حارس الجسد ثورة نسائية كتبها رجل

المصدر: النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع

قضايا مجتمعية بشكل قصصي جذاب المرأة هي محورها

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، المجموعة القصصية «حارس الجسد» البوابة الأولى، للأديب الإرتري هاشم محمود.

تقع المجموعة في 168 صفحة من القطع المتوسط وتضم (وقود امرأة - حارس الجسد - سكينة الخطيئة - الجنس الحرام - لذة الطابق العلوي - العهد الحرام - نصف شرف - الغرفة - الاستخلاص - عُرس - بسبب طفلي - زيف الحقيقة - حيرة - نقطة نظام - المائدة - ضرة غير نافعة).

تناول الكاتب هاشم محمود في المجموعة قضايا مجتمعية بشكل قصصي جذاب، وكانت المرأة هي محورها.

وجاء عنوان المجموعة القصصية «حارس الجسد» ملخصًا للفكرة التي أراد الكاتب إيصالها وهي الوصاية على المرأة وحصر كل مقوماتها الإنسانية والفكرية في جسدها فقط.

وقود امرأة:

الليل موحش، والرد قارس، ولا رفيق يخفف وطأة هذا السفر الطويل، لكن في النهاية هناك أحد في الانتظار، يتمنى وصولها في أي لحظة، تسير مسرعة بسيارتها، تتخيل زوجها وهو يأخذها بين أحضانه بمجرد وصولها، وأبناءها لا يزالون مستيقظين منتظرين مجيئها بفارع الصبر.

تتخيل يومها الأول على البحر وهي تشوي الأسماك الطازجة، ورائحة الشواء تخترق أنفها، يا الله! متى الوصول؟

قطعتْ نصف المسافة تقريبًا، وتبقى ما يقرب من أربعمائة كيلومترٍ، تنظر يمينًا ويسارًا لعل أحدًا يسر بجانبها، فتتخذه رفيقًا في هذا الطريق الموحش، تُفتش عن أحمد المطاعم، فتجد لافتة تُشر إلى وجوده بعد ثلاثين كيلومترًا، والجوع يدق أبوابها، وكاد أن ينفدَ صبرها، لم تعد تتحمل القيادة ومعدتها فارغة.

أخيرًا! هنا المطعم، تخرج من سيارتها، تدخل إلى البائع، تطلب بعض السندوتشات، فتصدمها الإجابة:

ليس لدينا طعام، يوجد فقط مشروبات.

يا الله! كيف ذلك؟

لقد تم بيع المكان منذ أكثر من عامن، وتحول إلى مقهًى يقدم القهوة والشاي فقط…

حارس الجسد

يارب أسألك الراحة! سكان العمارة لا يتوقفون عن الطلبات، كلٌّ يريدك لنفسه، فهل أنا بسبعة أرواح أو بعشرة أيادٍ؟

العم أحمد هو حارس عقار لأحد المباني الجديدة في منطقة متطرفة، بعيدة عن وسط المدينة، جاء من أقصى البلاد بحثًا عن عمل، ليرشده أحدهم إلى المناطق السكنية الجديدة، والابتعاد عن الزحام ووسط المدينة؛ حيث لا عمل بها.

استطاع بالفعل أن يجد تلك الوظيفة والتي شغلها منذ أكثر من اثني عشر عامًا، أطلق عليه السكان العم أحمد رغم صِغر عمره، فهو لا يتعدي الأربعين، لكن طبيعة ملابسه ووجهه الأسمر، وجسده الهزيل تجعله يبدو أكبر من ذلك.

يفهم العم أحمد بسرعة البرق؛ طبيعة عمله والمطلوب منه على وجه التحديد من حراسة العقار وتلبية طلبات السكان، وتنظيف العقار مرة على الأقل في الأسبوع، مع الحرص عى التخلص من قمامة الوحدات السكنية يوميًّا وبشكل مستمر، حتى لا تتراكم القمامة داخل المبنى.

تمر الأيام ويتزوج العم أحمد من إحدى فتيات بلدته البعيدة، ويصطحبها للإقامة معه؛ حيث عمله، وينجب ولدين وفتاة، وتتغير أحوال السكان، فمنهم من ترك المكان ليذهب إلى فيلا منفصلة، وآخر هاجر إلى إحدى دول الخليج بحثًا عن عمل، وأخرى تركت والديها لتتزوج بعد أن جاءها قطار الزواج، لكنها تظل تأتي لزيارتهم مرة على الأقل في الشهر.

Top
X

Right Click

No Right Click