المعتقلين محمدطاهر حامد اكد و جابر حامد اكد

بقلم الأستاذ: محمود عثمان إيلوس - كاتب وبـاحث ومحلل سياسي

أنهم خيار من خيار. جابر الأكبر ضحى بعمره مرتان،

الأولى: حينما ألقى بأخيه الأصغر حزوت الى نور العلم، معاهدا له بالاستخلاف في الدار والأهل والمسئوليات.

وأما الثانية: فحينما ألقى نفسه الى الزنزانة الظالمة، إذ لم يستطب حرية ثمنها الذل، حرية ثمنها اعناق الرجال.

تحدث جابر، وهو جهور شجاع، أين اخي.. لماذا تضعون الخيار في السجون.. ما جرمهم.. ما قضيتهم وما حكمهم..؟

فجاءه الرد من شيطان الإنس الحاكم.. ان قيدوه وألقوه في السجون.

عهد الناس جابر بمقام شجاعة وأمانة واحترام وسط مجتمعه الكبير، عهدناه بصدق المواقف.

وأما حزوت، الأستاذ محمد طاهر، فقد أتمم وعده وصعد سلم العلم والمعرفة، فاجتهد وتفوق ثم تخرج وحمل شهادته الجامعية مهاجرا، ثم صدق بوعده ولبى نداء مجتمعه عائدا حقا، فحمل مشعل المعرفة.. عاد من القاهرة الى مسقط رأسه، عاد الى بلاده، إلى إرتريا، فبدا العطاء في كرن حيثما بدأ.

خيار من خيار وهم الوف في السجون.

هذا حزوت وذاك جابر.. كل واحد منهما كوكب دري في مقامه وبين أقرانه.. كل واحد منهما مهاب ومحبوب.

انظر كيف تعاهدا ثم صدق كل واحد منهما الآخر.

خيار من خيار، وهم ألوف، تم الزج بهم في السجون، ليسقط الوعي، ويعم الظلام، فتقتل الكرامة في الخفاء، فيتربى الخوف في المجتمع ويتوارث الصمت.

كل يوم ازداد ايمانا بأن حكمة الله في الموت النسيان بالتقادم.. يتوقف الحزن حينما يتماضي الزمن، بينما الفقد بالسجن والغياب يتعاظم بالتقادم.. يقوى الحزن ويتطاول كلما تطاول الأمد وتماضى العمر.. لأنه أمر مابين الأمل.. وما بين الخوف والرجاء.

رموز يرمزون لآلاف من خيار في سجون الظلم في إرتريا.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click