ما هو الداعي لحصار في ظل الحديث عن السلام

بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي

سمعنا في نشرات الأخبار خبرا من العيار الثقيل وجميل وسار ايضا وهو توقعا بهطول أمطار خير وسلام ستتساقط علينا بعد سنين

من القحط الطويل ومعها نسمع انها لا تنبت الزرع ولا تسقي الحرث والنسل مثلها مثل حكمنا وجذافا على حامل الورود بان وروده بلاستيكية خداعة تتقاطع مع الطبيعي فقط بلون وبشكل مظهرها الأنيق والجميل لكنها لا تحمل رائحة طيبة.

وسمعنا كذلك ان امنا حامل وفي شهرها الأول للحمل وبعد عشرون عاما من العقم ومن انتظارنا الطويل لرؤية ذلك اليوم ومن رؤية عزيز طال انتظاره ومن لهفتنا للقياه، ومعها نسمع او نتفول على المولود وهو لازال جنين في شهره الأول بالشلل وبالأعاقة، وربما ذهب البعض بعيدا في تفوله المشؤوم، الي حد الإجهاد المبكر، ووأد حلمنا في المهد وفي اللحد.

هل كان طفلنا يشبه ذلك الطفل الذي قتله سيدنا الخضر ولم يعرف في البداية نبي الله موسى عليه السلام سبب قتله لطفل صغير برئ لا ذنب له، ليخبره لاحقا سيدنا الخضر بأنه سيولد عاق لوالديه وسيرهقهما كفرا وطغيانا وهو ما دعاه لقتله ولانه كان مأمور من الله سبحانه وتعال ؟

ومن أنبأنا نحن أن مولودنا سيولد عائقا أو قاتلا مجرما لنقوم بقتله مسبقا واحلامنا معه.

السلام الذي جلبه الدكتور ابيي نراه جيد وهو مطلب شعبي في كلا البلدين ولكني مع من يقول عنه سلام ناقص لا يكفي ومع من يطالب باشراك الجميع فيه من ممثلي الشعوب واشراك المحيط، ليكون مفيدا أكثر.

واما عن الحصار وكمبدأ عام لا نقبله جملة وتفصيلا ومن اي كان وعلى أي كان ولنا أسبابنا وسنذكر بعضا منها في هذه الرؤية.

الحديث عن السلام ومحاكمة ابيي هو وجه اخر عن اللامبالاة والاستخفاف بمعاناة شعب أغلق نظامه أبواب امل للحياة في وجهه لعشرين عاما وأغلقت الحدود في وجهه لذات الفترة من الزمن، وجاءت له اشباه فرص للحياة كيف لا يرحب بها وهو مخنوق وحتى لو كان مصدرها الشيطان الرجيم وفرعون القرن الافريقي اسياس، وما دمنا واي كان لم يستطع فرضه وخلاصهم.

لماذا نطالب أبيي احمد بتقويض سلام منح لأمتنا بصيص امل في الحياة ؟ ألم تشاهدوا بأم أعينكم افراح الشارعين الارتري والاثيوبي ناهيكم عن الانظمة ومصالحها ؟

واذا كان ما حصل تمثيلا في اسمرا واجبر النظام شعبه على الخروج عنوة وماذا سنقول عن الملايين التي خرجت وتظاهرت في اديس ابابا، اهو تمثيل هو الآخر واجبرو الشعب الاثيوبي على الخروج ؟

ولماذا نسميه سلاما أعرجا ونحكم عليه بالفشل وبالشلل وبالأعاقة منذ بدايته ؟

لماذا لا نسمي المسميات بأسمائها ونقول عليه سلام ناقص وندعوا الي إشراك الجميع فيه من نظامامين ومعارضات ومراجع شعبية وإشراك المحيط فيه كجيبوتي والسودان وغيرهما ؟

لماذا لا نقول عنه جيدا ما فعلتموه، ولكن لا يكفينا هذا، ونريد المزيد ؟ او اين نحن كمعارضة وكممثلي الشعب مثلكم واين المحيط واين حصص الجميع فيه ؟

واذا رفضت مطالبكم وضربوا بها عرض الحائط حينها لكل مقام مقال، ولكن لا نستطيع يا احباب أن نحكم عليه ومن البداية بالاعاقة وبالفشل ولا سيما ان عمره لم يتعدى شهر او شهرين، ولا سيما ايضا اننا لم نطلب منهم شيئا وعلى الاقل من الدكتور ابيي ولم يرفضوا هم شيئا.

واذا قمنا بواجبنا كان أفضل لنا، اي نقدم أو نرفع لهم رفضنا للسلام ونقول لهم هذه اسبابنا او قبولنا له وهذه شروطنا، فلنقل ذلك اولا قبل ان نقول عنه سلاما اعرجا وميتا، والا سنسمي أحكامكم مسبقة وقاصرة في التفكير.

الحصار يفرضه من يفرضه على النظام لإسقاطه اولا والي اضعافه على اقل تقدير ثانيا، ولا يقصدون من وراءه ايذاء الشعوب في البداية ولكن كل تجارب الحصار في العالم خلصت وانتهت بحقيقة واحدة وموحدة الا وهي ان الشعوب دائما تكون رقمها الاول وهي من تتضرر اكثر ومن تلك الانظمة اذا تضررت، والشعوب هي من تخلص فاتورة المعاناة، فالنظام يا اعزائي لديه أساليب اخرى ملتوية ليعيش ويحيا وإذا أصيب بسهام الحصار ومعاوله فسيكون ذلك بعد اصابة وهلاك آخر مواطن في بلده،

وهل يعقل ان نخلص على الشعب وجميعهم من أجل الوصول الي النظام،

واذا تمعنا النظر في الحصار المفروض على اريتريا هو في ظاهره حصار على تروريد النظام للأسلحة وللعتاد الحربي الثقيل ولكن الهدف المبطن هو حماية الدول وليس حماية الشعب الأعزل الذي تكفيه الكلانشكوف وذخيرته التي تنتجها مصانع الجبهة الشعبية منذ أن كانت في الميدان ثورة في جبال نقفة، واليوم حتى ذلك الشرط انطفى وانتهى بعد أن وطأت أقدام الإماراتيين الساحل الارتري وانشؤوا قاعدة لهم في مدينة عصب وجلبهم لأسلحة ومعدات حربية لا قبل للمنطقة بها، وإبرموا شراكة دفاع مع النظام أمام أعينكم واعين العالم ومدوا البحرية الارترية بمعدات حديثة وربما فعلوا ذلك مع القوات البرية، ولا حديث عن ذلك،

ولماذا الكيل بمكيالين اي لماذا سكت العالم عن الإمارات التي ضخت وزودت اسمرا بمعدات وأسلحة من هذا النوع ويطالب هذا العالم بحصار بري مطبق على الشعب، لربما رفعه كان يفيد الشعب قليلا.

Top
X

Right Click

No Right Click