التصدي لرموز الكراهية والعنصرية

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبد الله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

إستمعت كغيري من النشطاء والمهتمين لما قاله القس/ دانئيل بلاي في تجمع ضخم لمناصري السلام بين إثيوبيا وإرتريا

القس دانئيل بلاي

ودعاة أحلام الوحدة القديمة والمتجددة وفقاً لحالة هيستيرية تنتاب هؤلاء القوم كل نصف قرن من الزمان وكأن حق الحياة الكريمة والتطور والنماء لا يتم الا بالإرتماء الى أحضان إثيوبيا متجاهليين شركائهم في الدولة والرواد في الثورة وعدم الخنوع والانبطاح للإستعمار مهما كان الثمن.

في تقديري الامر ليس وليد اللحظة في الحالة الارترية فله جذورعميقة ظلت تنمو على سيقانها وأوراقها ثمار الكراهية وعدم الاعتراف بالاخر والتطرف وهنا لا أعمم على الجميع والجهات التى اقصدها ساذكرها كنماذج وليس على سبيل الحصر، لأن قيم التعا يش والسلم والاحترام يجب أن يتربى عليها الجميع أيضاً لتكون راسخة لديهم لا تسقط في أول محطة إختبار، الصحيح أننا نرفض التطرف والفعل المضاد ونرفع شعار الوحدة الوطنية لأكثر من ثمانية عقود وليس فينا من يسيئ لعيسى ولا لموسى كديانات مقدسة وأنبياء، والاخر سواء كان في عهد الثورة أو الدولة سواء كان في كرسي المعارضة أو متربع في كرسي السلطة يرفض الاعتراف بالأخر حقوق وشراكة وتقاسم للثروة والسلطة.

القس دانئيل بلاي

ففي مرحلة الاستعمار الاثيوبي مارست فيه الكنيسة أقصي درجات التحريض والعنصرية لتدعم المخططات الاستعمارية بشيطنة الغالبية من المجتمع الارتري وهم المسلمون، والمخطط داخل إرتريا كان له رموز على رأسهم راعي الكنيسة الارترية قشي ديمطروس الذى كان يحرض ضد المسلمين حتى لحظات وفاته وترك خلفه وصية قرأت في مراسم دفنه أوصى فيها المسيحيين الارتريين بالتمسك بالانضمام الى أمهم إثيوبيا وحرقوت وتسفاهنس برهي وممثلي الامبراطور وقادة ومؤيدي حزب الانتدنت وغيرهم من أعيان المجتمع، من الطبيعي على من تربي على الكراهية أن تصدر منه مثل هذه الافعال والاقوال التى نسمع بها في منصات التواصل الاجتماعي وفي الاحتفالات والمهرجانات التى تقام في أروبا وامريكا والتحريض الممنهج الذى يقوم به مروجي العنصرية والطائفية في أروبا أمثال القس تسفاطيون وهبتي ماريام وأمانئيل ودانئيل بلاي وغيرهم كثر.

القس دانئيل بلاي

أما في داخل إرتريا كل ممارسات الدولة تؤكد بأن لا مكان للتعايش السلمي لأن في كل ركن ومكتب وإدارة ومؤسسة تجد التهميش للمنتميين للقوميات الثمانية ثقافيا ولغويا وهيمنة فاقت في غلوئها ممارسات الاستعمار الاثيوبي، وان النظام يغالي في اتهام المسلمين بالتطرف وهم حقيقة يدافعون عن انفسهم وأحداث مدرسة الضياء الاسلامية ليس ببعيد، والكيل بمكالين في التعامل مع المؤسسات الدينية في إرتريا حيث يتم التضيق على المسلمين أما المسيحيون يتمتعون بكافة التسهيلات وكنائسهم تبني في أى مكان يختارونه في كافة أنحاء إرتريا.

هناك سؤال يدور في ذهني الأن وهو : الى متي سيظل المسلمون في إرتريا يدفعون الثمن غالياً من أجل تعزيزالاحترام المتبادل وإغناء الرصيد الثقافي المشترك والقيم الإنسانية، واحتراما الخصوصيات والاعتراف بقيم التعددية الثقافية والدينية ؟

الدولة الارترية أوقفت تدريس مادة التربية الدينية في المدارس وكنت أتمني لو تم إستبدالها بمادة تحث على التربية الدينية الحاضنة للتعددية وقبول الاخر للتصدي للخطاب الاقصائي وضرورة توعية الاطفال والشباب في مختلف مراحل التعليم بأن الآخر ليس عدوا، وليس خصما، ولكنه شريك في الإيمان بالله وبالقيم الإنسانية وإعتقد هذه مسؤولية الدولة لكنها لم تفعل.

القس دانئيل بلاي

وأمثال القس دانئيل بلاي وغيره كثر يتعمدون الإساءة إلينا من خلال المس بمقدساتنا ورموزنا وأقول وللتارخ لم يستأسد علينا المقيمين في المهجر إلا لما ظل النظام في الداخل ينفذ المخططات دون دون ما يلجمه.

وإن ما قاله القس دانئيل وإعتذر عنه ماهو الا سلوك ونهج واخلاق تربي عليها شخص مختلّ حاقد غرضه الإساءة والتنفيس عن أحقاد مزمنة، وهذه التى إعتبرها وهو زلت لسان لم تكن كذلك لأنه يشتم ويحرض ويسئ للإسلام والمسلمين ويصف الرسول "ص" بأقبح الاوصاف وصفحته مليئة بالاساءات وظل يحرض علنا ودون هوادة للذين يتواصلون معه على الاسلام والمسلمين وإن إعتذاره ليس عن قناعة، وقال كلمته وسط حشد كبير لا يجمع بينهم جامع الا الحقد على إرتريا كدولة وعلى المسلمين.

في الختام ادا أردنا أن ندافع عن ديننا وحقوقنا وتراثنا وثقافتنا وأرضنا وإرثنا علينا بالعمل وان نكون مسؤولين لأن الحظة لحظة علم وعمل.

Top
X

Right Click

No Right Click