بناء السلام - الحلقة الثانية

بقلم الأستاذ: عمر صالح عبدالله شوم حسب الله - عضو اللجنة الشعبية الإرترية لإجراء السلام بين إرتريا وإثيوبيا

في الحلقة الماضية وعدنا بالحديث حول الآتي:-

• كيف يتأطر هذا السلام..؟؟؟ هل سيصبح له شرعية بعيداً عن السياسة..؟؟؟

• وكيف يمكننا أن نحدد أبعاده التنظيمية..؟؟؟

• وهل يمكننا رسم خارطة للثمار المتوقعة منه ؟؟؟

أولاً: كيف يتأطر هذا السلام..؟؟؟

التأطير: عرفاً يعني نقل الشئ من الحالة العفوية الى الحالة المنظمة.. أي نقله من وضعيته الحالية الى وضعية أخرى تعبر عن إرادة المجتمع.. ولكن كيف يتم هذا التأطير ومن هي الجهة المخولة للقيام بهذه الخطوة ؟؟؟

وهنا قد يرى البعض أن الإجابة على هذا التساؤل تحتاج الى تفويض من الجهة المخولة حسب قواعد التنظيم البروغراتي للسلطة السياسية.. أما إذا سرنا حسب قواعد التنظيم الجماهيري فهي حرية مباحة ويمكننا حينها أن ننتخب الإجابة التي نريد بشرط عدم الخروج عن حدود منطق الفهم العام.. لأن الإحتكار البروغراتي هو الأداة التي تعيق تدفق تيار الجهد التنظيمي العام الذي يمثل إطار إخراج الشعوب من معتقل البروغراتية (الجامد).

وعليه فإن التأطير لموضوع السلام لا يعني سوى إخراجه من سجن البروغراتية المركزي.. وإدخاله في البناء التنظيمي الجماهيري العام كوعاء يؤطر هذا الحراك الشعبي ويحدد ابعاده ويشكل ملامحه.. ولا يتم ذلك إلا في ظل خلوَّه من الأجندة السياسية الخفية.. لأنه عادة ما تجري دماء المخالفات التنظيمية في عروق البناء السياسي كأساس لمجرى العاطفة والتفكير العام.. أو كتعبير عن القدرة على تحريف السلوك السياسي عندما يرغبون في التلاعب بالأوراق والمصالح العامة المرتبطة بالشعوب.. وهو المسار المتوقع منهم عند تناولهم مثل هذه القضايا الحيوية المهمة كالسلام والعدالة والحرية والمساواة..

ثانياً: هل سيصبح له شرعية بعيداً عن السياسة..؟؟؟

من المهم تحديد الجهة المستفيدة من السلام بإعتبار أنها الجهة التي يمكنها أن تضع مقياس لهذا السلام وتحدد إن كان شرعيته مرتبطة بشرعية السياسة أم أنها منفصله عنها.. ولعل تحديد هذه الجهة يرتبط بتعدادها وحجم تاييدها لمبدأ السلام كعنصر مستقل أو مسيسْ.. وبإجراء المقارنة بين تعداد الشعب وتعداد الجهة السياسية سنرى الفارق في التقدير والقدرة على التمييز بين الإثنين.. فالشعب متفوق وبشكل ساحق عددياً.. ونوعياً من خلال كوادره المتعلمة أكاديمياً..

وبالتالي من الطبيعي أن يكون الخيار بيده وأن يكون لديه الحق والصلاحية لممارسة دور الريادة في هذا الشأن إن أدرك حجمه ومقامه واستوعب المطالب الأساسية التي يريد تفعيل أجندتها بصورة مرحلية كمنطلق لمسار جماهيري مستقل.. وإنطلاقاً من هذا الوعي نرى أهمية إستقلال وجهة السلام وعدم تدخل السياسة في مسارها التنظيمي حتى لا تختلط المصالح والأهداف المرصودة لصالح الشعب وحده لاشريك له.. وعليه تتضح الإجابة القاطعة في أهمية أن يصبح للسلام شرعية مستقلة عن السياسة.

ثالثاً: كيف يمكننا أن نحدد أبعاده التنظيمية ؟؟؟ الأبعاد التنظيمية للسلام هي الأبعاد المقروءة لمبنى الأزمات والمشاكل المعيقة لمجرى السلام وتدفقه التنظيمي الآمن.. بمعنى أن الجهد سينحصر في المرحلة الثانية لتحويل المربعات (الملفات) التي تشكل الأزمة الإرترية الإرترية أو الإرترية الإثيوبية أو الإرترية وكل دول الجوار الى مربعات (ملفات) يتأسس من ارضيتها الحل الناجع لكل المشكلات البينية.. ولن يتم ذلك إلا بإستثمار المشتركات والجوانب المتفق عليها أولاً ثم الإنتقال بعد ذلك لردم الهوة التي خلقها الخلاف التنظيمي بين الأفراد والفئات والشعوب الإنسانية..

