مذكرات وأوراق للدكتور محمد عثمان أبوبكر - الحلقة السابعة
بقلم المناضل الأستاذ: محمد عثمان أبوبكر - القيادي في التنظيم الموحد سابقا
وفي دولة البحرين كانت تربطنا علاقة وطيدة مع سمو الأمير الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة ووزير العدل الشيخ خالد بن عبدالله
علاقاتي كانت جيدة مع هؤلاء فهي كل زيارة أقوم بها خلال شهر أو شهرين على طول الفترة الخليج كنت أطلعهم عبر تطورات الاحداث في إرتريا واقمنا معرضاً كبيراً أفتتحه وزير العدل الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة وكانت لدينا علاقات طيبة مع وكالة الأنباء الخليجية والصحف المحلية كانت تنشر دائماً أخبار إرتريا والثورة. وكنا نمدهم بالأخبار عبر الوسائل الاتصالات المتاحة في تلك الفترة.
وفتحنا باب التبرعات لصالح الثورة الإرترية لقوات التحرير الشعبية. وكانت وزارة الخارجية البحرينية تقوم ـفي المطار وأكون تحت ضيافتهم طول الفترة التي أقضيها في البحرين وكانت وزارة العدل والخارجية تقدمان دعماً مقدراً سنوياً بحسب إمكانيتهما في تلك الفترة كان رؤساء تحرير الصحف في بداياتها في الخليج من الجنسيات المصرية الذين كانت تربطني بهم علاقات جيدة خلال وجودي في الحركة الطلابية في القاهرة في الستينات والسبعينات ولذلك يرحبوا بي ويشجوا لي فرص إجراء الحوارات ثم أعقب ذلك تولي عدد من الجنسيات الخليجية. وكان مجموعة من الفلسطينيين واللبنانيين يعتبرون الثورة الإرترية ثورة العرب الثانية بعد فلسطين لأن إسرائيل كانت تدعم النظام الإثيوبي ومن قبله الإمبراطور لمنع استقلال إرتريا لأن كان لديها أطماع في البحر الأحمر ولقد حضرت مقابلات تلفزيونية أكثر من مرة مع عثمان في دبي بعد أن عددت هذه المقابلات في الشارقة والبحرين وقطر. وكذلك مقابلات إذاعية حول تطورات الأحداث في إرتريا.
وكذلك لوكالات الأنباء العربية والأجنبية كان لها نصيب كبير من اللقاءات على رأسها الـ BBCرويتزر، وكان عثمان يقوم كذلك باللقاءات بترتيب مني مستقلاً علاقاتي بإجراء هذه اللقاءات. وكان النشاط الإعلامي بتركيز في أبو ظبي وقطر والبحرين. وكان لدينا لقاءات مع الحلول والشيوخ والأمراء على مختلف الأزمة وخلال الـ 15 عاماً قضيتها في الخليج أجرينا أكثر 20 مقابلة منها مع عثمان سبي ومنها خلال حملي رسائل منفرداً.
وهو ابرز اللقاءات الشيخ زايد رحمه الله وابنه الشيخ خليفة، وكان الشيخ زايد تواقاً لسماع أخبار الثورة وتطوراتها وكان قد قرر تخصيص 4 مليون دولار مليونين للجبهة ومثلها لقوات التحرير الشعبية سنوياً وكان تحول إلينا عبر البنك الوطني أبو ظبي ومنها إلى جدة في حساب قوات التحرير الشعبية. كانت تربطنا علاقات وطيدة مع الشيخ عبد الرحمن وكبار الشخصيات الإماراتية على المستوى السياسي وعلى المستوى الشخصي وأبرز هذه العلاقات مع حكام عجمان الشارقة ودبي وأبو ظبي، وخاصة مع الشيخ سلطان بن حمد القاسمي، وكانت تربطه معي ومع عثمان علاقات طيبة والرحل كان عروبياً، ويهتم بقضية إرتريا ويقوم عثمان بوضعه أمام الصورة حول الأوضاع ويقوم بدعمنا ومرة كان هناك جماعة في السودان وتبرعوا لنا بمبلغ مليون دولار ذرة قمنا بتوزيعها في معسكرات اللاجئين ومقاتلي الثورة. والشيخ سلطان كان عروبياً ومؤمناً بقضية إرتريا ومن حين لأخر كنت التقي بهم. وكان عثمان يمدني بأخبار الوضع في إرتريا ومناطق السودان وكل مكان.
