تسونامي ارتريا وروافده المدمرة

بقلم الأستاذ: محمود محمد نور فرج (أبو رهف) - كاتب وناشط سياسي ارتري

في الوقت الذي يتمني شعبنا وحدة شتات القوي الوطنية وتوحيد صفوفها وخلق كيان وطني ارتري

يكون بديلا للنظام الديكتاتوري الشمولي وفي الوقت الذي استبشرنا فيه بتوقيع إعلان سبتمبر بين ثلاث تنظيمات وطنية وميلاد كيان ارتري موحد تحت اسم الائتلاف الوطني الديمقراطي الارتري وبحضور ومباركة معظم القوي الوطنية الارترية المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني للتغيير ومن خارجه والذي أُستقبل من شعبنا بكل حفاوة وترحاب لكونه بارقة أمل وخطوة مهمة علي الطريق الصحيح نحو توحيد قوي المعارضة الارترية.

يبدو ان هناك من لا يروق له مثل هذا التقارب وردم الهوة بين القوي الوطنية المعارضة وتستهويه السباحة عكس التيار ويكون لها بالمرصاد بقصد او بغير قصد.

فلقد فوجئت قبل أيام قلائل الساحة الوطنية المعارضة بظهور رافد جديد من روافد التيارات والمعابل الوطنية الارترية التي بدأت تتزايد وتتفرع وتنتشر رقعتها نحو تشكيل تسونامي ارتري جارف لا تُعرف مدي قوته وخطورته المدمرة حتي الان علي مستوي سطح السياسة الارترية.

لقد ظهرت هذه التيارات والمعابل علي سطح السياسة الارترية طارحة نفسها كبديل جماهيري للقوي السياسية التقليدية وبأسماء مختلفة ولكن تحت عبائة الوطنية المضللة والمتصلة بالداخل بدءا.

بمدرخ - ومرورا بحركة كفاية او يأكل - ثم معبل او الموج - الأول والثاني وصولا الي الحراك الثالث او الموج الثالث وهكذا بدات تتشكل وتتعاظم خطورة هذا التسونامي الجارف حتي يقذف بالجميع في قاع المحيطات.

وان ما يؤسف له هذه الروافد التي تغذي هذا التسونامي العارم تتفرخ من نفس الأجسام ولنفس السبب دون أن تنتبه لتعاظم الخطر الذي يتهدد الجميع وما يؤسف له أكثر وعلي الرغم من هذا التفريخ ان تجد في كل معبل او تيار جديد نخبة من المتعلمين والسياسيين يتقدمون المولود الجديد ينفخون فيه الروح من نفس الشعارات التي كانو يرددونها مع رفاق الامس وكأنها ترانيم تُقرأ علي كل مولود.

هؤلاء النخبة منهم سياسيون وديبلوماسيون عملو مع النظام وانشقو عنه بالظاهر ولكن عقلهم الباطني لايزال مرتبطا بالمنظومة الحاكمة ما يجعل معارضتهم اثيرة عقولهم الباطنية ومواقفهم متضاربة ما بين المحافظة علي مصالحهم وطموحاتهم الشخصية وبين المصلحة الوطنية ومعهم أكاديميون ومثقفين ونشطاء سياسيون ومعروف عن هذه الفئة ايضا في كل المجتمعات بالانتهازية تتصارع فيما بينها في المصالح والمكاسب الشخصية علي حساب المصلحة الوطنية العليا.

السؤال اذا كان الجميع معارض لهذا النظام والجميع متفق علي اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية فأين الخلاف ولماذا؟

الجواب الصريح ان هذه القوي مازالت لا تؤمن باللعبة الديمقراطية وحكم القانون وانها للاسف غير مهيئة لتقبل نتائج صناديق الاقتراع وهذا يؤكد مع الأسف الشديد مقولة الأنظمة الديكتاتورية إن الديمقراطية لا تصلح مع شعوب العالم الثالث وانهم خير من يحافظ علي امن وسلامة الوطن والمواطن وبهذا نقدم للطغاة تفويضا غير مباشر للبقاء في الحكم حتي الموت.

وبالعودة الي ظاهرة التيارات او الأمواج والمعابل المتصارعة والساعية الي تشكيل التسونامي الارتري تقول انها ضد النظام الحاكم مع التفريق بين النظام
والسيادة الوطنية والجيش الارتري!!!

• هل هناك من يساوم علي السيادة الوطنية غير النظام الحاكم ،
• هل هناك من أهدر كرامة الجيش والمواطن الارتري غير النظام الحاكم ،
• هل هناك من أورد الوطن والشعب المهالك غير النظام الحاكم ،
• هل هناك من دمر ويدمر الوطن وشعبه غير النظام الحاكم ،
واخيرا سؤاااال صريح وواضح
• هل هناك معارضة تساوم علي السيادة الوطنية ام هناك معارضة ضد مؤسسة من مؤسسات الوطن ألم تكن المؤسسة العسكرية احدي المؤسسات السيادية ،
• هل هناك معارضة وطنية تفرط علي سيادة الوطن او علي اهم مؤسسة من مؤسساته وهي المؤسسة العسكرية ،

مالكم كيف تحكمون الم تجدو لكم أسبابا يتقبلها المتلقي.

أيها السادة انتبهوا

ان الوطنية ليست قطعة قماش نفصلها كيفما نريد ولمن نريد والدفاع عن السيادة الوطنية ليس حكرا علي اناس دون غيرهم وإن المؤسسة العسكرية هي احدي اهم المؤسسات السيادية.

وهذه كلها من الثوابت الوطنية التي لا تفريط ولا اختلاف حولها.

واخيرا من الأجدر بنا جميعا ان نلم الشتات ونجمع المفرق ولا نتصارع علي تقاسم الكعكة قبل استوائها او أوانها وكي لا نصاب جميعا بخيبة أمل حين يقع المحظور وينفجر التسونامي ويقذف بنا جميعا والي الابد خارج دائرة الصراع.

Top
X

Right Click

No Right Click