هبرو قلعة الأحرار وشهيد الوحدة حليب ستي - الجزء الأول
بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب ومؤرخ إرتري، المملكة المتّحدة
الحديث عن أرياف إرتريا وكلّ مراتع الثورة حديث رائع وذو شجون، فيه كلّ حديث الثورة، تراثها،
معاناتها، إنكساراتها وإنتصاراتها، وقصّة الشعب الذّى ضحّى وإستبسل، إستبسالات بلا حدود و لا نهاية، وإذا جاءت المناسبة وطلب كاتب هذه السّطور المعلومة لتدوينها من رموز وأبطال عاصروا الثورة منهم:-
• المناضل/ إبراهيم محمود قدم،
• المناضل/ عبدالله سليمان حّمّد،
• المناضل/ صالح سيّد محمّد حيوتى،
• المناضل/ عبدالله حسن على،
• المناضل/ محمد سعيد مفلس.
يسردون الأحداث، عن المراتع والمواقع ومخابئ الشرفاء والمرابطين ليستمع الكاتب فى وجوم وكأنّه يعيش عهد الثورة، أشكر الله الذى أبقاهم لنا أحياء، لأنّهم حبر التدوين فى نقل التراث قبل النّسيان وقبل الطوفان.
هبرو: منطقة أبطال وتأريخ حافل بالبذل والعطاء مثلها مثل كثير من مناطق وقرى إرتريا، و حضورها الطاغى بأرضها وشعبها فى تراث منطقة (وادى عنسبا) والسّاحل من قديم الزّمان لاتخطئه عين التّأريخ أمّا إبّان الثورة المسلحة بقيادة الشهيد (حامد إدريس عواتى) حدّث ولا حرج.
عرفتُ (هبرو) من والدى مدّ الله فى عمره حين حكى عن مدرسته (مدرسة الأخاء) ومعلّمه فيها والمشرف التربوى فى مديرية (سنحيت) الأستاذ/ عثمان خريج الأزهر (من هبرو) والذى إشتهر حينها بـ (معلم عثمان) وعرفتُ عنها أكثر حين أرسل إليها ثلّة من زملاءى لأداء واجب الخدمة الوطنية وللتدريس فى (مدرسة هبرو)، فكان الحديث دائما عن (هبرو - طليم) و (هبرو طعدا) وجنود (حوحاهت - ويانى تقراى) الذين مرّوا بها بعد دورة تدريب فى (تبح أو بليقات) وبعثروا كتبها وأساساتها فى بدايات عام 1980.
يشمل (رورا عد تكليس) بالإضافة لـلقلعة (هبرو) مناطق وقرى عديدة لها تأريخ وحضور واجد فى الثورة الإرترية ومآثر يجب أن لاتمحى من ذاكرة الوطن، ولمزيد من المعلومات لجأتُ لأحد صناديد (هبرو) وذاكرة الثورة الحيّة المناضل المخضرم (محمد سعيد مفلس) أطال الله عمره، والذى إلتحق بالثورة صبيّا يافعا وتحديدا بالمنطقة الثانية قلت:
هل لك أن تذكر للقارئ القرى والبلدات التى تكوّن (منطقة عد تكليس وهبرو) وفى حديث مسجّل ونصوص كتابية قال المقاتل مفلس:
نعم هناك عدة قرى تكوّن منطقة (عد تكليس)،
أولا (هبرو القلعة)،
وهناك (هبرو طعدا) شمال المنطقة و(هبرو طليم) إلى الجنوب الغربى قليلا... وقرى شمال المنطقة هى:
(أسقاق) و (أمبهرا) و (مزرت) وإليها نسب المقاتل الشّرس وأحد قواد جيش التحرير البطل (حامد مزرت) و (القعتا) قرية ميلاد الشّهيد (حامد زبوى) و (سرقون) كما تقع قرى (قرسحتو) و (إتحليل) فى الشمال الغربى، وغرب من (هبرو طعدا) تقع قرية (دِقّى إتْإتبا) المعروفة وغربها نجد (عرّيتاى) كانت سوقا حتّى وقت قريب، أمّا فى غرب منطقة هبرو نجد (دنقل) وقرية (منتايت) وتمتدّ قرى (قرى عد تكليس وهبرو) إلى ما بعد (وادى عنسبا) غربا حيث قرية (سقر) التى أشتهرت بمذبحتها المشؤومة، وقرية (قلت) إلى الشرق من قرية (قالابا) المعروفة.
