ينسج خيوط السلام بمعزل عن الشعب الارتري

إعداد: مكتب الإعلام حزب النهضة الارتري

إن السلام هو مبتغى كل الشعوب لأنه الأساس لأية نهضة اقتصادية وبالعكس فان النزاعات والخصومات والحروب هي سبب

أسياس أفورقي

كل خسارة ولا تجني الشعوب من وراءها سوى الدمار والهلاك، فالشعوب تدرك ذلك جيدا لذا عندما تمتلك إرادتها ويكون تقرير مصيرها بيدها تكون الأقدر لتجنب الصراعات وإذا وقعت مشاكل بمقدورها حل الخلافات والإشكالات كبيرة كانت أم صغيرة بالطرق السلمية، الشعوب عندما تتمتع بالحرية بدون حدود غير مقيدة بالخوف وحياتها خالية من الرعب هي تكون بمنأى عن التخبط والأخطاء القاتلة. فالشعوب عندما تمتلك سيادتها الحقيقية وتدير شؤون حياتها بمحض إرادتها وتقود حياتها باختيارها لنظام حياة وتولي أمر تدبير شئونها لمن ترى فيه الأهلية والكفاءة ويكون موضع ثقتها وبذلك تتمكن من الحفاظ على مصالحها وسيادة وطنها وتجنبه الأخطار والعواقب الوخيمة.

من خلال هذه المقدمة التي نؤكد من خلالها دور الشعوب في رسم سياسات أوطانها وتصدر المشهد دائما في حالة السلم والحرب نأتي إلى عملية السلام التي نشهد مساعيها من قبل قيادة إثيوبيا والمتمثلة في رئيس وزراءها د ابي احمد ورئيس النظام في ارتريا اسياس افورقي الذين يسعيان بوتيرة متسارعة في نسج هذا السلام وإنزاله إلى ارض الواقع ليكون معاشا من شعوب البلدين، ويبدوا لكل متتبع من الوهلة الأولى أن هذا السلام يبدوا انه يولد ناقصا ومشلولا وغير قادر على البقاء والاستمرار لان نتائج هذا السلام المبني بهذه السرعة المدهشة لن يكون بمقدوره تحقيق مصالح هذه الشعوب وخاصة الشعب الارتري الذي ومنذ الاستقلال أصبح متفرج على مصير الوطن ومغيب تماما إلا أن يدفع به النظام دفعا نحو الحرب وسداد فاتورة الحروب والمشاكل التي يختلقها النظام بمفرده.

إن السلام حتى وان سلمنا بأنه غاية يسعى إليها البلدان ويتطلع إليها الشعبان في هذين البلدين إثيوبيا وارتريا لعقود من الأزمنة رغبة في الاستقرار والأمن، إلا أن اغلب الشعب الارتري ينتظر بفارغ الصبر النتائج التي ستصل إليها هذه المساعي وليس لديه اعتقاد وثقة في ان هذا السلام سيحقق لهم رغبتهم التي لا تزال وحتى يومنا هذا أحلام وتطلعات لان هذا السلام لا يقوم على أرضية صلبة تضمن استمراره ودوامه ومحققا المنفعة المرجوة من ورائه فأرضيته هي الشعوب ففي ارتريا رأس النظام هو الذي قرر بمفرده ووقع في ورقة السلام لوحده كيف تم التوصل إلى هذا وأين وكم اخذ من وقت وهل تمت قراءة تبعاته القريبة والبعيدة وما لذي سيحققه من مصالح.

