الرهان على أن يأتي التغيير من النظام

بقلم الأستاذ: ود عثمان

لاحظنا خلال الفترة الماضية منذ إعلان أبي احمد قبول أثيوبيا الغير مشروط للسلام وتنفيذ اتفاقية الجزائر وما تلاها من مارثون

تبادل الزيارات للوفود على مستوى رئاسة الوزراء ورئيس النظام في إرتريا.

أسياس أفورقي

حدا بالبعض أن يراهن على السلام الذي تم بانه سينعكس إيجابا على الوضع الداخلي المتأزم في إرتريا وسيقوم النظام بإجراء الإصلاحات سواء كان بضغط من اللاعبين الإقليميين والدوليين أو برغبة النظام والتأثر بما يجري في أثيوبيا.

إننا نتساءل على ماذا يعتمد هذا الرهان ؟

• هل طبيعة النظام تسمح بذلك ؟

• وانه سيتحول بقدرة قادر إلى نظام يحترم شعبه ويسعى لإسعاده ؟

• أم أن الرهان على اللاعبين الدوليين وهل هؤلاء تهمهم الديموقراطية وحقوق الإنسان في إرتريا والعدالة ؟

• أم أن الرهان على مؤسسات الدولة ؟ وهل هي موجودة حتى ولو بانفراد وان هناك حزب يحكم ويعقد مؤتمراته ويتداول السلطة على الأقل فيما بين أعضائه ؟

• أم على الجارة أثيوبيا ؟ التي مكنته في السابق من الهيمنة القومية والاستبداد الذي ليس له مثيل، والان تكرر نفس السيناريو السابق من القيادة الجديدة لإثيوبيا لإخراج الدكتاتور من محنته والسعي لإخراجه من عزلته الدولية والإقليمية ؟

• أم أن الرهان على معارضة قوية لها وجود على الساحة باستطاعتها أن تفرض عليه الضغوط لتجبره على التنازلات والإصلاحات ؟

إذا كان الرهان على النظام:-

• الم يكن نفس النظام الذي قمع المعارضة الداخلية متمثلة في منكع أيام حرب التحرير؟

• الم يكن نفس النظام الذي استعان بامتداده المجتمعي عبر الحدود متمثلا في ويانى تقراي لضرب الجبهة والانفراد بالساحة ؟

• الم يكن نفس النظام الذي قمع جرحى حرب التحرير عندما طالبوا ببعض الإصلاحات لأوضاعهم ؟

• الم يكن نفس النظام الذي رفض عودة اللاجئين إلى وطنهم بعد التحرير ؟

• الم يكن نفس النظام الذي يمارس الاستيطان الممنهج في إرتريا ؟

• الم يكن النظام الذي طارد أقرب رفاق دربه منذ وثيقة نحن وأهدافنا المشؤمة، ومجموعة ال 13 ثم ال 15 ؟ لدرجة محاربة حتى جثامينهم بعد الموت، مثل ما فعل بمسؤول امنه وشريكه في كل الجرائم بمنع دفنه في إرتريا ؟

• الم يكن النظام الذي اخفى وخطف واعتقل الآلاف من أبناء هذا الشعب المناضل؟ ولا يدري أحد أين هم منذ 1994 ؟

• الم يكن النظام الذي قمع واعتقل المحتجين في انتفاضة مدرسة الضياء بحي أخريا في اسمرا بما في ذلك القصر والمرضعات وتعذيب التسعيني الشيخ موسى محمد نور حتى الموت ؟

• تغيير السياسات لا يتأتى من نفس النظام الذي عذب هذا لشعب ؟

أيضا الرهان على القوة الدولية والإقليمية التي ظلت تغض الطرف عن النظام في كل تجاوزاته بل كانت في كثير من المواقف سندا له وها هي اليوم تتحدى إرادة الشعب وتقدم على شراكة مدفوعة الثمن مع النظام.

الرهان على أثيوبيا التي تعمل قيادتها الجديدة بحساب الربح والخسارة من إصلاحها الداخلي بأي ثمن حتى لو تحالفت مع عدو الأمس وغير مستعدة لمساومته بسلامه الداخلي.

إن ما يجري في أثيوبيا يختلف جوهريا عن الوضع في إرتريا:-

أولا: إن التحولات جاءت على أعقاب نضالات الشعوب الأثيوبية لفترة طويلة. لم تتم أي إصلاحات في الهيمنة القومية للأمحرا خلال حكم هيلى سلاسى لان النظام كان مبنياً على أساسها كما هو الحال في نظام اسياس.

ثانيا: أول تغيير جاء بمنقستو وأجرى الإصلاحات بالاستجابة لبعض الشعارات التي كانت الشعوب الأثيوبية تناضل من أجلها: مثل مساواة المسلمين بالمسيحين بفصل الكنيسة الأرثدوكسية عن الدولة.

ثالثا: استمرت نضالات الشعوب الأثيوبية إلى أن أسقط نظام منقستو، وتم على أثره تطبيق ما كانت الشعوب تناضل من أجله بإقامة جمهورية أثيوبيا الفيدرالية، في طريق تقاسم عادل للثروة والسلطة، على الأقل نظرياً بتثبيت الحقوق على الدستور، تمت الكثير من الإنجازات خلال حكم الاهودق في مجالات التنمية.

رابعاً: ما نشاهده الآن من تطورات، وانتفاضات أدت إلى استقالة رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام وتولي أبي احمد الرئاسة يصب في خانة التصدي للتجاوزات والفساد وطلب المزيد من الحريات والمزيد من العدالة في الثروة والسلطة. باختصار شديد هي عملية نضالية مستمرة ولن تتوقف عند محطة واحدة.

أما إرتريا فمكانك سر، بلا دستور، بلا انتخابات، بلا برلمان، بلا اتفاق حول كيفية الحكم ..الخ.

الرهان بأن يقوم اسياس بالإصلاح الداخلي لا يسنده تاريخ النظام ولا الوضع الإقليمي والتحالفات الإقليمية، ولا الإمكانيات الذاتية المتاحة للمعارضة. عليه فان الشعب الإرترية بمفرده ضد الظلم القائم كما كان عندما أعلن الكفاح المسلح، ولا بد أن يكون الرهان على أنفسنا والاستمرار في التصدي للظلم القائم، ومن المؤكد انه لا إرتريا ولا الجارة أثيوبيا ولا منطقة القرن الأفريقي ستستقر إذا لم يكن هناك عدل في إرتريا.

Top
X

Right Click

No Right Click