المناضل الثائر المعلم البطل الشهيد الاستاذ/ محمود محمد صالح
بقلم الأستاذ: جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
من مواليد مدينة أغردات فى مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم، بدأ دراسته الاولى بالكتاتيب
ومن ثم المدارس وكلية تدريب المعلمين فى ارتريا، وبعد تخرجه عمل معلما بأرض الوطن،
وعند تأسيس العمل الوطنى كان أحد شبابه الاوفياء، شارك فى توجيه العمل الوطنى من الداخل حينما كان معلما بمدينة أغردات، كان المشرف المسئول عن العملية الفدائية التى تعرض لها ممثل الامبراطور الأمير (أبا أببى) الذى كان فى زيارة للمدينة، ظل الشهيد موجها للعمل الفدائى بمدينة أغردات الى اليوم الذى تم فيه اكتشاف امره عضوا بجبهة التحرير الارترية، وبعد خروجه من المدينة لم يبتعد عنها بل ظل مشرفا على العمل الوطنى من أماكن جديدة تقع على محيطيها،
وفى وقت لاحق تم اختياره عضوا بالقيادة الثورية واسندت اليه دائرة الشئون التنظيمية التى ادارها بهمة عالية ونشاط ملحوظ،
وفى عام 1969م تم توجيهه فى مكتب العلاقات الخارجية رئيسا لمكتب الجبهة بالخرطوم،
وفى عام 1975م اسندت اليه ادارة التعليم التابعة لمكتب الشئون الاجتماعية،
كان الشهيد معروفا بدماثة الخلق والجدية فى اداء العمل النضالى، والالتزام الحرفى بنصوص اللوائح التنظيمية والتعليمات المصاحبة،
كان الشهيد حادا مع من يتجاوز التعليمات ولا ينسى موقفه الشجاع ضد من حاول منع توزيع المناهج التعليمية (اللغة العربية) على مدارس الثورة ووحدات جيش التحرير الارترى فى عام 1976م،
انتقل الشهيد الى جوار ربه فى عام 1992م بمدينة الخرطوم بعد رحلة طويلة مع العمل الوطنى الجاد، ورحلة صبر آخرى مع المرض والحاجة أمام متطلبات الحياة التى كان اقلها العلاج، فالرجل كان عزيز النفس لا يقبل الاحسان ولا يشكو من مايجد من آلام المرض او ندرة الدواء ومايتبعه من معاناة متلاحقة،
رحم الله محمود الاخ الوفى والمعلم المقتدر والمناضل الذى لا يشق له غبار، رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء.