يوميات من الثورة الإرترية - الحلقة الثالثة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

وعدت إلى دمشق وبدأت أفكر أن أعود إلى عملي الأصلي وأترك الثورة الإرترية والعمل الثوري

وخاصة أنني بعيد ورافض لهذه الانشقاقات وبعيدا أكثرعن الجبهة الشعبية وتوجهاتها، ولم أحاول أن ألتقي بأحد منها وإذا ألتقيت بأحد منها يكون مصادفة وليس له فعل أو تأثير، ثم فوجئت برسالة من صالح أياي يطلب فيها باسم الأخوة والصداقة أن أقف إلى جانب الحق وأن أتابع نضالي، بعدها اتصل هاتفيا وقال لي:

لقد تم التغيير وأرسل لي بالبريد التغيرات التي حدثت بالتنظيم ويقول لي برسالته إن الفترة التي امتدت من 29/9 إلى 1991/10/7 تم فيها اختيار لجنة تنفيذية جديدة على أساس الكفاءة والإخلاص ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتم اختيار لجنة تنفيذية جديدة حلت محل السابقة والتي انتهت صلاحيتها عند انعقاد الدورة للمجلس الوطني والتي تم فضها من قبل رجال الأمن السوداني ثم مطالبة أعضائها بالالتزام، ثم يقول صالح لي إننا نسعى إلى إقامة لجنة نخولها صلاحية الاتصال بسائر الفصائل الوطنية الارترية من أجل الوصول إلى مصالحة وطنية ثم يقول لي في رسالته، إن هناك لجنة شكلت للتحقيق بالتجاوزات التي مارستها اللجنة التنفيذية السابقة وإعادة الاعتبار لمن وقفوا أمام الانحرافات وتعرضوا للطرد أو التعذيب، كذلك النظر في إمكانية تعويضهم وتخفيف آلامهم ثم إعادة تشكيل أجهزة المجلس الوطني الإرتري وقد تم ذلك على هذا النحو، فقد تم تعيين الأخ محمد صالح حمد رئيسا للمجلس الوطني الإرتري وتم تشكيل لجنة تنفيذية جديدة رأسها علي برحتو، هذا ما تم عمله، أما اللجنة التنفيذية القديمة التي لم تقبل التنازل واعتبرت هذا انقلابا فاشلا وبقيت تمارس عملها، ويقول كل واحد من التنظيمين أنا التنظيم الشرعي للتنظيم الموحد.

كان التناحر على أشده بين المجموعات والأفراد وفي غياب كامل للتنظيمات المتناحرة تم عقد الاجتماع في العاصمة الانكليزية لندن ضم الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والجبهة الشعبية لتحرير تجراي وجبهة تحرير شعب أورمو تحت الرعاية الأمريكية متمثلة بهرمن كوهين اليهودي والصهيوني النزعة وهو مساعد لوزير الخارجية الامريكية لشؤون أفريقيا وقد شارك في هذا الاجتماع رئيس وزراء إثيوبيا ففي اجتماع لندن الذي ضم كل هؤلاء وأثناء المفاوضات جاءت الإشارة إلى ممثلهم بالإيعاز إلى ملس زيناوي رئيس جبهة تحرير تجراي بدخول قواته إلى العاصمة أديس أبابا فقد انهار الجيش الإثيوبي ومنغستو، لقد كان هناك مؤامرة أمريكية مرتبة ، فهذه الرواية تقول إن المخابرات الأمريكية قالت لمنغستو إن الأمور أصبحت ناضجة للتفاوض فما عليك إلا الذهاب إلى كينيا للتفاوض حتى لا تضيع إثيوبيا وتقسم إلى دويلات صغيرة.

يبدو أن الحيلة الأمريكية انطلت على منغستو وذهب إلى كينيا ضمن وفد كبير للمفاوضات مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والجبهة الشعبية لتحرير تجراي وجبهة تحرير أورومو، وعندما وصل منغستو لنيروبي قيل له (إن الرئيس الكيني لن يستقبله أبدا ولم يسمح له بالهبوط من الطائرة وقالت له السلطات الكينية عبر مكالمة قصيرة من برج المطار عليك بالتوجه إلى زيمبابوي فقد خلعت من السلطة).

ودخلت قوات ملس الزيناوي إلى العاصمة أديس أبابا.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click