المحرّر: وعموما يمكن أن يقال أنّ (رورا عد تكليس) يحده من الشرق مناطق (رورا حباب) حوالى قرى (أسْقاق) و(إمبهرا) ومن الغرب وادى (عنسبا) والماريا حوالى قرى (قِلّت) و (سَقر) و (قالبا) و (قرطت)،
ومن الشمال تحده مناطق (رورا حباب) حوالى القرية المشهورة (طهرا)،
ومكان إستشهاد القائد/ طاهر سالم هي (محافظة ادوبحا) وهي إحدى محافظات اقليم الساحل عام 1965،
ومن الجنوب يحدّه (وادى قارعوبل) ومناطق (عنسبا بيجوك).
أمّا (هبرو) بندر (عدْ تكليس) تقع شرق نهر (عنسا) وتبعد عن حاضرة الإقليم (30) كلم شمالا تقريبا،
وفى حضرة ذكر (هبرو) يأتى ذكر كثير من شبابها وهبوا العمر وأسلموا الرّوح لبارئها فى سبيل رفعة شأن هذا الوطن (إرتريا) إحتفظت ذاكرتى بجزء منهم ومدّنى المناضل/ محمّد سعيد مفلس بالجزء الآخر نذكر منهم فى هذا المقام:-
• المناضل الشهيد/ صالح محمّد على المعروف والمشهور بـ ( ططو)،
• والمناضل/ حامد مزرت،
• والمناضل الشهيد/ حامد زبوى،
• والمناضل/ محمّد سعيد ودّ الملائكة،
• والمناضل الشهيد/ عثمان موسى سلمان،
• والمتاضل/ محمّد عمر ودّ الناظر،
• والمناضل/ عثمان هبرو،
• والمناضل/ عبدالله ألمداى وغيرهم كثر لا حصرا ولا عدّاَ.
يحكى أنّ (هبرو) كانت (دار الثورة) ومعقل الثوّار ممّا جعلها عرضة للحرق والقتل الجماعى من الجيش الإثيوبى فى عهد الإمبراطور الإثيوبى (هيلى سلاسى) ثمّ الحكم العسكرى الذى تلاه،وذاكرة الوطن لا زالت تحمل ويلات ومحارق دفع ثمنها الشعب المسكين والمغلوب، فقد نفّذ الجيش الإثيوبى محرقة قرية (دقّى إتآتبا) راح ضحيتها كلّ سكان القرية،
وبعد هذا التأريخ المديد والمليئ بالتضحيات جاء الإستقلال بفضل صمود وسواعد أبناء إرتريا البواسل، والشيء المؤسف والمحزن لم يتبدّل الوضع بل زاد سوءا حيث جعل النظام الإرترى من (هبرو) (قوانتانامو) أخرى يعذّب ويغيّب فيها الأبرياء دون ذنب يذكر، ولا زال الأحياء من مواطنى (هبرو) يترحمّون على كثير من شهداء الوطن الذين إنهارت عليهم أقبية (معتقل دعروتاى - هبرو) تحت الأرض بسبب إرتفاع منسوب المياه فى نهر (عنسبا) قبل أعوام قليلة مضت، ولعنة الأبرياء لا زالت تلاحق العقيد (عثمان إياى) السّجان الأول فى المعتقل حينها. والعقيد الآخر مسؤول الأمن فى إقليم (عنسبا) (إدريس منجوس) ومن ضمن رجال قلعة (هبرو) الصمّود والتحدّى يأتى ذكر شهيد الوحدة ( حليب ستّى).
إلى اللقاء... في الجزء القادم
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.