رئيس تحرير عدوليس الإريتري المعارض في حوار لـ بوابة المواطن إسرائيل قدمت معونات لأسمرة

حاوره الأستاذ: أحمد عبدالرحمن  المصدر: بوابة المواطن

على هامش ترأس مصر للاتحاد الأفريقي، مناقشة القضايا التي تواجه القارة السمراء

وبلاد الاتحاد الأفريقي لذلك كان لـ "بوابة المواطن" لقاء حصري مع جمال همد صحفي ورئيس تحرير موقع عدوليس الإخباري المعارض، والذي عمل سابقًا بالإذاعة الرسمية لدولة إريتريا، للحديث حول حرية الصحافة والصحافيين في أسمرة، العلاقات الإريترية الإسرائيلية، والهوية الوطنية الإريترية.

ذكرت وسائل إعلام أن إريتريا تعاني من غياب حرية الصحافة ما حقيقة ذلك ؟

للأسف دولة إريتريا الصغيرة والواقعة على الجانب الغربي لساحل البحر الأحمر وتشرف على باب المندب جنوبا، تقع تحت قبضة رئيس لا سند دستوري ولا قانوني له في الحكم لما يقارب الثلاثة عقود لا أحزاب لا برلمان حتى شكلي ولا صحافة مستقلة وبالقطع لم تجري انتخابات منذ تحرير البلاد في 1991م.

هذا يعني خنق الصوت المخالف والرأي الآخر وفي المقدمة بالتأكيد يأتي قادة الرأي والصحفيين، ففي إريتريا يغيب أكثر من20 صحفي وصحفية في معتقلات سرية تتبع أجهزة الأمن التي يشرف عليها الرئيس اسياس افورقي منذ عام 2000م حيث جرت اعتقالات واسعة طالت كل فئات المجتمع الإريتري وواجهاته وقادة نضاله وبالطبع الصحفيين، وهي حملة كانت التالية لحملة 1995 والتي طالت رجال الدين ومعلمي المدارس الحكومية والمعاهد الدينية والطوائف المسيحية.

وقد وصف منظمة مراسلون بلا حدود الوضع في إريتريا بالسجن الكبير، كما أن إريتريا فاقت في بعض المراحل كوريا الشمالية من حيث منع الحريات العامة والخاصة، وهؤلاء الزملاء والزميلات لم يزورهم أحد من عوائلهم طوال فترة الاعتقال ولم يقدموا لمحاكمات علنية تتبع وزارة العدل.

ما هي نظرة الدول الإفريقية للأوضاع في إريتريا ؟

إن العلاقات الإريترية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء شابتها الكثير من الضبابية خاصة في فترة الكفاح التحرري الذي خاضه الشعب الإريتري ضد الاحتلال العسكري الإلحاقي من قبل إثيوبيا في عهدي الإمبراطور هيلي سلاسي وخلفه العقيد منقستو هيلي ماريام.

فقد كانت الدول الإفريقية تنظر بريبة للنضال الإريتري واعتبرته انفصاليا ويفتح المجال واسعا للانقسام وإنه ضد ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الاسم السابق للإتحاد الإفريقي حاليا على حد رؤيتها، كما أن الاحترام والهيمنة التي كان يتمتع بها الإمبراطور هيلي سلاسي كان لها دور كبير، وقد انحصرت علاقة الثورة الإريترية بدول شمال الصحراء كالسودان ومصر والجزائر وتونس وبالطبع الصومال وجيبوتي.

وبعد الاستقلال تغيرت الأوضاع وأصبحت لدولة إريتريا علاقات دبلوماسية مع عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وبالتأكيد أن العلاقات الجغرافية تلعب دورا مهما سلبا كان أم إيجابا.

هل لاريتريا فعلا أيادي في الصومال كما تدعي بعض الجهات ؟

إريتريا الرسمية هي لا شك لاعب رئيسي في منطقة القرن الإفريقي واستطاعت بدهاء سياسي وذهنية أمنية أن تلعب على تناقضات دول المنطقة ونجحت في ذلك نوعا ما، وقد لعبت أسمرا دورا كبيرا في الصراع الأهلي في الصومال الشقيق خاصة بعد الحرب الإريترية الإثيوبية (1997ــ2000) وقد أصبحت الساحة الصومالية ساحة صراع سياسي وأمني وعسكري للدولتين، وفي هذا المجال تم نشر العديد من التقارير من منظمات دولية وإقليمية حول دعم إريتريا لجماعة الشباب الصومالية الجهادية المتطرفة والمرتبطة بداعش.

ما هو دور المعارضة الإريترية والأحزاب، ولماذا ابتعدت إريتريا عن القلب العربي ؟

العالم العربي أبتعد عن إريتريا بعد إعلان الاستقلال الرسمي لإريتريا في عام 1991، كما فشلت المعارضة الإريترية من الاتصال بالعالم العربي لان العالم العربي نفسه أنشغل بأحواله ومشكلاته الداخلية.

