الفنان همد إدريس وأغنية حِلِيْلُو دَبَنْ سَنِّي حَلْفَا

بقلم الأستاذ: يبات على فايد - شاعر وكاتب وناقد

إذا كان مؤلف أغنية التقرايت العاطفية، شاعرا من شعراء بركة لعال، (أعالي نهر بركة) أو نهر النقاش،

همد إدريس

فهي برأيي، أغنية ناجحة ابتداءً بعيدًا عن اللحن والأداء، وظني أن أبناء بركة لعال، والقاش، مجيدون للغناء، وإيقاعاتهم الموسيقية في القصيدة توشك تكون سليمة لا كسر فيها.

فإذا اجتمعت إلى ذلك الرومانسية المحببة إلى كل الناس، ثم الإيقاعات التي تلامس القلب، فيدق معها دقا، وكان أداء المغني مؤثرا، وممتزجا بالنص، اكتملت عندي المتعة الغنائية.

الإيقاع في هذه الأغنية أحسبه إيقاع الزار السواكني، ذلكم الإيقاع المحبب إلى قلبي، كلَّ محبةٍ. إنها أغنية "حليلو دبن سني حلفا"، والتي تقول:

حِلِيْلُو دَبَنْ سَنِّي حَلْفَا!

مِسْكِيْنَايْ سَنِّيْتْ إِنْدِي وَلْفَا

أَفُوتُو بَن!ُو اتْ كَدَنْ تَرْفَا؟!

حِلِيْلُو أَيَّامْ هًاجُوكْ بَيِّنْ

قِسُّويْ إِنْتَا إِبْ هِرْقَاتَا ايْتْمَيِّلْ

أَسِكْ فَجِرْ مِنْ هَاجُوكَ ايْتْدَّيِّرْ

كِلْئِيتَا بَدِيرْ وَادِي هَلِّيْنْهَا

لَكِينْ إِيْهِي مِتْأَتْكَا إِيْرْئِينَا

حِنَامَا كِمْسَلْكَا إِيْسِئْينَا

دِكْرَيَاتْنَا سَنِّيْتَ لَقَدِيْمَتْ

حَلْفَتَّنَا كِمْ عِدَالا قِيْمَتْ

كِئْنَاتَا لإِدِّنْيَا عَجِيْبَتْ

أُوْروتْكَا إِبْ مَشَاكْلُو لَهَمِّمْ

بُلُّومَايْ إِلِّي عِمِرْيِي سَرُّو

أَكُوكِي بَاكْ مَنْ قِلْ إنْبَرُو؟

عَدْكِيْتُو كِلْئِي تِكِيْتْ كَفْلُو

فِجِرْ هِيَابْ وَجِيْبَتُومْ كَرْفُو

بُلُّومَايْ عَدْكِي اِبْ جَمَالْ تَرْفُو

أهديت لي هذه الأغنية ابتداء من صديقة، تعودت أن أتلقى منها كل جديد في غناء التقرايت، واستعنت بأمي (حفظها الله، وزوجة أخي محمد، بورك فيها) في الوصول لبعض الكلمات التي أشكل عليَّ سمعها، فلهم جميعا كل شكر، وللمغني، وصاحب المفردات، والفرقة الموسيقية التي أمتعتني كل متعة.

ترجمة النص إلى العربية:

ما أحيلاها السنين الماضية!

ومسكين هذا القلب الذي اعتاد كل خير

ما باله ظل وحيدا في الفلوات؟

ما كان احلاها أيام أنسنا بعيدا عن أعين الناس!

لحظات لا يعتريك فيها النعاس

ولا تمل من أنسها حتى الفجر

حالان ما كنا عليه ونعيشه اليوم

لكنا لم نر مجيئك المرتقب

ولا نأمل أن نرى من يشبهك

ذكرياتنا الطيبة القديمة

مرت كمرور ظل الغيمة

وهكذا هي الدنيا العجيبة

حال الناس أن يغتم كلٌّ بمشاكله

ويا أيتها المتنقبة، نصف عمري هذا

مع من تراني أعيشه بعدك؟!

أهلك هم الأهل الذين يبالغون في إكرام الضيف

وإذا ما جاء يوم العطاء اختاروا من البهائم أحسنها

أيتها المتنقبة، أهلك هم الأهلون مصونة أعراضهم

Top
X

Right Click

No Right Click