الشعب الارتري فهو يتابع كغيره من شعوب الأرض عبر الفضائيات تلك الرحلات المكوكية والاحتفالات في أديس وأسمرة وقمة ثلاثية في دبي وهو اجهل ما يكون عن مصير هذا السلام وتداعياته، وبالنظر إلى الجولات المكوكية التي قام بها قيادة البلدين والمهرجانات والاحتفالات التي صاحبت ذلك هي محل تساؤل وموضع شكوك حتى إن البعض وانطلاقا من ذلك يراه بأنه ليس سلاما وإنما تطبيع بمعنى التحول من حالة العدائيات إلى صداقة وحسن الجوار ومرد ذلك بان الحدث أتى من غير مقدمات ظاهرة حتى يكون الجميع على اطلاع بمجرياتها وطبيعتها، ولأن الأزمة والتي امتدت لأكثر من عشرون عاما والتي تمت فيها نشوب حرب وقطيعة تامة البلدين دفعا ثمنا باهظا تمثل في ألاف الضحايا من البشر والمعوقين والمشردين فمشكلة بهذا الحجم وامتدت لسنوات كيف يمكن حلها بهذه السهولة ويكون حديث القيادتين السلام والحب والمصير المشترك في تجاوز للمشكلة التي كانت قائمة وتناسيها كأنها لم تكن ويكون الاهتمام بفتح الحدود والمواني وتبادل السفراء ودخول مواطني البلدين بدون فيز، وتم وضع مشكلة الحدود وسيادة الوطن في ذيل القائمة التي ستجد من وقت القيادة للتحدث حولها بل ذهب رئيس النظام اسياس للقول ليست لدينا مشكلة حدودية وان من يقول شعبين هو مخطئ ولا يعرف حقائق التاريخ فمثل هذا الحديث نفسه صار يقوي الشكوك والارتياب لدى قلوب الارتريين بان الأمور التي تجري ولا يعرف خفاياها إلا اسياس فانه اكبر من مشكلة الحدود ويتعلق بالمضي نحو إقامة ارتباط بين البلدين بشكل يؤدي إلى إضاعة الاستقلال الوطني الذي هو استحقاق عشرات الآلاف من الشهداء والمعوقين ويمس شرف المواطن الارتري الذي لم يتمكن حتى يومنا هذا بان يتمتع بهذا الاستحقاق.

إن المشكلة التي تم اختزالها في مسالة الحدود عند اندلاع الحرب لم تكن حقيقية بل إن الكثيرين كانوا يؤكدون بان المشكلة وراء الحرب الحدودية حتى وان جاز تسميتها بذلك فهي كانت حجة وذريعة، أما المشكلة أعمق من ذلك ولها امتدادات وجذور والجميع عندئذ كان يراهن على السنوات التي ستبين ما كان مخفيا وسرا مكتوما، أليس ما نراه اليوم هو جزء من ذلك السر الذي ظل لهذه السنوات وفي اعتقادنا بان هناك لا تزال إسرارا رهينة بالأيام المقبلة التي ستنكشف وندرك حينها جيدا بأنه لطالما صار مصير الوطن كله بيد رجل واحد يعني ذلك ان هناك حقائق وجرائم فظيعة وعندها سيصاب الجميع بالذهول كما أصيب اليوم الجميع بالدهشة والاستغراب وليس بمقدورهم استيعاب ما يجري.

المنطق يقول بان ليس معقولا بان يتم إقامة سلام وعلاقة بهذه الطريقة وبهذه السرعة التي تبدوا كأننا نشاهد مسرحية وان هؤلاء القيادة هم يقومون بعرض مشاهد وفي الحقيقة هناك من قام بصياغة سيناريوهات المسرحية وهم يقومون بادوار ونحن نشاهد ولكن في الحقيقة بان من يدفع الثمن هو الشعب الارتري الذي هو حتى اليوم مبعد عن شئون الوطن ولا يدري شيء مما يجري بشأنه كما دفع الثمن الباهظ إبان الحرب الحدودية والتي تدافع إليها الشباب وهم يحملون الوطن في حدقات العيون ووصايا الشهداء على قلوبهم ويقولون لن يمس احد سيادة الوطن ونحن حماته من بغي الأعداء.

