كلمة المناضل صالح حيوتى في حفل تابين الشهيد سليمان ادم سليمان بالسويد

بقلم المناضل الأستاذ: صالح سيد محمد حيوتي

من الؤمنين رجال صدقو ما عاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظىر وما بدلو تبديلا

صدق الله العظيم.

ايها الحضور الكريم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اليوم نودع هرم من اهرام جبهة التحرير الارترية وفارسا من فرسانها وهو من جيل الرعيل الاول قد ترجل عن صهوة جواده وقادر دنيانا الفانية لينضم الى كوكبة من رفاقه الذين سبقوه الى دار الخلود، وكان الراحل المقيم سليمان ادم سليمان (دقي) من الصف الاول من الرعيل جيل البطولات تالله انه فريدا من نوعه جيلا لم يتكرر ولم يستطيع احدا استنساخه، وابو محمد يعتبر من هؤلاء الاحرار ولو تكلمت عن نضالات ابو محمد ربما لن اعطه حقه لذا اترك سرد تاريخه الضالي لاقلام الاخوة الذين ابرزو لنا صفحات نضاله المضيئة فلهم الشكر، اما انا اليوم فقط اريد ان اتحدث عن سليمان ادم سليمان الاخ وعن جانبه الانساني والاخلاقي وابو محمد رغم ضالة حجمه كان عملاقا كان رجلا بحجم الوطن فعندما تقابله لاول مرة تشعر كانك تعرفه من زمن بعيد وتشعر انك وجدت صديق قديم كنت تبحث عنه، وكان سليمان رجلا كريما حسن الخلق طيب المعشر ودودا سباقا لفعل الخيرات ومساعدة الاخرين لم تفارق الابتسامة محياه.

المناضل سليمان حرا بمعنى الكلمة وهو كما اسلفت رجلا بحجم الوطن وكان لسان حاله يقول:

اذا لم تقاتل من اجل ما تريده فلاتبكي اذا خسرته.

نعم هكذا عشت مناضلا يا ابو محمد ورحلت مناضلا،

لعمري ابت الرجولة ان تفارق اهلها واب الشجاع ان يموت جبانا

ونحن نقول لك يا ابو محمد: كل النساء يلدنا ذكورا ولكن المواقف وحدها تلد الرجال

وموقفك عن مبادئ جبهة التحرير التي امنت بها لم يتبدل رغم كل الترهيب والترغيب لتغير لونك وكنت كمعلمك وقائدك ورفيق دربك عواتي الذي وضعت يدك في يده في بواكر عمرك، وكنا نتمنى ان يكون ضريحك بجوار ضريح قائدك حامد ادريس عواتي في مسقط راسك هيكوتا المناضلة ولكن الامانى شئ وارادة الله شئ اخر، ولنا عبرة في ايات مفاتيح الغيب في صورة لغمان : ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير. (ص)

هكذا الدنيا نمني انفسنا ان تدوم ولكن هي محطة لادوام فيها كما وصفها احد الشعراء في رثاء شيخه:

حوادث دهرنا عنها ننام

ونرجو ان تدوم ولا دوام

واذا هذا الزمان بنى فرحنا

نطمع ان يجنبنا الحمام

ولكن الحمام له سهام

تصيب ولا يطيش لهه سهام.

وهاهو الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي يشكو وينعي سنين عمره في ارصفة المنافي حيث يقول:

وتمضي السنون ونحن من منفى الى منفى ومن باب الى باب

وندوي كما تدوي الزنادق في التراب

غرباء ياوطني نموت

وامطارنا دوما يقوت

الف رحمة تنزل اليك يا ابو محمد

وانا لله وانا اليه راجعون

عن الرعيل الاول وقدماء المحاربين

Top
X

Right Click

No Right Click