العلاقات الإرترية السودانية عبر التاريخ الفن كان حاضرا

بقلم المناضل الأستاذ: محمد سعيد ناود - أسمرا المصدر: ناود للكتاب

الحديث عن الفن السوداني وعلاقته وتأثيره في إرتريا الحديث يطول. وأنه حديث ذو شجون، إلا أنني وبحكم تناولي الفترة التي أكتب

عنها 1941ـ1958م فسوف أختصر ذلك في النقاط التالية حسبما كانت تتناوله الصحف الإرترية التي صدرت في ذلك التاريخ. والملفت للنظر فإن توافد الفنانين السودانيين إلى إرتريا ظل متواصلا دون انقطاع، وأذكر منهم:

1. الفنان السوداني الكبير محمد أحمد سرور الذي يعتبر من رواد فناني حقيبة الفن في السودان. أغاني الحقيبة التي بدأت في أوائل القرن العشرين، ولايزال تأثيرها موجودا حتى اليوم في كل ربوع السودان وسط الشيب والشباب. ويترنم بها الجميع جيلا بعد جيل. وكان الفنان محمد أحمد سرور يعتبر إرتريا موطنا له وكان يتردد عليها بشكل دائم ويقدم أغانيه في المناسبات وحفلات الأفراح وقد توفي سرور في إرتريا ودفن في العاصمة أسمرا.

2. الفنان أحمد المصطفى ومعه عازف الكمان الشهير الأستاذ الماحي إسماعيل زار إرتريا وأقام حفلات في أغوردات، أسمرا، ومصوع.

3. الفنان إبراهيم الكاشف قام بزيارة إرتريا وأقام حفلات غنائية في أغوردات، كرن، أسمرا، مصوع.

4. وفي فبراير 1956م زار الفنان عثمان حسين ومعه فرقته الفنية، زاروا إرتريا وأقام حفلا كبيرا في كرن ثم أسمرا.

5. الفنان محمد وردي وفي زيارته لإرتريا قام بتلحين وأداء أغنية الفنان الإرتري إدريس ود أمير والذي يصف فيها محبوبته مشبها عنقها (عركوكباي سقادا) أي شجرة الدوم في ارتفاعها واستقامتها، وأداء الفنان محمد وردي لهذه الأغنية بلغة التجري وبصوته الجميل والمميز أعطاها نكهة خاصة، الأمر الذي جعل الشباب يقتنون الشريط المسجل ويرددونها دوما دون ملل.

6. في 13 سبتمبر 1958م تم الإعلان بصحيفة (الزمان) الصادرة في نفس اليوم بأنه ستقام مساء اليوم بدار سينما أسمرا ليلة موسيقية ساهرة يشترك فيها الفنان الموهوب الخير عثمان المطرب المشهور. كما سيشارك في هذه الليلة الموسيقار السوداني حسن خواض نقيب نقابة الموسيقيين في السودان.

7. أقام الفنانان أحمد المصطفى وحسن عطية في مساء يوم الأثنين 1959/11/9م، ليلة شهيرة بسينما أوديون خصص دخلها (لرعاية الطفل الارتري).

8. في أسمرا نشر الإعلان التالي الذي يقول بسينما أسمرا ستتحقق غدا حفلة ساهرة، حيث سيحلق بالجماهير إلى أجواء الفن ودنيا الموسيقى الفنان السوداني الخير عثمان، وبجانب ذلك ستتمتعون بأشهر وأروع الأغاني والموسيقى من زميليه الفنانين الذائعي الصيت صالح عوض وفضل قسم السيد. وسيقام الحفل مساء يوم السبت 1959/10/10م. وتدفقت جماهير أسمرا لحضور هذه الحفلة حتى ضاقت بها السينما المذكورة ولم تستوعب كل الحضور.

9. وأخيرا مارصدته في أطار الفترة الزمنية المحددة كان عن الزيارة المشتركة لمشاهير الفنانين السودانيين في إرتريا. فقد زار ارتريا مع بعضهم البعض كل من الفنانين أحمد المصطفى، عثمان حسين، سيد خليفة، شرحبيل أحمد، وأقاموا حفلات في أسمرا، مصوع، كرن، وذلك في عام 1961م. وهكذا كان الفن في الطليعة لربط الشعبين الإرتري والسوداني على مدى نصف قرن، وقام بهذه المهمة من أبرز وألمع النجوم ومن رجال الصف الأول من الفنانين السودانيين. والنتيجة هي أنه حتى اليوم، فأن الجماهير الإرترية تتذوق الفن السوداني وتردد مختلف الأغنيات السودانية، بل وأن بعضا من الفنانين الإرتريين يلحنون أغانيهم الإرترية على الألحان والنمط السوداني.

Top
X

Right Click

No Right Click