إن ما يدعونا إلى هذا القول هو أن المشكلة كبيرة والنظام ظل لسنوات طوال وهو يتمنع على أية حوارات مع إثيوبيا إذا لم يتم ترسيم الحدود فكيف به اليوم يقبل بان يتحدث عن كل شيء إلا مسالة الحدود ليقول بأننا شعب واحد بل يكذب قائلا بان الشعوب هي في الأمام ونحن خلفها وقال بان قبوله بالسلام هو تعبير عن رغبة الشعب وأشار إلى الآلاف الذين خرجوا للشوارع لاستقبال د ابي احمد رئيس الوزراء الإثيوبي فهل يعقل لرئيس دولة بان يتحدث عن مسائل مصيرية للوطن والشعب بهذه الطريقة الهزلية، صحيح بان شعبنا يعشق السلام ولكن يتساءل ما هو ثمن هذا السلام، قام النظام بدفع الشعب نحو ساحة الحرب عند الحرب الحدودية وألان أيضا يعبر عن الشعب من خلال حفل الاستقبال هل هكذا الشعوب تعبر عن رأيها فأين البرلمان وأين هي الصحافة وأين هم السياسيون هل أصبح معسكر ساوي هو البرلمان الارتري أنها بحق أضحوكة والكل يشير إلا أن اسياس ظهر بشكل غير اعتيادي وتحول إلى شكل آخر ربما هذه شخصية يلبسها لتقوم بالدور المطلوب، فهذا القائد لا يحترم شعبه ولم يعتذر له عن ما تسبب فيه من ضحايا ولم يعتذر عن المئات من الشباب الذين غرقوا في البحار هربا من جحيمه ولم يقدم لهم العزاء، أنه يستحيل على شعب يعيش في جو ملؤه الخوف والإرهاب التعبير عن مشاعره فلن ننسى الآلاف من كبار السن والنساء والشباب الذين تم سجنهم بسبب خروجهم لتشييع جنازة الشهيد الحاج موسى محمد نور، عليه فان الخروج لاستقبال رئيس الوزراء كان باستدعاء من امن النظام وتهديدهم فالشعب غير مسموح له أن يعبر عن رأيه فلو سمح له بذلك لقال شيء آخر، فقد رايتا هذا القائد اسياس يوزع الابتسامات والقبل للشعب الأثيوبي وهو قد حرم منه شعبه المسكين في ارتريا بل العكس من ذلك فقد جعلهم يبكون ألليالي وسالت الدموع حزنا واسى على الحالة المأساوية والمعاملة القاسية التي يعيشها شعبنا المغلوب على أمره.

في رأينا أن السلام الحقيقي والذي يمثل تطلعات وآمال الشعب الارتري لم يعد واضحا في ما يجري بكل بساطة بأنه طالما الشعب تم استبعاده عن المشاركة في صنع هذا السلام فلن يكتب له البقاء والدوام، أليس من الأجدى على رئيس النظام بان يزرع السلام أولا في ارتريا وذلك بإطلاق سراح السياسيين والشيوخ والقساوسة القابعين في السجون وان يقوم بتفعيل الدستور وان يقوم بالعمل على عودة اللاجئين في إشارة واضحة إلى الانفتاح نحو الداخل توضح صدق توجهه نحو السلام ويجعل الشعب الارتري يتنفسه ثم بعد ذلك بالإمكان الانفتاح نحو الحبران ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يمكن بناء السلام من وطن يعيش أبناؤه الاستبداد والاضطهاد والرعب والخوف ومحرومون من ابسط حقوقهم الإنسانية وكرامتهم يدوس عليها رأس النظام، وكيف لرئيس يخادع شعبه ويعيشهم على أوهام بل يستبعد عنهم أن تقوم الحياة الديمقراطية في وطنهم، فلا يمكن الحديث عن السلام والشعب الارتري لا يزال اليوم يبحث عن ما يضمن حياته من دستور وقانون ويريد أن يختبر إرادته في اختيار قيادته ولا يزال يحلم بدولة يكون مصدر قوتها مؤسساتها السيادية.

حزب النهضة الارتري – مكتب الإعلام

Top
X

Right Click

No Right Click