كلمـة في رحيل المناضل عمر محمد البرج
بقلم المناضل الأستاذ : إبراهيم محمود صالح قدم (أبو حيوت) - كاتب وناشط سياسي إرتري
ها هي أرتال الرجال الذين قدموا اسهامات مشهود لها في مسيرتنا النضالية ترحل الواحد تلو الآخر.
نعم أن رحيلهم حق لأن البقاء لله وحده، ولكن الذي يدمي القلوب ويدمع العيون هو أن يرحلوا بعيداً عن تراب الوطن الذي ضحوا من أجله الى أن أصبح حقيقة واقعة، إلا أن سقوطه في أيدي عصابة حولت الوطن إلى سجن يتوق كل من فيه الخروج، حالت دون عودة من لا يصفق او يقول امين الى ارض الوطن ليكون مثواهم الاخير.
خلال الشهور التي مضت رحل الكثير من دنيانا وتناقلت المواقع الالكترونية أسماء البعض منهم وكثيرون رحلوا فى صمت دون أن نسمع عنهم، رحل المناضلون مصطفى عبده ويونس إبراهيم وهيلو كبرآب وأنور محمد نور ومحمد سعيد حلبي فى المنافى نسأل الله لهم الرحمه.
وآخر الفرسان الذي رحلوا هو المناضل الشجاع السيد عمر محمد البرج، رجل من معدن نادر قلما تجد مثله. لو كان عدد بسيط من قيادات الثورة تحلوا بأخلاقه لما كان مصيرنا هذا الذي نحن فيه. رجلٌ قد تختلف معه سياسياًّ ولكنه يفرض عليك الاحترام.
لم يكن الفقيد بحاجة إلى المال والشهرة، حيث كان يملك منها الكثير، ولم تفسده السلطة لأنه كانت لديه معايير جديدة للسلطة يفتقدها الكثيرون الذين أسكرتهم السلطة حتى نسوا أن السلطة ليست تشريفًا بل أمانة يجب الحفاظ عليها، بل كان يناضل من أجل أن تصبح إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة ينعم فيها أبناؤها بالأمن والحرية والمساواة.
نعم أمثال السيد عمر يندر أن تجد مثلهم، لا يفرق بين إرتري وإرتري على أساس دينه أوإقليمه أوقبيلته أو انتمائه السياسي والتنظيمي. كل من تمكن من الوصول إلى الجماهيرية الليبية وجد منه الترحيب والتعاون حيث أعطى توجيهاته لمن كانوا يعملون معه لتقديم الخدمات والمساعدات لكل من يطلب منهم ذلك. وهذه المعاملة كانت تشمل الطلاب والعمال.
كما يقال الرجال مواقف، والسيد عمر البرج كان فعلاً رجل المواقف الذي لا يخشى لومة لائم من قول الكلمة الشجاعة حتى في أحلك الظروف، وستظل موافقه في مساعدة العمال والطلبة نيشان على صدره سجلها له التاريخ في صفحاته البيضاء.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.