من المستفيد من التصالح الإريتري الإثيوبي؟

بقلم الأستاذ: سمير محمد - كاتب وناشط سياسي إرتري

في أعقاب الحروب والخلافات الدامية بين أريتريا وجارتها القارية لأكثر من عقدين من الزمن أثيوبيا حدث أمر تاريخي

أسياس أفورقي و أبي أحمد علي

بإنهاء كافة الخلافات والمبادرة بالصلح بين البلدين لينهي واحدة من أطول الصراعات في القرن الأفريقي. تفائل الكثير من الارتريين بعد الصلح بأن هذه المبادرة بين البلدين والتي ستنهي معاناة الشعب ولكن الظاهر أن الصلح لم يكن إلا لصالح نظام أسياس أفورقي الذي استمد حكمه من طغيانه وجبروته على شعبه برفع العقوبات عليه من قبل مجلس الأمن الدولي. من ضمن تلك العقوبات هي حظر توريد الاسلحة وحظر سفر المسؤولين في النظام وتجميد أرصدة الدولة في البنوك الدولية.

وكان الرابح الآخر هي أثيوبيا الدولة المغلقة بلا منفذ بحري حيث حصلت على مرادها اخيرا بالوصول إلى منفذ بحري. فلم تكن المبادرة سوى تبييض لوجه المجرم وحل مشاكل البلدين في تبادل التجارة والعلاقات الدبلوماسية والتي اثقلت كاهل شعبيهما.

النظام الارتري لا يستطيع فرض أوامره إلا على شعبه عبر زج المعارضين في سجونه ومعاقبة كل حر ومعبر عن حقوقه فأصبح تركيزه على مواطنيه الضعاف لدرجة انه اصبح اعمئ لا يستطيع استغلال موقعه الاستراتيجي وخيرات بلده. نرى أثيوبيا فعلت مابوسعها لاستغلال المنفذ البحري من أجل تحقيق أهدافهم والصعود بشعبهم ونهضت بلدهم وكسر العداوة والبغضاء التي دامت لعقود مع أريتريا.

ونجدها اليوم مثالآ يحتذى به في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية وايضا في مجال النقل وبناء سد استراتيجي واخيرآ وليس اخرآ التدفقات الاستثمارية من قبل المستثمرين عبر خطط وبرامج موضوعة سلفآ جعلت منها قبلة افريقية لا يستهان بها.

ومن ضمن إهمال النظام للبلد ترك البلد قاعدة عسكرية لدولة الإمارات لشن غارات جوية على اليمن ضد الحوثيين واستغلال الموقع لأغراض لوجستية في شمال ميناء عصب مقابل نصف مليار دولار بحسب ماتم ذكره في موقع عربي بوست. تعتبر القاعدة أول موقع إماراتي عسكري خارج الإمارات.

ويستمر إهمال النظام الحاكم للبلد وتركها ساحة ألعاب للغير واستشراء الفساد فيها وايضا عدم إعطاء قيمة لشعبه وتشجيعهم على الفرار وترك بلادهم حتى أصبح المواطن الأريتري يرى بأن الصلح مع أثيوبيا لم يكن إلا مخرجا للمواطن فرصة للعيش في دولة تقدر حقوقه كإنسان. حيث أن ما تضمنته المبادرة بالصلح فتح الحدود بين البلدين فوجد المواطن طريقة سهلة للفرار من بلده دون تشديد الرقابة كما كان في السابق.

ولا أنكر أنني سمعت لأكثر من مرة من إريتريين بعد الصلح مع أثيوبيا قولهم أن الخروج من البلد أصبح أسهل الآن. وعلى النقيض تسمع من المواطن الأثيوبي يقول بأن الصلح بين البلدين سيحقق أهدافنا شتان بين الأثنين الأول حلمه الهروب من الظلم والآخر الارتقاء ببلده. لم يكن الصلح بين البلدين إلا لصالح النظام الاريتري وأثيوبيا ويبقى المواطن الاريتري هو الخاسر دومآ وابدآ في ظل نظام ديكتاتوري.

Top
X

Right Click

No Right Click