دورة كمبالا لحُقوق الإنسان.. الأهمية والكسب

بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب ارترى

1. إن الحقل الحُقوقى هو أكثر الحقول أهمية لدى شُعوب القرن الأفريقي ولشعبنا الإرترى على وجه الخُصوص

انتهاكات حقوق الانسان في ارتريا

فأبسط الحقوق فى بلادنا مسلوبة وكل الحُقوق فى وطننا مُنتهكة وبالرغم من ضخامة المظالم فى بلادنا فهى أكثر الملفات إهمالاً من قوى المعارضة والمنظمات الحقوقية الإرترية وهو ملف يحتاج للكثير من الجُهد والتنظيم والترتيب والتنسيق ويحتاج لرصداِ ومتابعةِ كبيرين لكل الإنتهاكات التى تتم للمواطن الإرترى بصورة يومية فى الداخل والخارج.

2. الدورة بدأت بتاريخ 29 ابريل حتى 1 مايو 2019م بالعاصمة اليوغندية كمبالا وكانت تحت رعاية منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وبإشراف منظمتان إرتريتان وهى:-

Eritrean Movement for Democracy
Human Rights Africa Monitors

وهى منظمات حقوقية مسجلة بصورة رسمية لدى مجلس حقوق الإنسان كمنظات مجتمع مدنى ارترية ولها إسهامات مُقدرة فى الحقل الإنسانى الإرترى.

فيما يخص الدورة كان الحضور من مختلف دول المنطقة مصر والسودان ويوغندا وكينيا وجنوب إفريقيا وعدد المشاركين والمشاركات كان ما يقارب ال (22) مُشاركاً يحملون مؤهلات علمية وخبرات عملية متقدمة وفى مجالات مُختلفة إضافة لحملهم هُموم شعبهم مُدركين وواعين لخطورة الوضع فى الداخل والخارج وهدفهم من المشاركة ليكونوا صوتاً لشعبهم.

تخللت الورشة محاضرات من السيد/ ديفيد كودى وهو ممثل لمنظمات المجتمع المدنى من مجلس حقوق الإنسان بالدورة تمثلت محاضراته عن (كيفية الدفاع عن حقوق الإنسان) و(كيفية التواصل مع المنظمات الحقوقية ورفع التقارير لها عن الإنتهاكات) بالإضافة لشرحه عن كيفية مناقشة تقارير حقوق الإنسان المُقدمة من الدول الأعضاء فى مجلس حقوق الإنسان والعقبات التى تعترض العمل الإنسانى والحقوقى بصورة عامة وعن الملف الإرترى بصورة خاصة.

ثم تلا ذلك محاضرة عن البناء الديمقراطى فى ارتريا من الدكتورة/ سارة عقباي من الشبكة الإرترية للمرأة وقد كانت المحاضرات مهمة جداً فى التثقيف القانونى والحقوقى للمشاركين.

3. إستعرض المشاركون عدداً من المشاكل التى تُواجه المواطنين الإرتريين فى الجانب الإنساني داخل ارتريا وفى دول الجوار وقاموا بالشرح الوافى لكل مُشكلة تواجه الأرتريين بصورة دقيقة كما تم عرض المُشكلات التى تُواجه اللاجئيين الإرتريين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بكل من مصر والسودان وإثيوبيا وحجم الإهمال الموجود وعدم وجود الرعاية الكافية من المفوضية لهم قياساً بحجم المشاكل والظروف التى يُواجهونها إضافة لوجود حالة من التمييز بين المكونات الإرترية فى القبول لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالسودان حيث طالب المشاركين برفع التمييز بإعتبار أن جميع المكونات الإرترية تعيش حالة واحدة من الظُروف والصُعوبات، هذا وناشد المشاركون في الدورة المجتمع الدولى والإتحاد الأفريقي والإتحاد الأوروبي للضغط على النظام والعمل على تجريمه لقمعه جميع الحريات وتغييبه القسرى لأكثر من (10) الف مواطن إرتري بدون توجيه تهمة محددة لهم او دون محاكمة عادلة لهم.