وبصورة يومية وكان مكتبنا في الخليج يمدهم بتقارير حول الأوضاع بعضة مستمرة.
وكان حضورنا قوة على مستوى الرسمي والشعبي في دول الخليج، وكان أول من أدخلنا للشيخ زايد الاستاذ أحمد السويدي وكانت تربطنا به علاقات وطيدة، وتربطه علاقات طيبة مع الشيخ والأخ أدم أحمديك والأستاذ على الشرفة ولعب دوراً كبيراً في تقديمنا وتعريفنا بالشيخ زايد (مدير الديوان الأميري)، كما كان للأستاذ أحمد السويدي دوراً مهماً في نصر قضية إرتريا ويساند دائماً في تقديم السند لإرتريا على المستويين الرسمي والشعبي جزاه الله عنا خيراً.
وكذلك قطر يختلفون عن بقيتهم لنخوتهم العربية وكانت أبوابهم مفتوحة وإلى شيخ كنا نرتاد عليهم الدواوين وكانت في بعض الأحيان الدواوين وتحول إلى ندوة مفتوحة عن إرتريا، واضرب مثالاً لذلك الشيخ خالد بن حمد آل ثان وزير الداخلية والعقيد علي الكعبي والعقيد عبدالله سالم من كبار رجال الشرطة وكانوا أصدقاء للثورة الإرترية وعضو مجلس الشورى راشد الخاطر، والزعيم عبدالله عطية الثالث في وزارة الدفاع، والكثيرين لم تسعفني ذاكراتي لذكر أسماءهم وكنا يحق راحتنا النفسية.
وكان يرافقني في هذه الزيارة نائبي في الخليج عبدالله أدم، ومكث عبدالله محاسباً في وزارة البترول وفي المساء كان يتحرك معنا لزيارة الشيوخ عبر برنامج معد، وكان متطوعاً ولم يتقاضى أي مبلغ من قوات التحرير بل أحياناً يتبرع من مرتبه وايضاً كان السفير محمد سبان كان يتجول معي في هذه الزيارات لشرح القضية وعبر المجالس التي كانت تنفرد به قطر كنا نوصل ما نريده من الشيوخ عبدالله أدم والزعيم عبدالله عطية ومحمد سبان.
وعموماً علاقاتي بدول الخليج رسمياً وسعياً وتحولت إلى صداقات وكانوا يؤمنون بأن إرتريا جزء من الدول العربية لكن الأقدار أتت بنظام الجبهة الشعبية لينكر كل هذه المسلمات، جاءت الشعبية بعد انحرافها اضطهد المسلمين والعرب وصدم العرب لهذه الممارسات. ولو كانت الثورة خطت بنفس سياساتها وطريقها لما آلت إليه الأحوال إلى ما هي عليه الآن وكان دعماً مقدراً سيتدفق عليهم وما كان سيضطر الإرتريين أن يلجئوا مرة ثانية. ولو لم يكن النظام الحالي شمولي وديكتاتوري لما أعقلت الدول العربية عن دعمها لإرتريا ولما أصبحنا حتى تحت مهمشين كنا نستثمر هذه العلاقات العربية - الإرترية كانت إرتريا ستكون سنغافورة أفريقيا. وكانت إرتريا معبراً بين العرب وأفريقيا لكن أراد نظام الجبهة الشعبية غير ذلك. وبالتالي أصبح العنصر مهمش، ومضطهداً حول إرتريا إلى عزبته الخاصة وحولها إلى ألبانيا ثانية التي فرضت عليها عزلة سياسية واقتصادية وشعبية لذلك لا استطيع أن نلقي اللوم على الدول العربية فليس لها يد على ما تجري من أحوال هناك ولكن لا شك بعد زوال النظام ستتغير كل الأمور وتعود هذه العلاقات إلى ما كانت عليه.
وفي هذا الإطار أكر واقعة خلال تواجدي في قطر حيث كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله في زيارة رسمية إلى قطر وكانت لي سيارة قديمة تتعطل في كل مرة.
