ترانا هل نستشعر المآساة

بقلم الأستاذ: صالح كرار - كاتب إرتري

تعددت مآسي مجتمعنا وتنوعت حتى أن بعضها وأقساها يمر عليها أحدنا بإعراض ولا مبالات ودون أن يلتفت إليها بأدنى إهتمام؛

المعتقل

هكذا يعيشها شعبنا كوارث يستسهل ويستبسط بعضها بعضا منذ تولي نظام الشعبية الإرهابي عليه.

القضية التى أنا بصدد عرضها عليكم تتعلق بالظلم الإجتماعي في أعلى درجاته وأسوء صوره؛ ويجب التأكيد سلفا أنه إذا كان الحاكم ظالما ومهيئا بيئة الظلم لا يمكن أن يبرر ذلك لأحد أن يظلم أي كان عذره أو حجته؛ فالظلم ليس له وطن أو دين ويستحيل أن يكون له عذر وعقاب الظالم عند الله لا يؤجل ولا يمهل؛ لذلك لا أشك في أننا حين أشعنا الظلم بيننا وسكتنا عن الظالم، سلط الله علينا أظلم خلقه.

المسألة تتعلق بالمرأة وطلاق الغائب بواسطة المحاكم الشرعية تقديرا للضرر المترتب على الغياب؛ وهي مسألة تحمل كل الصور المؤسفة والأحوال المحزنة وهي قضية تحمل وجوه وصور مختلفة.

• فهي قضية دين بيّن الله جل في علاه أحكامها تفصيلا كاملا وأفردت لها سور كاملة مع ما بينت معظم سور القرءان أحكامها وشرائعها وكذلك فصلت السنة النبوية المطهرة كل الجوانب التطبيقية، فليس في الأرض تشريع حدد وفصل حقوق المرأة وجعل لها حماية سلطوية وأسرية ووعظية مثل الإسلام.

• وهي قضية مجتمع، الذي هو كالجسد الواحد يتأذى من أذى فرد فيه، فضلا عما تحمله من كوارث إجتماعية إذا ترتبت عليها إنعكاسات سالبة.

• وهي قضية أسرة تحمل كل معاناتها وأحزانها وأثقالها.

• وهي قضية حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية للسلطة الأمينة إن كانت هناك سلطة عادلة، فكيف إذا كانت السطة الجزء الأساسي من أسباب المعانات.

تتعدد أسباب هذه القضية وتتنوع وأولى مسبباتها وأسوئها هي الخدمة العسكرية اللامتناهية وما يترتب عليها من إكراه وترغيب وترهيب فهي نتيجة مستهدفة من قبل النظام الظالم الحاكم في المجتمع المسلم حيث يوفر للشباب البسطاء ملهيات كثيرة؛ وحيث يحرم أغلب المجندين من الإجازات ولا يملكون من المال شئا مما يقضي حاجتهم ناهيك عن نفقات الأسر، فكم من أولئك الذين حين قدر لهم أن يعودوا وجدوا نسائهم قد ورثت وأبنائهم أيتام وهم أحياء؛ وأسوء الأسباب هو أن الكثير من هؤلاء الأزواج لم يعرف لهم مصير فكم هلك من الإرتريين في بطش النظام وكم هلك وهم يهربون، وهناك الهجرة والهرب من البلاد وفي ذلك للنظام الظالم أيضا نصيب كبير من هذه المظالم.

في الجدول أدناه نعرض بعضا من الصور المنشورة في أعداد جريدة إرتريا الحديثة من إعلانات المحاكم الشرعية في إرتريا وفق البنود التالية: إسم المحكمة - فترة غياب الزوج - عدد الأبناء إن وجدوا - فترة إنذار المحكمة للغائب بالمثول أمامها - مصدر الإعلان أو تاريخ الجريدة:-