كما طالب المشاركون المجتمع الدولى بتذليل العقبات أمام اللاجئيين الأرتريين وتسهيل عمليات توطينهم فى دولة ثالثة بصورة عاجلة خاصة الذين يُواجهون مصيراً مجُهولاً فى الدول ذات النزاعات والحروب كدولة ليبيا على سبيل المثال أو الذين لديهم مواقف سياسية تجاه النظام ويحتاجون للحماية.

4. أقر المشاركون فى الدورة بأن النظام الإرتري يقوم بتقديم تقاريرمُضللة للرأى العام تفتقد للمصداقية وتتنافى مع الواقع ولهذا على منظمات المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية العالمية بضرورة تقصى الحقائق عن إنتهاكات حقوق الإنسان فى ارتريا وعلى المنظمات الحقوقية الإرترية العمل بجد على تفنيد تلك التقارير عبر إرسال تقرير ذات مصداقية للدول والجهات ذات الصلة، كما ناقش المشاركين تأثير العامل السياسى وعلاقات الدول فى ملف حقوق الإنسان الخاص بأرتريا وهومايتطلب نفساً طويلاً من العاملين فى الحقل الإنسانى فى التعاطى مع ملف حُقوق الإنسان فى إرتريا.

5. إتفق المشاركون والمشاركات بضرورة التواصل المستمر بينهم وضرورة التفاعل المشترك مع قضايا الإرتريين فى الداخل ومناطق تواجد اللاجئين الإرتريين بدول الجوار، كما إتفق المشاركون بضرورة خلق قنوات تواصل فى دول إقامة اللاجئين الإرتريين لمعالجة مشكلاتهم والعمل على حلها مع المنظمات والجهات ذات الإختصاص، كما إتفق المشاركين فى الندوة على ضرورة مناصرة الداعين للتغيير فى ارتريا والذين يهدفون لإرساء التحول الديمقراطى وبناء دولة القانون والعدالة فى ارتريا بإعتباره الضامن الوحيد لتحقيق العدالة والمساواة فى إرتريا لإنعدام الأمل وإنسداد الأفق لدى النظام، كما دعا المشاركون ضرورة توحيد المنظمات الإرترية الحقوقية العاملة فى المجال الإنسانى وتنظيم جُهودها لترتيب الأولويات والمُتطلبات فالمرحلة حساسة وحرجة تستدعى توحيد الجُهد والتنسيق الكامل.

6. ختاماً فالدورة على الرغم من دورها التوعويى وثقلها لمهارات المشاركين لكنها فى الحقيقة وضعت لبنات عمل إنسانى سيكون مثمراً فى الُمستقبل بإذن الله لوتوفرت للناشطين فى مجال الحقل الإنسانى مساحات الدعم والأرضية لتحقيق الأفضل لشعبهم من حيث توعية حقوقية أفضل للمواطن من ناحية وصون حقوقه الطبيعية من ناحية أخرى كما أن هنالك تقريراً سيتم رفعه لمجلس حقوق الإنسان عن الإنتهاكات التى تمت من قِبل النظام الإرترى تجاه المواطنين الإرتريين فى الداخل والخارج ليتم مناقشته فى الدورات اللاحقة بمجلس حقوق الإنسان.

7. فى الختام نشكر جميع الذين بذلوا جهداً فى نجاح الدورة والذين كانوا سبباً فى توفير فرص المشاركة وعلى رأس هؤلاء:-

• الإستاذ/ حسين حب الدين زمزمى
• الإستاذة الحقوقية/ هيلين كدانى
• الدكتورة/ سارة عقباي
• الإستاذ/ ديفيد كودى

لدورهم البارز فى الإعداد والترتيب والتنظيم والتقديم كما لا ننسى دور المشاركين والمشاركات لدورهم المهم فى نجاح الدورة وظهورها بهذا المستوي اللائق.

هذا وتظلنا هذه الأيام الذكرى الثامنة والعشرين للإستقلال المجيد الذى تحقق بفضل نضالات شعبنا وبتضحياته وبطولاته من أجل تأسيس دولته الحرة على ترابه الوطنى وتحقيق سيادته فخالص التحايا لشعبنا الإرترى فى يومه الوطنى الخالد والهزيمة والرحيل للنظام المستبد فى ارتريا.

وعاش الشعب الإرترى حُراً مستقلاً
والمجد والخلود للشهداء

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click