وأثناء دخول للوفد الفلسطيني تعطلت سيارتي وانزعج الجميع وهذا الموقف كان ملفتاً للجميع واستدعاني وزير الخارجية سحيم بن حمد آل ثان وحينما علم بعدم امتلاكي للسيارة تبرع لي بسيارة جديدة كما كانت فرصة للظهور بعربة جيدة وأخذ الحيطة لئلا يحصل ما حصل مع الوفد الفلسطيني، وكان لنا لقاءات ومقابلات خلال مجيء الوفد الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس ياسر عرفات وأبو لطف وأبو جهاء وغيرهم من القيادات الفلسطينية الذي كانت تربطهم علاقات وصداقة وتأييد للقضية الإرترية وكانت القيادة القطرية تتيح لنا الفرصة للقاء بهم بينما كان ياسر عرفات يمدحنا لهم وعلاقتنا بمنظمة فتح كانت قوية. كان سلطنة تحت دائرة اختصاص في الخليج وقد كان لعثمان سبي عدة زيارات بعد أن رتبتها له وزرتها مرات عديدة، وكان هناك لقاءات عدة مع كبار المسئولين في الدولة وعلى رأسهم السلطان قابوس، وكان عثمان سبي على رأس الوفد ولعب دوراً وسيطاً بين ثورة زفار والبيض الجنوبي وسلطنة عمان سابقاً. لذلك كانت تربطه علاقات جيدة مع سلطنة عمان. وكانت هناك منحة من سلطنة عمان حيث قدموا لنا دعماً لشراء أدوية بـ 250 ألف دولار.
وكان عندنا حضور قوي في دول الخليج على كافة المستويات رسمياً وشعبياً والكل يشهد بأن مكتب الخليج كان أنشط مكاتب قوات التحرير الشعبية.
الجدير بالذكر لم أكن متحيراً في تصريحاتي ولقاءاتي لقوات التحرير الشعبية بل كنت أتحدث باسم الثورة الإرترية دون تفريق وعكس الظلم الواقع جراء الاحتلال الإثيوبي وكذلك كانت لدي علاقات قوية مع سوريا، فرئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في عام 1969 أصبح لاحقاً وزيراً للدفاع وأخي أحمد أبو سعدة كان رفيق الثورة منذ بدايتها وكان له الفضل في تعريفنا بكبار الشخصيات في الدولة والحزب وايضاً المحامي منير حسبو وغيرهم كانوا يؤيدون الثورة الإرترية، وأول مكتب فتح للثورة الإرترية كان في دمشق وكان يرأسه محمد أبو القاسم حاج حمد رحمه الله عليه.
وسوريا كانت داعمة بالسلاح والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة وتدريب الضباط على شكل دورات وكانت لدينا لقاءات كثيرة على رأسهم الأمين المساعد لحزب البعث وسوريا لم تتغير ولم تتبدل لأن موقفها إيجابي مع المعارضة تؤيد الديمقراطية ولم تقك أي علاقة مع النظام من أن النظام له سفارة في دمشق
كما كان لنا علاقات قوية مع لبنان على المستوى السياسي والإعلامي وكان مكتب الإعلامي لقوات التحرير الشعبية في بيروت وكانت مثمرة مع كبار المسئولين والأحزاب السياسية على رأسهم كمال جنبلاط وفي هذا المجال لم ننسى دور الدكتور علي عجمي وهو من المؤيدين لنا ولعب دوراً كبيراً لتوطيد العلاقة مع الأحزاب اللبنانية. وكان مكتب الإعلام بوتقة مهمة في هذا المجال، وكان عثمان يمتلك أكبر مكتبة تاريخية للثورة الإرترية وشهدت لبنان بتأليف كتب كثيرة وتقارير من الأمم المتحدة.
المزيد من التفاصيل عن دور سوريا راجع كتاب عثمان سبي والثورة الإرترية.
وكانت مكتبة عثمان سبي من أكبر المراجع عن القرن الأفريقي وليس إرتريا فقط.
وكانت الثورة الإرترية تحظى من جميع الأحزاب السياسية وعلى مستوى الوزراء وكنا نعتقد أن لبنان بلدنا الثاني حيث استضافنا عشرات السنين.
