موت اسياس لا يغير الوضع في ارتريا

بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري

كغيري من القلة لم تفاجئ بشائعة (03) اي موت اسياس المتكرر. لقد مات اسياس أحيانا كثيرة

أسياس أفورقي

وزرفت عيون مريديه دمعا وضاقت صدورهم كمدا وحسرة بل تعسرة وانفطرت له قلوبهم خوفا وطمع، وللحقيقة فقد فارغ الحياة في قلوب الكثيرين قبل حين.

ولذالك استبشر الغلابة خير بخبر موت الطاغية اسياس افورقي وكأن مشاكل ارتريا ولعناتهم ستذهب به وتتبعه الي الجحيم.

ولكن ما يميز هذه المرة الخبر انه اتي علي مراحل أوله كان توجس بمرضه ولعدم ظهوره علي التلفزيون ايضا بالإضافة الي عدم توجيه خطاب للشعب بمناسبة جائحة كرونه.

لكنه فاجئنا جميعا بخطابه المبتور الذي طرح كما من الأسئلة وشعار دون حلول، واستنادا الي ما نعرفه عنه وما شاهدناه ولاحظناه في خطابه المتغير كليا عن سابق خطاباته وشحوب وجهه وتهدج صوته كاد الكثيرون منا ان يصدقو ما شاع عن موته.

وبدورهم تلقفو الخبر القائمون علي وسائل التواصل الإجتماعي من منبوذ الوطن المغلوب علي امرهم، وأضرمو عليه النار ليلتهب علي الهشيم حتي أنقض مضجع اسياس افورقي وسارع بزيارة وطنه الام متحديا للإرشادات والنصائح المتعلقة بجائحة كرونه لمجرد دعوة قدمها له رئيس وزراء اثيوبيا الاسبق هيلي ماريام دسالن لإفتتاح مشروع زراعي.

ياللمهازل رئيس دولة ينتفض لإفتتاح مشروع زراعي دون مراعاة حساسية الوضع وغير مبالا بمشاعر واحاسيس ونحيب مريده كان عليه ان يخرج اليهم عبر شاشته الوحيدة لطمئنتهم ولكن عند اسياس المؤيد والمعارض سيان.

ولان عيون الطواغيت لاتري غير بصيص ضوء وتتمتع بعلة القصور في الفهم لا تري غير عيش اللحظه ولا يهمها الثمن مالم يمسها بنقص في التملك ولا تأبه ان يكون الرعية فرد أو مجموعة تريد فقط الإحساس بالتميز بالتفرد وتتلذذ بما لا يملكه سواهم ووصف شعور الحيونة اسمي من ان يطلق عليهم. لان سماتهم الجشع والتبلد في المشاعر والاخلاق. وكأن لسان حالهم يقول "فلتخرج الارض نكدا من بعدي" وهذا هو ديدن الطواغيت.

ولسوء طالع حظ البلاد أصبحت مليئة بشياب الثورة وجنرالات النضال وبعد من صنيعة اسياس ولان الكل ذاق حلاوة وطلاوة الكرسي هذا عوضا علي الجرائم الفردية والجماعية المرتكبة بحق الشعب الإرتري اصبح كل من يدور حول كرسي اسياس ملطخ اليدان ولا اظن ان يأتي التغيير في القريب العاجل مادام بقي المنتفعون من الفساد الاداري والاحلاقي للسطة علي نحو يصب في انتفع واخرس وتبلد تعيش ما تبقي من عمرك ولان هذا النمط طال كل هيكلية الحكومة ونخر بنيتها وجب علي من بالداخل العيش والتعايش دون ضمان ابسط الحقوق.

فإسياس ضيق دوائر مركزية السلطة علي بني جلدته من أصول التغراي ولان الحزب كبقية مؤسسات الدولة قد غرق في وحل فساد مجموعة اسياس لا اظن ان هنالك سيحصل تغيير حتي بوفاة اسياس المحتوم لان من يحتكرون السلطة يرون ان السلطة قسط من مستحقاتهم وان جرائمهم هي للدواعي الامنية وحفظ زوال الدولة عن الوجود وفي ظل هذه القناعات والمبررات يستحيل أن يأتي التغيير من الداخل.

Top
X

Right Click

No Right Click