م المحكمة الشرعية فترة الغياب عدد الأبناء فترة الإنذار المصدر إرتريا الحديثة
1محكمة عصب الشرعية13017 يوم2019/01/11
2محكمة عدي قيح الشرعية4010 أيام2019/01/11
3محكمة تسني الشرعية64شهر2019/01/18
4محكمة عدي قيح الشرعية80شهر2019/01/18
5محكمة عصب الشرعية506 ايام2019/01/18
6محكمة تسنى الشرعية170شهر2019/01/18
7محكمة بارنتو الشرعية40شهر2019/01/18
8محكمة بارنتو الشرعية90شهر2019/01/25
9محكمة مندفرا الشرعية30شهر2019/01/25
10محكمة مندفرا الشرعية1.80شهر2019/01/25
11محكمة قلعلو الشرعية4020 يوما2019/01/25
12محكمة قندع الشرعية10شهر2019/02/01
13محكمة الاقليم الاوسط الشرعية بأسمرا0011 يوما2019/02/01
14محكمة كرن الشرعية20شهر2019/02/01
15محكمة أغردات الشرعية8طفلة2 شهر2019/02/01
16محكمة مندفرا الشرعية1006 ايام2019/02/15
17محكمة تسنى الشرعية60شهر2019/02/15
18محكمة كرن الشرعية20شهر2019/02/15
19محكمة تسني الشرعية71شهر2019/03/01
20محكمة مصوع الشرعية10040 يوم2019/03/01
21محكمة مصوع الشرعية3040 يوم2019/03/01
22محكمة كرن الشرعية50شهر2019/03/01
23محكمة مصوع الشرعية3040 يوم2019/03/01
24محكمة قندع الشرعية7045 يوم2019/03/01
25محكمة كرن الشرعية40شهر2019/03/15
26محكمة عدي قيح الشرعية704 شهر2019/03/15
27محكمة كرن الشرعية20شهر2019/03/15
28محكمة كرن الشرعية20شهر2019/03/15
29محكمة مصوع الشرعية4025 يوم2019/03/15
30محكمة بارنتو الشرعية50شهر2019/03/15
31محكمة عصب الشرعية3011 يوم2019/03/15
32محكمة كرن الشرعية30شهر2019/03/22
33محكمة بارنتو الشرعية50شهر2019/03/22
34محكمة تسني الشرعية30شهر2019/03/22
35محكمة اغردات الشرعية6 شهور0شهر2019/03/22
36محكمة الاقليم الاوسط الشرعية بأسمرا0شهر2019/03/29
37محكمة الاقليم الاوسط الشرعية بأسمرا12018 يوم2019/03/29


لا شك أن كل فطن حصيف يستشعر فداحة المعانات فإذا كان هذا العدد في ثلاثة أشهر فكم تراه يكون خلال السنين هذا إذا إستصحبنا أن اغلب مجتمعنا يتجنب المحاكم ويكتفي بالإصلاح الأهلي والأسري مما يؤكد كبر المشكلة وضخامة الكارثة والصورة المعروضة هنا في المجتمع المسلم فإذا أضيفت لها قضايا ومعانات المسيحيين كم تراها ستتضاعف وما نسمعه في مظالم المرأة عند المسيحيين ليس أقل بشاعة مما عندنا فالمأساة مأساة وطن؛ وظلم أضعف الشرائح فيه وهو ظلم مركب لا ينسب إلى جهة واحدة وإنما تتعدد جهاته ومسببيه.

إن الجدول أعلاه يؤكد أن معظم هؤلاء النسوة شباب ليس لهن ولد ومع ذلك وللمرأة عمر محدود كما هو معروف فلا هي في عصمة زوجها ونفقته ولا هي طليقة تؤمل الأزواج، فهي كقطة اليهودية وهذا ليس من الإسلام في شئ.

من هنا أوجهها دعوة إلى كل قلب فيه بقية رحمة وإلى كل عين فيها بقية دمعة، إن هؤلاء النساء وبما هو معروف في مجتمعنا من صبر وعفة وحياء قد أجبرتهن الأحوال على طلب مثل هذا الطلاق وقد تجد من يلومهن بعد ذلك أو يستسهل أمرهن فلهن كل الحق في ذلك شرعا وعرفا، ودعوتي أن نكون أينما كنا عونا لهن وأن نحاسب كل من نعرف وننصح ونوجه أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وخاصة فيما فيه إصلاح وتوافق.

والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click