مزاعم النظام حول انتفاضة 31 اكتوبر

بقلم الأستاذ: على جبيب المصدر: رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

حاول النظام كعادته تشويه الحدث التأريخي الذي مثلته انتفاضة الشيخ موسي محمد نور والذي أفقد النظام صوابه

فما كان منه إلا اللجوء للأسطوانة المشروخة وهي الاستهداف الخارجي من قبل متطرفي الإخوان. هذه الفرية التي أصبحت أداة قمع وتدخل وسطو على حقوق الغير سواء كانت دول أو شعوب من قبل دول الغرب وأدواتها من الأنظمة الفاسدة والديكتاتوريات المقيتة التي نشأت بمباركتهم.

وانتفاضة مواطني أخريا كانت بعيدة كل البعد عن هذه المزاعم وهي انتفاضة حقوقية ومدنية وتلقائية بامتياز وذلك للدفاع عن مدرستهم ونهجها الذي أراد النظام التلاعب به وشيخها الجليل موسي محمد نور الذي اقتاده النظام أسيرا - بدون وجه حق وخارج إطار القانون - دون مراعاة لكبر سنه ومكانته الاجتماعية كأحد رواد التعليم الأهلي والذي تمثله مدرسة الضياء الإسلامية وهي من أهم وأميز المدارس، ليس في أسمرا فحسب بل على مستوي الوطن، حيث جمعت العلم الديني والدنيوي وأنشأت بذلك أجيالاً قادرة على العطاء في شتى المجالات ولا سيما مساهمتها في الوعي السياسي للطلاب وتبصيرهم بكينونتهم وحقوقهم.

لم يرق لحاكم البلاد وزمرته تفرد هذه المدرسة واستقلاليتها ونجاح مجلس آبائها في الإدارة وتلبية احتياجاتها بعيدا عن سيطرة النظام وشروطه التعسفية ونواياه السيئة تجاه كل عمل ناجح يقوم به المواطن البسيط. وفي حالة مدرسة الضياء، أكثر ما أقلق سلطات الجور والظلم هو محافظتها على المجتمع بتنشئة أبنائه على القيم الإسلامية السمحاء من حسن الخلق والحشمة والاستقامة وهذه المثل غير مرحب بها من النظام الذي أفسد البلاد والعباد بالإضافة لذلك اعتماد المدرسة على اللغة العربية في التدريس بجانب الإنجليزية والتعليم الديني.

وفي محاولة للقضاء على هذا الصرح التعليمي شمّر أزلام النظام عن سواعدهم وأتوا بخطة لتغيير جذري في منهج المدرسة وسلوك الطلاب ففرضوا تقليص المواد الدينية وإلغاء التدريس باللغة العربية وخلع الحجاب عن الفتيات داخل حرم المدرسة والاختلاط بين الجنسين. وهذا ما أدى إلى انتفاضة الواحد والثلاثون من أكتوبر التي تتعلق بالحقوق التي ظل يتلاعب بها ويسطو عليها النظام منذ فجر التحرير الذي أُفرغ من معناه جرّاء الممارسات الإقصائية وتنكيله المستمر بالأبرياء وسعيه الدائم لفرض الهيمنة القومية وكانت انتفاضة البسطاء من الطلاب وأولياء الأمور والأمهات الحدث الأبرز والأقوى الذي يواجهه النظام طيلة سني حكمه دون التقليل من دور من قاموا بحركات العصيان من العسكريين وكان آخرهم الشهيد سعيد علي حجاي بطل ملحمة فورتو.

مرد خطورة هذه الانتفاضة بالنسبة للنظام منبعه التحرك السلمي ومدنية التحرك الذي يرتبط بالحقوق التي لا تقبل المساومة وسهولة تزايد أعداد المنضمين إليها بصورة مضطردة مما يصّعب على الأجهزة الأمنية إمكانية السيطرة وذلك لعدم توقع المآلات وكذلك حجم التحرك وتوجهه. من هنا، يمكن القول بأن التغيير بالوسائل المدنية، متى ما سنحت الفرصة لذلك، أكثر حظا في حسم الأمور في وقت وجيز وبأقل الخسائر وتقليل التداعيات التي تفرضها حالة التغيير.

وإذا تتبعنا ثورات الربيع العربي ونجاحاتها السريعة، ندرك بأن أخطر سلاح هو العمل المدني الذي يتداعى له أصحاب المصلحة الحقيقيين من المواطنين البسطاء كما حدث في تونس لنصرة البو عزيزي وكذلك في مصر وغيرها، كثورات سلمية اعتمدت الأسلوب المدني. ومتي وجدت الثورات السلمية، تعتبر هي الأسلوب الأسلم والسلس للتغيير.

أما فزّاعة فشل تلك الثورات التي يستخدمها النظام يجب أن لا نعيرها أي اهتمام وعلينا أن ندرك بأن النظام فقد كل شيء حتي المؤسسة العسكرية التي كان يستخدمها لقمع المواطنين ما عاد يثق بها أو يملك السلطة عليها وانتفاضة أخريا كشفت المستور وكسرت حاجز الخوف ولا ننسي بأن الكل في الوطن مستعبد سواء المواطن البسيط أو العسكري الذي يعمل بالسخرة لسنوات لا يعلم عددها والتغيير مطلب مُلِح بعد أن وصل الأمر لحال انعدمت فيها الخيارات، فهنالك خيار واحد ألا وهو رحيل النظام اليوم قبل الغد من أجل انقاذ ما يمكن إنقاذه لأن الوطن على شفا حفرة من الهلاك في كل بنياته خاصة النسيج الاجتماعي الذي بدأ يهترئ بفعل سياسة فرِّق تسد التي اتبعها النظام.

التحية لشرفاء أخريا وانتفاضتهم المباركة بقيادة الشيخ الرمز موسي محمد نور فك الله أسره ورفاقه من النساء الأطفال.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

الخزي والعار والاندحار لنظام الهيمنة القومية وأزلامه.

Top
X

Right Click

No Right Click