فى ذكرى الشهيدين موسى إبراهيم باقر وأحمد عمر حسب الله

بقلم المناضل الأستاذ: عبدالقادر بكري حمدان - إعلامي وصحافي إرتري

يحتفل الشعب الإرترى فى العشرين من يونيو من كل عام، بمناسبة وطنية غالية على قلوبنا،

وهي ذكرى «يوم الشهيد»، الذي تتجلى فيه كل معاني الفخر والعز وتجسد لنا قيم الوفاء والعطاء غير المحدود، فالشهداء وهبوا حياتهم وأرواحهم فداءً للوطن لتظل راية إرتريا الوطنية خفاقة عالية، ورفاقهم من بقوا على قيد الحياة يحفظون أمانتهم ويؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين كافة، فهنيئاً لهؤلاء الرجال الذين باتوا مدرسة في الإقدام والمروءة ومنهل فخر لكل أبناء الوطن الغيورين على سيادة وطنهم وشرفه.. هنيئاً لمن هم اليوم أحياء عند ربهم يرزقون.

في زمننا هذا كتب الكثير عن بطولات وتضحيات إخواننا الأفارقة والعرب بأقلام كثيرة منها صادقة ومنها كاذبة، ولكن لم نجد بينهم ما كتب عن بطولات وتضحيات الشعب الإرترى إلا قلة قليلة من الأصدقاء، لأن تاريخ إرتريا يكتب بدم أبنائها الأبطال، ولأن دم الشهيد هو حبر التاريخ. اما الكتابة عن قصة الــ"المائة الف شهيد" من شهداء الواجب.. فى ارتريا، الذين وهبوا حياتهم فداء للوطن - يحتاج كل شهيد منهم الى كتاب.. لأن الكتابة عن رفاق النضال ومعايشتهم فى مرحلة الكفاح المسلح عملية صعبة وشاقة، وأشق منها أن يكتب الإنسان عن بطولاتهم وتضحياتهم دون أن ينسى رفاقه الآخريين الذين استشهدوا فى ميدان الشرف.. ليتنى استطيع القيام بهذا الواجب، ومن خلال الحديث حول الصديقين الرفيقين الشهيدين موسى باقر واحمد حسبالله أرجو أن أفى الآخرين من رفاقى حقهم.

بعض الناس لا يتركون وراءهم آثارا وكأنهم لم يكونوا موجودين، والبعض يترك فسادا وأعمالا سيئة ارتكبوها ضد الآخرين، ولكن هناك رجال ونساء فى المجتمع الإرترى خدموا شعبهم وضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، وآمنوا بالولاء والإنتماء للوطن، وهم من المتواضعين المؤمنين بعدالة نضال شعبهم وبتحقيق الحرية - والسلام.

الشهيد أحمد حسب الله كان قائدأ يتميز بالشجاعة والإقدام، وكان مقاتلاً يتقدم الصفوف، ويضرب لرفاقه بشجاعته في القتال أروع الأمثال. قاد العديد من المعارك جنباً الى جنب مع رفيقه الشهيد القائد إبراهيم عافى ومن اشهرها معركة "سبار قما" - كما قاد مع الشهدين على عثمان، وموسى ابراهيم باقر معركة روبربيا.. بعد أصابته بجرح خطيرة فى يده اليمنى فى معركة "سبارقما" قمنا بإجلائه، ورافقته شخياً ومعنا الشهيد إباهيم عافى الى السودان، ومنها تم نقله على الفور الى الكويت - ومنها الى لندن للعلاج على نفقة حكومة الكويت.. بعد أن تماثل للشفاء عاد الى الميدان..

كان بإمكانه ان يعيش فى المملكة العربية السعودية مع اسرته المهاجرة، كما كان بإمكانه مواصلة الدراسة التى قاطعها للإلتحاق بالثورة.. لكن رجال من صنف الشهيد حسب الله - ذات إرادة قوية، إذا قرر فلا بد من أن يضع قراره في حيز التنفيذ فيصبح عملا ولا يبقى كلاما.

قال لأسرته الصغيرة فى جدة، ولأصدقاه لا اريد ان اواصل فى الدراسة - ولا اريد أن اعيش خارج أرتريا، لأن امنيتى الوحيدة الوحيدة أن اكمل مشوارى فى النضال، وان يرى ارتريا حرة مستقلة.. الشهيد حسب الله كان يثق بأصدقائه ورفاق دربه كما كانوا يثقون به، والثقة المتبادلة من عوامل النصر .. كان متيقناً أنه سيحظى بشرف الإستشهاد - كما كان متيقناً أن شرف الاستشهاد في سبيل الوطن أعلى مراتب التضحية..

اما الجزء الثانى من هذا المقال ساتناول فيه قصة أبو الشهداء رئيس جهاز الرحبة، وصاحب المواقف المشرفة، ورفيق سجن ادوبحا المناضل الشهيد موسى ابراهيم باقر الذى ظل وفياً لمبادئه - ولأمانة الشهداء حتى آخر يوم من حياته.

Top
X

Right Click

No Right Click