اريتريا و ما بعد أسياس أفورقي

بقلم الأستاذ: سمير محمد - كاتب وناشط سياسي إرتري

إريتريا ورئيسها الديكتاتور المغمور أسياس أفورقي وما يثار من لغط حول مرضه وتعرضه لوعكة صحية قوية،

أسياس أفورقي

حيث إنتشرت في الآونة أخبار تشير بوفاة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في شبكات التواصل الاجتماعي وذهب البعض بالقول بأن حالته الصحية تدهورت بعد إصابته بجلطة دماغية وعلى إثره تم نقله للعلاج في المملكة العربية السعودية.

ولكن رد الحكومة الإريترية كان خلاف مايشاع عنه ونفت كل تلك الأقاويل على لسان وزارة الإعلام قائلا "أسياس أفورقي يتمتع بكامل الصحة" ووصف كل مايقال عن وفاة الرئيس الإريتري و مرضه ماهي إلا لزعزعة استقرار البلاد.

منذ استقلال إريتريا عن أثيوبيا لم تقاد وتدار إلا بسياسة الحزب الواحد بقيادة الرئيس أسياس أفورقي التي قاد البلد بيد من حديد وعسكر المواطنين لصالحه وأتباعه بحجة الأمن وحماية الوطن لضمان بقائه وهيمنته على السلطة. فلم تنفذ البنود الدستورية لضمان حقوق المواطن الإريتري بل احتفل سجل النظام الحاكم بكل ماتعنيه الكلمة من انتهاكات لحقوق الإنسان ولم تجرى أي انتخابات في البلاد منذ تولي الرئيس الحالي الحكم.

ولكن هنالك سؤال مهم في حقيقة الأمر هل وفاة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي سوف تغير من سياسة البلد للأفضل؟

أعتقد أن وفاة الرئيس الإريتري وإن لم يصح الخبر ولكن نفترض جدلا أنه توفى، فلن يكون ذلك إلا تسليم السلطة من مجرم إلا مجرم آخر وأن أتباع أفورقي درسوا كل التوقعات والتكهنات ما بعد رحيل قائدهم فكانت من أولويات سياستهم في البلاد إخضاع المواطنين وتجنيدهم لحسابهم وتسيير سياستهم فصار معظم الجنود حماة للطغاة الذين سلبوا حريتهم وبرمجوا عقولهم لضمان بقائهم في الحكم.

في الوقت الراهن أعتقد بأن رحيل أسياس أفورقي لن يغير شي من سياسة البلاد ولكن يمكن اعتبار ذلك مرحلة انتقالية للسلطة إلى فرد آخر لديه نفس مبادئ وتوجهات أفورقي.

فلن يحدث التغيير والديمقراطية إلا باقتلاع النظام الحالي من جذوره. ولكن على حسب اعتقادي أن انتقال السلطة لن تتم بسهولة ويمكن حدوث خلافات بين قواد الجيش من جنرالات وظباط لمن سوف يكمل مسيرة أسياس أفورقي الحافلة لإنتهاكات حقوق الإنسان وأن كل شخص منهم يطمع لتحقيق مصالحه.

وبالتالي قد تقود تلك الخلافات إلى نشوب صراعات وإنشقاقات بين العسكر وزعزعة الأمن والاستقرار والتي يكون ضحيتها بكل تأكيد الشعب وكل ذلك ليس إلا لحكم عسكري آخر لعل ذلك يذكرنا ماحدث في حرب استقلال إريتريا عن أثيوبيا دفع الشعب الإريتري أغلى مايملك لنيل الإنتصار وتحرير البلاد فصار كل ذلك هباء منثورا بعد سيطرة العسكر للسلطة وقيادة البلد إلى مسار ما لا تحمد عقباه وتحطيم ثورة الشعب.

أعتقد أن النظام الحالي وشبكاته لن تتخلى عن الحكم إلا بتظافر أبناء الوطن الأحرار في صف واحد وبكل تأكيد أقصد الجنود القابعين تحت راية و برمجة النظام الحاكم هم من في أيديهم القوة والمقدرة على إسقاطهم لأنهم أساس أعمدة النظام التي أسكت بها الشعب. ولكن في المقابل يجب أيضا على كل المعارضين الإريتريين التوحد والوقوف وترك الخلافات فيما بينهم وتسخير كل الجهود للتفكير وإيجاد حلول ما بعد رحيل النظام الحالي حينها يمكن تشكيل حكومة ديمقراطية مبنية على مبادئ حقوق الإنسان.

Top
X

Right Click

No Right Click