب وفق معايير الاتفاقات الدولية وتطبيع العلاقات بين الحكومتين لتسهيل اجراءات المرور عبر الميناء فإذا بهم يحظون بالميناء الرئيس لإرتريا ايضا بل بسيادة اثيوبية تحت مسمى مواني تجارية لها فقابلوا هذا (الكرم) الافورقي بحفاوة كبيرة تمثلت في المطالبة برفع العقوبات عنه والحظر من الامين العام للأمم المتحدة الذي كان ينتظر في العاصمة الاثيوبية عندما وقعت الاتفاقية في اسمرا وليس المطالبة بترسيم الحدود ولا نكون مبالغين اذا قلنا ان الامين العام قد اصابته الدهشة للطلب الاثيوبي لأنه بالتأكيد كان يتوقع ان يكون الطلب هو البدء في اجراءات ترسيم الحدود التي هي اصل المشكلة وحيث تعتبر مسالة ترسيم الحدود ووضع العلامات الحدودية مسئوليتها الفنية والقانونية وليس رفع العقوبات والحظر باعتبارها مسئولية مجلس الامن حصرا حيث ان القرار صدر عنها بناء على طلب دولها حيث لا يكون طلب الامين العام ملزما لها بالضرورة بل على اعضاء مجلس الامن الدائمين وبعض الدول الملحقة بعضويتها دوريا ولكن يبدو ان الامين العام للأمم المتحدة لم يكن يريد ان يفسد جو الفرحه الاثيوبية / الافوقية فسايرهم وفي ذهنيه الف سؤال وسؤال وكذلك الشعب الارتري الذي هو بدوره كان مذهولا لا يصدق عينيه لما يحدث وهو يشاهد مسرحية هزيلة فصولها بدت سمجيه لم يستوعبها بسهوله لان عنوانها الخادع كان هو (السلام) ولكنه لم يجد ذلك (السلام) سوى ان الاثيوبيون حظوا بما كانوا لا يحلمون به حتى ولم يحظى الشعب الارتري سوى حلم جديد بشرهم به طاغية البلاد بالضم مرة اخرى للمستعمر السابق وكأن ذلك كان غاية احلامهم وفي ذهنه الف سؤال عن جدوى تضحيات ابناءه في حرب تحرير استمرت اكثر من ثلاثون عاما وحرب اخرى سنتان ومعاناة 27 عاما عجاف عاشها في ظل نظامه الدكتاتوري الظالم ولم يجد من السلام المزعوم أي شئ لمصلحته انما فقط مصالح الطاغية حصرا حيث همه الاول ان يرفع عنه الحظر ومن نظامه العقوبات حتى يتاح له ان يستمتع بمزايا الرئاسة في زيارة دول كثيرة لم يكن تتاح له في ظل العقوبات ويخرج من عزلته وحتى يتاح له شراء المزيد من ادوات القمع من اسلحة وغيرها تضمن له البقاء في السلطة الى حين ان ينهي المشروع الوطني حتى يقطع على الشعب الارتري الطريق لمحاسبته بما ارتكبه خلال حكمه وينجو من العقاب ولعل لهفته في الاسراع لرفع العقوبات والحظر عنه دفعته الى دعوة الرئيس الصومالي لزيارته برغم انه رفض في السابق الاعتراف بالحكومات الصومالية المتعاقبة وحتى حكومة فرماجو بل رفض حتى مجرد تبادل دبلوماسي في ابسط صوره وها هو يدعو الرئيس الصومالي لان على ما يبدو ان ملف دعم حركة الشباب الصومالية الارهابية عائقا كبيرا وجاء الرئيس الصومالي ملبيا وفي جعبته مطالب كثيرة ومنها عملية الصلح مع حيبوتي ولكن يبدو ان فرماجو احس بأنه تعرض الى خديعة فهو بادر بإعلان من اسمرا بخلو ارتريا من الارهابين وطالب بسرعة رفع العقوبات عن افورقي متأثرا بحرارة الترحيب ووقع معه عدد من الاتفاقات ولم يخرج الرئيس الصومالي بأي شئي كان يتوقعه سوى تعهد من طاغية ارتريا بوقف دعمه لحركة الشباب الصومالي اما مسالة الاعتراف بوحدة السيادة تحت ادارة الحكومة الصومالية المركزية برئاسة فرماجو لكل الاراضي والأقاليم الصومالية الشبه منفصلة والتي يتعامل معها افورقي مباشرة ونجد ممثليها يحتفلون في الخارج في مقار القنصليات الارترية ذهبت ادراج الرياح في تقديرنا عوضا عن الوساطة مع جيبوتي التي على ما يبدو ان دولة خليجية كبري دخلت على الخط وانتزعت المبادرة منه ولم يعد حماس افورقي للمبادرة الصومالية قائما فقد نال ما كان يصبوا اليه فهو قد حرص على عكس الزيارة في الاعلام بشكل يومي وخلال الثلاثة ايام مدة الزيارة لتوثيق كل شئ لمصلحة رفع العقوبات عنه لا غير للأسف ولا نعرف اذا لم يتحقق ذلك هل ستراجع افورقي عن كل وعوده لإثيوبيا وللوسطاء ويبدأ بالنغمة القديمة وهذا الهاجس ربما احد الاسباب التي دفعت برئيس وزراء اثيوبيا ان يتكبد عناء السفر في زيارة غير رسمية الى امريكا ليمارس الضغوط لتحقيق ذلك لأنه بالتأكيد رأى حجم الهفة الافورقي لذلك ويعرف ان الرجل يمكنه ان يرتد عليه فهو قد اطلع على كل التقارير الامنية الاثيوبية التي تشرح شخصية افورقي لذا يحاول انقاذ صفقته التي لن تتكرر اذا ما فشلت الجهود لرفع الحظر والعقوبات عن طاغية ارتريا.

النصر للديمقراطية

Top
X

Right Click

No Right Click