بالعموم يمكن القول أن العلاقات الشعبية الإريترية العربية موجودة، كما أن العديد من قوى المعارضة الإريترية المدنية خاصة تحتفظ بعلاقات جيدة مع العالم العربي ومع عدد كبير من المهتمين من الصحفيين وما هذا الحوار إلا مظهرا من مظاهر هذه العلاقة.

ما هي مظاهر التغول على الهوية الوطنية الإريترية ؟

ككل الأنظمة الشمولية يحاول النظام القائم في إريتريا الآن وهو نظام دون سند شعبي ولا دستوري صياغة المجتمع الإريتري بما يتناسب مع سياساته الانعزالية، فهو يتدخل لتعديل النظم الاجتماعية وتوزع السكان بإجراء عمليات إحلال وأبدل في الجغرافيا السكانية أو بمعنى أصح يمارس عمليات أقرب للتطهير العرقي، كما وانه يمارس التنكيل بالمواطن الإريتري بصرف النظر عن هويته وثقافته إسلامية كانت أم مسيحية، والشعب الإريتري يعي ذلك ويخوض نضالا دؤوب ضد هذا النظام.

كيف ترى علاقة إسرائيل بالرئيس الإريتري ؟

إن العلاقة الإريترية الإسرائيلية قديمة ويعود بها البعض لفترة الكفاح المسلح، والدولة العبرية التي كانت ولا تزال تراقب تطورات الوضع في القرن الإفريقي وحوض البحر الأحمر وكان على الدوام قلقة على مصالحها بالمنطقة والتي تتصادم بالقطع مع مصالح شعوب تلك المنطقة وقد استطاعت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وزعمها أسياس افورقي تأكيداته المستمرة لإسرائيل أن تحرير إريتريا لا يشكل خطرا على المصالح الإسرائيلية، كما قدمت تل أبيب معونات فنية تتعلق بالري والزراعة لدولة إريتريا الفتية، وبالمقابل سمحت اسمرا بإقامة مركز للاتصالات والرصد المتقدم للدولة العبرية في أرخبيل دهلك على البحر الأحمر.

كيف ترى النفوذ الإيراني في إريتريا ؟

تراجعت العلاقات الإريترية الإيرانية بعد انضمام إريتريا للتحالف الذي تقودة السعودية والإمارات ضد الحكومة الحوثية في اليمن دون حدوث القطيعة النهائية مع طهران، ودائما ما تحتفظ أسمرا بعدد من كروت المناورة مع اللاعبين الأساسين في القرن الإفريقي ومنطقة الخليج العربي.

هل يزال هناك وجود للحوثيين بالجزر الإريترية ؟

لا أجزم بوجود حوثي في الجزر الإريترية لا سابقا ولا الآن، وكل ما ربط النظام في إريتريا مع الحوثيين كان نتيجة إيجاد موطئ قدم في الصراع اليمني اليمني من جانب لابتزاز دول الخليج والسعودية من جانب وبتأثير الحكومة الإيرانية من جانب آخر، والحكومة الإيرانية كانت تتواجد في ميناء عصب القريبة من باب المندب إلا أن النفوذ الإيراني قد أنحصر وتراجعت العلاقات الإريترية الإيرانية بعد انضمام النظام الإريتري علنا للتحالف الذي تقوده السعودية والعلاقات الجيدة مع حكام دولة الإمارات لا أجد مبررا لاستمرار العلاقة مع طهران بذات الوقت، وأشير هنا لوجود قاعدة عسكرية إماراتية في عصب.

كيف تسير علاقة إريتريا بالتحالف الذي تقوده السعودية وكيف استطاعة أن يوازن هذا بعلاقته مع إيران وإسرائيل ؟

كما أسفلت أن النظام في إريتريا له القدرة والخبرة في المناورات وتبديل المواقف سريعا وغالبا لا يترك المجال للمبادئ والأسس التي تحكم العلاقات بين الشعوب والدول.

إلى أي مدى وصلت علاقات النظام الإريتري بالقاعدة ؟

لا أعتقد أن النظام الإريتري له علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة.

كيف ترى موقف إريتريا من سد النهضة ودعمها لمصر ؟

لا أعتقد أن الحكومة الإريترية تدعم الموقف المصري من موضوع سد النهضة إلا كمماحكة للموقف الإثيوبي في العهد السابق ولكن بعد وصول رئيس الوزراء الحالي أبي احمد للسلطة لا أجد مبررا لدعم إريتري لمصر.

ما هي مطالب المعارضة الإريترية خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي ؟

ليست مطالب المعارضة بل هي مطلب وإستحقاقات الشعب الإريتري وتتمثل بالحكم الرشيد وإشاعة الحريات والتداول السلمي للسلطة وفقا لدستور تتوافق عليه القوى السياسية ويقره الشعب الإريتري.

وعبركم اناشد الشعب المصري الشقيق وقواه الحية للوقوف مع الشعب الإريتري، علما بان مصر كعادتها تستضيف الكثير من أبناء الشعب الإريتري الذي تقطعت به السبل.

Top
X

Right Click

No Right Click