رابعاً: هل يمكننا رسم خارطة للثمار المتوقعة منه ؟؟؟

لما لا..؟!!!

يمكننا ذلك في حالة إكتمال تصور السلام وتفعيل آلياته التنظيمية المشتركة بين الأفراد والفئات والشعوب.. فلا سلام يتأسس بلا ثمار متوقعة تحقق للعناصر الثلاثة (الأفراد والفئات والشعوب) مصالحهم الحيوية المنتظرة..

الجهات المستفيدة من الثمار:

الأفراد - ويتمثل ذلك في الآتي:-

في ظل السلام تنتعش قيم الكرامة والسيادة الشعبية لديهم.
في ظل السلام يشعر الأفراد بالأمان المعنوي والإستقرار المادي.
في ظل السلام يتكاثر الأفراد ويزداد نسلهم.
في ظل السلام تزدهر قدراتهم العقلية وقواهم الجسدية.
في ظل السلام يتمتعون بالحرية والمساواة والعدالة التنظيمية.
في ظل السلام يتوسع نشاط أسفارهم بين الربوع والأقاليم والبلدان.
في ظل السلام يسود الإحترام وتنتفي الكراهية والأحقاد والعداوة بينهم.
في ظل السلام يتشارك الأفراد في بناء الوطن وتفعيل أدواره الحضارية.
يمكننا إضافة مانشاء لتحقيق ثمار السلام.

الفئات - ويتمثل ذلك في الآتي:-

في ظل السلام تنتعش قيم الكرامة والسيادة الوطنية لديهم.
في ظل السلام يشعر الفئات بالأمان المعنوي والإستقرار المادي.
في ظل السلام تتمتع الفئات بالحرية والمساواة والعدالة التنظيمية.
في ظل السلام تتشارك الفئات في بناء الوطن وتفعيل أدوارها الحضارية.
في ظل السلام يسود الإحترام وتنتفي الكراهية والأحقاد والعداوة بينهم.
في ظل السلام تنتعش إرادة الفئات وتزدهر أنشطتها التجارية.
يمكننا إضافة مانشاء لتحقيق ثمار السلام.

الشعوب - ويتمثل ذلك في الآتي:-

في ظل السلام تنتعش قيم الكرامة والسيادة الوطنية لديهم.
في ظل السلام تشعر الشعوب بالأمان المعنوي والإستقرار المادي.
في ظل السلام يتمتعون بالحرية والمساواة والعدالة التنظيمية.
في ظل السلام تتجه الشعوب في بناء الشراكة وتفعيل أدوارها الحضارية.
في ظل السلام يسود الإحترام وتنتفي الكراهية والأحقاد والعداوة بينهم.
في ظل السلام تضع الشعوب قواعد سيرها الأخلاقي الآمن.
في ظل السلام تنتعش إرادة الشعوب وتزدهر أنشطتها التجارية.
يمكننا إضافة مانشاء لتحقيق ثمار السلام.

في الختام لايسعني سوى أن أمد يد الدعم والمناصرة لكل الجهود الجماهيرية التي تفجرت بصورة عفوية في أخريا صيانةً للكرامة الإنسانية وحماية لمقدسات الشعب الدينية من تجاوزات الحكومة الديكتاتورية. كما أحيي المواقف الشجاعة والبسالة الشخصية النادرة التي تميز بها راعي مدرسة ضياء الأهلية.. الحاج موسى محمد نور وكل المناصرين لموقفه النبيل والتحية موصولة لطلاب المدرسة وعضوية الجالية وسكان أخريا الذين تصدوا للعدوان ورفعوا رآية التمرد والعصيان في وجه الهيمنة التنظيمية التي تسعى بكل عنجهية لإستعمار المجتمع الإرتري ومحاولة تركيعه وتفريغه من قيمه الأخلاقية الفاضلة.. ونسأل الله تعالى أن يفك أسرهم ويعيدهم الى أسرهم أعزة مكرمون.. وأن يدحر كيد الباطل ويزلزل سكينته ويقض من مضجعه.

في الحلقة القادمة سنتحدث حول الآتي...

لماذا التحرك نحو السلام الآن وليس قبلاً ؟

ألا يشي إخراج الأمر بهذه الطريقة الى وجود أجندة أو مخطط وراءه ؟

وكيف سيتم توزيع نسبة المشاركة على المكونات الإرترية داخل عضوية هذه اللجنة بحيث تكون عادلة ؟

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click