المناضل إدريس أدروب عنجه حامد يلتحق بالرفاق الهجرة الأبدية لنوارس الثورة الإرترية
بقلم الأستاذ: محمد آدم حدوت
الرعيل الأول للثورة الإرترية هم نوارس الكفاح المسلح الإرتري بقيادة البطل الشهيد حامد إدريس عواتي.
بالأمس فقط التاسع عشر من يناير 2021م يبتسم المناضل الكبير إدريس أدروب عنجة للموت بمدينة كسلا السودانية معقل الثورة الإرترية والعمق الاستراتيجي للكفاح المسلح الإرتري بعد عمر مديد كفاحاً وإقداماً وفداءً عن عمر ناهز المائة عام حيث كان الميلاد بالقاش في العام 1921م.
منذ 1961م يضع المناضل إدريس أدروب عصا الترحال ويبتسم للموت مرحبا بالهجرة الأبدية إلى دار الخلود حيث الرفاق والرفيق الأعلى تاركا من خلفه وطن يئن من وطأة رفيق استبد واستباح العمالة والارتزاق.
المناضل الكبير ادريس أدروب ما سار الثوار مسيرا ولا قطعوا وادياً إلا وكان معهم.. تعرفه الهضاب والجبال والوديان والقاش والغزلان والعمليات النوعية والبطولات الثورية وتقوربا وأدال والكلاشنكوف والرشاش وتحرير المدن وفي آخر المطاف بالأمس للأسف لم يجد شبرا في وطن أفنى من أجله زهرة شبابه بل كل عمره مناضلا فيه ليوارى جثمانه الطاهر في مقابر الحسن والحسين بكسلا ضحاً كحال كل الثوار الذين تعلقوا بالثريا وطناً وترجلوا الثرى قبراً.. وحكومة العار والخيبة تمضي في جرائمها نفيا للشرفاء.
بالأمس فقط يبتسم المناضل إدريس أدروب للموت لأن الرفاق هناك في جنات الخلد نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله قد اشتاقوا له واشتاق لهم وقد طال الإنتظار.. مائة عام من الرجولة والبطولة والكفاح والمعارك.. لم يطأطئ الرأس يوماً إلى أن مات شامخا أبياً رافضا الإذلال ودعوات النظام المستبد في أسمرا وإغراءاته ولسان حاله يقول: جبهة التحرير قلناها من بدري.. ويقول: وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير.. فلا نامت أعين الجبناء.
المناضل إدريس أدروب ليس بآخر نوارس الثورة الإرترية ولكن من أبرزها.. كان رجل المهمات الصعبة لذلك تم تعينه مفوضاً للثورة الإرترية وأميناً للسر بالقاش مهد الثورة من قبل الشهيد حامد إدريس عواتي مفجر الثورة في العام 1961م والإمبراطورية الإثيوبية آنذاك كانت تنشط في تمشيط تلك المنطقة ليل نهار والتنكيل بالشعب الإرتري.
خاض وقاد المناضل إدريس أدروب العديد من العمليات الفدائية وشارك في معارك الكر والفر وعشق إقتلاع السلاح عنوة من قوات الدرق في بدايات الثورة كما شارك ببسالة في معارك تحرير المدن في سبعينيات القرن الماضي وظل قابضاً على الزناد واقفاً شامخاً عزيزاً إلى أن فارق الحياة بالأمس الثلاثاء الموافق 19 يناير 2021م.
نسأل الله له قبولا حسناً في جنات الخلد وأن يتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.