في وداع المغفور له بإذن الله محمد نور الحسن حسنو
بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - دبلوماسى سابق ومحلل جيوسياسي - لندن، المملكة المتّحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيئ قدير،
الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور). صدق الله العظيم
تباغتنا المنايا، تزلزلنا تنزع منا كل يوم قريبا أو صديقا يصعب تصديق رحيله في لجة الحزن والألم، انها اللحظة الفارغة بين الحضور والغياب، بين الوجود والعدم، انه الفراق طعمه كالحنظل لكنه قضاء الله وقدره، فراق للحاق بالرفيق الأعلى في الفراديس العلا.
ودعت اغردات في ٢٠١٩/٦/٧م أحد أبنائها البررة، ودعت حبيبها الذي لم يفارقها اصلا حتى في قمة مآسيها، ربما كان يسافر سفرات سريعة ليعود إليها.
المغفور له محمد نور الحسن حسنو هو الخامس والأصفر من أبناء الحسن حسنو من الذكور.
أتذكر كان يسبقنا بثلاثة فصول دراسية، ثم بعد ذلك بدأ يعمل مع أخيه محمد الحسن حسنو.
اصيب ال حسنو بنكية في العام ١٩٦٢م في حادثة (كمسارياتو) اغردات الشهيرة أي مباني المحافظة حيث اغتيال الوزير عمر حسنو الذي مات برصاص ذاك الجندي المرعوب من صوت انفجار القنابل التي ألقيت والجندي هو حارس حاكم عام ارتريا الذي كان في المنصة، وقد أصاب رصاص ذلك الجندي المفجوع وجوه اغرداتية لا تعوض بالإضافة إلى الوزير عمر حسنو مات كل من ابراهيم باشاى والشيخ صالح ابن سيدنا مصطفى ود حسن واناس آخرون.
النكبة الثانية لآل حسنو جاءت باعتقال السيد محمد الحسن حسنو بتهمة باطلة ومعه المغفور له عبدالرحيم محمد موسى ثم اعدما ظلما فيما بعد في اغردات العام ١٩٦٦م.
كان الشهيد محمد الحسن حسنو رجل أعمال ناجح وكان كذلك نشاط في المجال الاجتماعي في مدينته اغردات.
لم تهز ال حسنو تلك النكبات، حيث ورث المغفور له محمد نور مكان أخيه بجدارة ومارس العمل التجاري الراقي في ذلك الزمن من محطات للوقود إلى شراء الأراضي ولاحقا فندق (بنسيون) في اسمرا واخر في اغردات وأعمال أخرى كان ناجحا فيها.
كان المغفور له محمد نور اغرداتيا بكل معاني الكلمة بالرغم من حالة الحرب والحصار التي كان يفرضها العدو الأثيوبي وكذا النظام الحالي كافتعاله الأزمات الاقتصادية والسياسية وهو شاهد على الاعتقالات والسجون والإرهاب الذي كان يتعرض له أبناء المدينة، لم يبارح معشوقته اغردات، والجدير بالذكر هنا أن النظام اوقف مده بالمواد البترولية لمحطة الوقود التي كان يملكها واعتقد كان له محطتين وليس واحدة بالإضافة إلى مضايقات تجارية اخرى، لم يحاول نقل عمله التجاري إلى أي بلد مجاور كما فعل غيره من التجار.
صمد في (شلاليت) اغردات، كان متواضعا بشوش لم يترفع يوما على أبناء مدينته، وهى عادة اتسم بها كل ال حسنو.
أتذكر هنا للتاريخ أن المغفور له الشهيد محمد الحسن حسنو كان شجاعا ثابتا في مواجهة الموت، وقد هتف وحبل المشنقة في رقبته قائلا (تحيا ارتريا، يحيا الشعب الارتري، عاشت جبهة التحرير الارترية) ثم نطق ختاما بالشهادة. رحم الله محمد الحسن حسنو وزميله عبدالرحيم محمد موسى أنهما حقا شهيدين.
كنت امني النفس بزوال الحال واعود إلى تلك المدينة التي اعشقها واجلس بجانب اخي المغفور له محمد نور الحسن حسنو وأسأله عن أمور كثيرة، عن اغردان وأحوالها، لكن المنايا فرقتنا.
انتقل الراحل محمد نور سعيدا إلى الرفيق الأعلى فقد ورى ثرى اغردات التي أحبها وأحبته بجوار والده وعمه عمر حسنو وشقيقه محمد الحسن ومع اهله الموتى من سكان اغردات مدينته.
رحم الله الاخ محمد نور الحسن حسنو رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء.
وانا لله وانا اليه راجعون.
التعليقات
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان
أنا لله وانا اليه راجعون تقبله الله فى جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين