اخر سلاطين العصر الحديث - الحلقة الأولى

بقلم الإعلامي الأستاذ: محمد طه توكل - صحفي ومدير قناة الجزيرة بإثيوبيا

السلطان على مرح حنفري، هو سلطان (اوسا) العفرية، اخر السلطنات الإسلامية في أثيوبيا،

السلطان على مرح حنفري

برز اسمه في اربعينيات القرن الماضي، عندما تقلد مقاليد الحكم في السلطنة، وقد كان أحد ابرز زعماء منطقة القرن الافريقي، وسلطان قبائل العفر المنتشرة في كل من جيبوتي وإرتريا وأثيوبيا.

اشتهر بالحكمة والحنكة السياسية، كان تربوياً على الرغم من وجوده في هرم السلطة حيث قاد ثورة تعليمية موسعة، عبر سعيه الى توفير الالاف المنح الدراسية لأبناء المنطقة، و ساهم في افتتاح التعليم الثانوي والجامعي في المنطقة، وناضل بجهوده المتواصلة في الارتقاء بواقع أمته وفي إرساء السلام والاستقرار فيها.

عرفت سلطنة أوسا في عهده، الازدهار الاقتصادي، خصوصا في مجال الزراعة التي كانت تقام على ضفاف نهر "أواش" تمكن السلطان على مرح بحنكته السياسية من المحافظة على استقلال السلطنة، رغم تمدد وتوسع الإمبراطور هيلاسيلاسى وابتلاعه لكافة السلطنات الأخرى.

كان السلطان على مرح، يمثل الزعامة الدينية في منطقة القرن الافريقي، والقيادة الروحية للمسلمين، حيث كانت سلطنة "اوسا" في عهده، الملاذ الامن للمضطهدين من المسلمين وأيضا للثوار، و ولكل من ضاقت به المعيشة، اذ كان السلطان كريما مع كل وافد الى السلطنة، عبر توفير سبل العيش الكريم لهم.

في عام 1974 وعلى اثر انقلاب منجستو على الإمبراطور هيلي سلاسي، غادر السلطان على مرح إلى جيبوتي ومنها إلي المملكة العربية السعودية، حيث واصل نضالاته ضد نظام منجستو حتى سقط عام 1991، وشارك في مؤتمر القضايا المصيرية الذي تمخضت عنه جمهورية اثيوبيا بشكلها الفيدرالي الحديث.

وقد توفى السلطان على مرح في العاصمة اديس ابابا عام 2011، وتم تشييع جنازته في موكب مهيب، تضمن الالاف من محبيه ومؤيده، فضلا عن كبار المسوؤلين في الحكومة الاثيوبية والجيبوتية، ودفن في مسقط راسه.

رحم الله السلطان على مرح، بقدر ما قدم لدينه و وطنه

يشار ان ابنه "السلطان حنفري على مرح" سوف يعود الى اثيوبيا يوم الثلاثاء القادم، ويرافقه "عمر علي مرح" القيادي البارز، وذلك ضمن سياسية الانفتاح المصالحة التي تشهدها اثيوبيا، والتي اسفرت عن عودة الكثير من المعارضين السياسيين الي البلاد.

Top
X

Right Click

No Right Click