بيروت المكتب كان يراسه المرحوم محمد علي أفعرورة. وبعد الخلافات بين قوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية أصبح إبراهيم محمود منتاي رئيساً للمكتب الإعلامي.
كما كانت المملكة العربية السعودية تقف موقفاً واضحاً مع الثورة. وكان المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز من المناصرين والداعمين للثورة، وفي السعودية تستضيف أكبر جالية إرترية ويقدم لها منح للإقامات الحرة، وهذا القرار كان مستفاداً منه حتى السبعينات. وكان الطلاب الإرتريين يدرسون مجاناً والسعوديين بصفة عامة كانوا يقدمون الدعم لمختلف فصائل الثورة الإرترية وكانت الجالية في السعودية من أكبر الداعمين. وكان مكتب قوات التحرير الشعبية مركزا أساسياً للثورة الإرترية، وكان رئيسه المرحوم عثمان صالح دندن.
كان عثمان سبي تربطه علاقات قوية بالملك فيصل يرحمه الله والملك خالد يرحمه الله والملك فهد يرحمه الله. وكانت الصحف السعودية تلعب دوراً كبيراً في نشر أخبار الثورة وكانت ممتازة لاستقلال إرتريا. وكانت تربطني علاقات طيبة بوسائل الإعلام السعودية، خاصة صحف عكاظ، اليوم، الرياض، وكنت أراسلهم من مقري أبو ظبي وكان لي حضور إعلامي قوي في المنطقة ككل.
كما أذكر في ليبيا أنها كانت من أوائل الدول التي دعمت الثورة الإرترية ضد الملك إدريس السنوس - إلى حكم العقيد معمر القذافي وكان مكتب قوات التحرير الشعبية من أبرز المكاتب الإرترية وهو المكتب الوحيد للثورة في طرابلس، وكانت ليبيا تقدم سلاح ومال للثوار الإرتريين وأكثر من مرة زارت وفود ليبية وصحفيين مواقع الثوار ولعبت ليبيا دوراً كبيراً في انتصار الثورة.وأنا شخصياً تربطني كانت علاقات طيبة وطيدة مع القيادة الليبية منذ بداية الحركة الطلابية وشاركت في كثير من المؤتمرات لاتحاد الشباب للحركة الطلابية وساهمت في تأسيس اتحاد ناصرين العرب واصبحت عضو تنفيذي في قيادته أبرز من كان معي الأستاذ محمد الغربي وغيرهم.
العراق كان على رأس الدول الداعمة للثورة الإرترية وخاصة جبهة التحرير الإرترية وحزب البعث العربي الاشتراكي كان الداعم الاساسي والإعلامي والرسمي والدولي.
العراق بزعامة المرحوم صدام حسين كانت تقدم دعم مادي حقيقي سخي للثورة ولم يتوقف الدعم حتى الاستقلال، وكان السلاح ينقل راساً بالطائرات من بغداد إلى مطار الخرطوم وكانت بغداد تتبنى قضية إرتريا في المؤتمرات العربية والدولية.
وايضاً تتبنى تخصيص منح دراسية للطلاب الإرتريين وايضاً تقدم الدورات العسكرية إلى جرة الضباط.
والكثير من الإرتريين تخرجوا من الدورات العسكرية في بغداد ودمشق وهو الدولتين الوحيدتين اللتين كانتا تتبنى تدريب الثوار الإرتريين عسكرياً في مختلف المجالات.
ليبيا وسوريا والعراق كانون يؤمنون بعروبة إرتريا وبالتالي كانوا يقدمون لها الدعم السخي. العسكري والسياسي والمادي وكان لهم الدور الكبير في إصرار إرتريا للسفر.
وأنا شخصياً كانت تربطني منذ بداية الحركة الطلابية بعلاقات جيدة مع القيادة العراقية وعلى رأسهم مكتب كمال فاخوري رئيس مكتب الحركة الطلابية من حزب البعث الاشتراكي ومحمد دبدب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق ومكتب الكفاح المسلح التابع لحركات التحرير الإرترية وفتحنا لقوات التحرير الشعبية في السبعينات كان يراسه عمر إبراهيم سراج الضابط المتخرج من الكلية العسكرية. وزرت أكثر من مرة العراق وكنت أحظى باحترام وتأييد وتقابل بالحفاوة.