من أبطال الثورة الإرترية قمدح وشمسي وعثمان آدم
إعداد: صفحة حامد إدريس عواتي فيسبوك
تمرد البوليس وإضراب الطلبة: قبل مقتل الجنرال عقبيت بشهور، قام عدد من الرجال من أعضاء
البوليس الإرتري في مدينة مصوع بالتمرد وإستولوا على سلاح الحامية وخرجوا إلى الميدان للإنخراط في صفوف مقاتلي جيش التحرير الإرتريأ وربما للإنضمام لحركة تحرير إرتريا. فقد إختلفت الرواية حول خروجهم فيما لحق من صراع بين الحركة والجبهة، والله أعلم.
ولكني بعد هذا العمر والتجربة المديدة، أعلم علم اليقين أنهم كانوا من أخلص المناضلين الذين تركوا بصماتهم في جباه أجيال كثيرة تكن لهم الإحترام والعرفان وتقر أنهم مهما تلى من صراع حتى التحرير بأنهم أبطال هذا النضال والرعيل الأول فيه، وآبائه ضمن الجيل الأول في النضال المسلح لا ينكر عليهم أحد هذا الحق المستحق والمجد المعصوم في تاريخ النضال الإرتري من أجل الحرية.
كان على رأس هؤلاء الجنود وصف الضباط من الشرطة الإرترية الذين شاركوا في تلك العملية، المناضل الشهيد/ قمحد إدريس الذي استشهد في معركة بطولية غير متكافئة ضد قوات البوليس التي خرجت لمطاردتهم وعلق جسمانهم الطاهر الممزق من كثرة الرصاصات التي إخترقت جسده في مسقط رأسه مدينة حرقيقو.
وكان بين تلك المجموعة أيضا المناضل الشهيد/ محمد سعيد إبراهيم شمسي الذي استشهد فيما بعد في يناير بداية العام 1965م.
في معركة (شعب) التي قادها على رأس فصيلة من مقاتلي جبهة التحرير الإرترية ضد قوات الكوماندوس التي دربها الإسرائيليون تدريبا خاصا لمواجهة الثورة.. علق جثمان الشهيد أيضا في مسقط رأسه مدينة قندع.
وفي معركة في منطقة دمبلاس في عام 1964م. قتل الملازم في قوات الكوماندوس الإثيوبية/ ياسين بشير الذي كان يهدد ويتوعد في حانات أسمرا بتصفية الثورة، قتل علي أيدي فصيلة من الثوار الذين كان على رأسهم المناضل/ عثمان آدم الذي إستشهد في نفس المعركة وكان أيضا من أعضاء البوليس الإرتري الذين تمردوا في وقت لاحق مثل زملائهم الذين التحقوا بالثورة.
كل تلك الأحداث المتتالية المزحومة بمعارك الثوار في اماكن كثيرة من ارتريا في السنين الأولى من عمر الكفاح المسلح، واستشهاد الكثيرون من الأبطال.. زادت من تعاظم مد الحركة الوطنية المناهضة للإحتلال الإثيوبي في جميع المدن والأرياف الإرترية وخاصة في أوساط الطلاب.
في النصف الأخير من العام 1964م. قام طلاب المدارس الثانوية واإعدادية في اسمرا بأكبر مظاهرة طلابية هزت كيان المستعمر وعملائه الإرتريين تندد بالإستعمار الإثيوبي، وقد كان لي (أحمد طاهر بادوري) شرف الإشتراك فيها مع زملائي الطلاب من مدرستي، فجن جنون الجنرال/ زرؤ ماريام أزازي، الذي أصبح مسؤول البوليس الإرتري بعد الجنرال/ تدلا عقبيت آنذاك، فزج بألوف الطلاب في السجون حتى ضاقت بهم المعتقلات ولم يجد الجنرال/ زرؤ ماريام مكانا آخر لهم بعد أن إمتلأت جميع السجون غير إسطبلات خيل البوليس الإرتري في عراء حي سمبل في أسمرا،
فأضرب الطلاب عن الطعام لسوء المعاملة التي لقوها من قوات الكوماندوس التي كانت في حراستهم، فأستبد الغضب بالكولونيل/ هبت ماريام (بلاع طعوا) قائد قوات الكوماندوس آنذاك (رقي فيما بعد لرتبة جنرال) فأرسل بالليل فورا للجنرال/ زرؤ ماريام يدعوه للمجئ وإنهاء الإضراب بأي وسيلة..
فجاء الأخير في منتصف الليل تحت حراسة مشددة ليلقي على الطلاب المضربين محاضلرة غاية في السذاجة، أثارت الضحك والسخرية من قبل الطلاب وخاصة من قبل مشاهير الطالبات آنذاك..
وأذكر أنه قال ضمن ما قاله غاضبا.. أنتم أولاد صغار لا تفهمونا شيئا في السياسة ولم تتعلموا الجغرافيا.. ففي الخريطة اليوم لا توجد إرتريا وإنما إثيوبيا.. فقد عادت إرتريا إلى حضن أمها الحنون، فكفوا عن العصيان والشغب واتجهوا لدروسكم وإلا...
من كتاب: إرتريا رحلة في الذاكرة بقلم: أحمد طاهر بادوري ص. 26–28.
يوم 1965/1/13م سرية من جيش التحرير الإرترية بقيادة المناضل/ محمد سعيد إبراهيم شمسي تشن هجوما خاطفا على مركز (شعب) على بعد 86 كيلومترا من مصوع وتحتل المركز مكبدة العدو 7 قتلى و 9 جرحى وتغنم 30 قطعة مختلفة من السلاح، واستشهد في هذه المعركة البطل الثائر/ محمد سعيد إبراهيم شمسي. السلطات الإثيوبية الإستعمارية تعلق جثته في ميدان عام بمدينة (قندع) كسائر شهداء الوطن.
من كاتب: كفاح إرتريا - جبهة التحرير الإرترية ص. 119