إضاءات من حلحل - دكا روما

بقلم الأستاذ: حسين رمضان - كاتب ارتري

أرض طيبة مباركة لها مساهماتها المشهودة في سنين المقاومة لقوى العدو بكل أشكال طيفه

كما لها دورها الكبير في الشؤون الاجتماعية والإنسانية والإدارة الأهلية فاكرم بها من بلدة فمن حقها عليها أن نبرز دورها القيادي والريادي.

الموقع الجغرافي:

تقع في الجهة الشمالية الغربية لمدينة كرن في منطقة جبلية مرتفعة آلاف الأقدام فوق سطح البحر وتسمى (رورا حلحل) لذا تتميز باعتدال مناخها وتمتد المنطقة لتشمل مناطق أخرى لتكون مديرية حلحل ويحدها من الشمال أسماط في مناطق الماريا وغرباً معركي وسبر وجنوباً ليبنا وشرقاً تمتد حتى منطقة سروا وضواحيها.

تركيبتها السكانية:

حلحل حاضرة البلين في العصر القديم والحديث وهي معقل من معاقلهم وركائزهم وعلى الراجح سكنوها في القرن الثامن عشر الميلادي وأول من حضر وسكن في المنطقة هو سمرعين الإبن الأكبر لطوقي و تبعه أخاه ابرهم ثم تولات سلالاتهم من الفروع المعروفة وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر منهم (طفع، قبشا، حزباي (لامديري) دانشيم، تسأن، وغيرهم كثير بل شاطرهم في السكن مع تقادم الزمن بعض القبائل والبيوتات الأخرى فاليوم سكان حلحل تشكيلة متجانسة ومتعايشة ومتصاهرة بالزيجات فاضحوا جسد واحد.

أهميتها الادارية:

تُعد حلحل حاضرة مديرية حلحل التي تتبعها الكثير من المناطق والقرى وعلى مساحات ممتدة في جميع الاتجاهات. ونذكر هنا بعض المناطق المكونة لمديرية حلحل (أرئس، جنقنايف، متكلبي، ماي أولاد، هدادخ، قبي لبو، معركي، فيشو، فنشبكو)... وغيرها.

أهميتها الزراعية:

نظراً لمناخ حلحل المعتدل ولكثرة أمطارها وتوفر المياه الجوفية فيها وخصوبة تربتها ساعد كثيراً في فلاحة العديد من المنتجات الزراعية وبأنواعها المختلفة ونذكر منها هنا (البن، نحق، وإنطاطع وسكم (شعير)، وسنراي (قمح)، ودهمي، وداقوس، مريرو، عفون (ذرة شامية).

ومن الخضروات:

البصل، البطاطس، البامية، الطماطم، الكوسة، الملفوف، الباذنجان، القرع، الشطة، الملوخية، الجرير، الرجلة، النعناع، الشبك، الكسبرة.

ومن الفواكه:

الجوافة، اليوسف أفندي، الليمون، المانجو، العنب، الكمثري. وهذه المنتجات في الغالب للإستهلاك المحلي وذلك نظراً لمحدودية الأرض الزراعية واستعمال الأدوات التقليدية في فلاحتها.

ومن المنتجات البرية:

وهي من انتاج الطبيعية بدون تدخل الإنسان فيه ومنها (حكعي، مدك، أشنقوط، هباش، بلس، أدبا، تين (بانفي)، شحط، أمناقول، سانقر).

وهنالك محاصيل تستعمل كعلاج أدوية بلدية : أنكما، طبر، إدر، سنفاء (حب الرشاد)، طينا أدام، بوسنره، وغيرها.

الخدمات في مدينة حلحل:

الآبار جوفية وتمتد مواسير المياه من الصهاريج إلى داخل المدينة وتوزع على البيوت، كما يوجد محطات توليد وتقوية الكهرباء وتمد المدينة بالإنارة إلى حدما.

وفي جانب التعليم افتتحت أول مدرسة في حلحل عام 1909م ونظراً لعدم وجود مدرسين تم قفلها واعيد فتحها في عام 1945م وأول من درس فيها الأستاذ آدم ملكين والأستاذ عمر موسى حاج بالاستعانة بمدرسين من السودان والصومال وامتداداً لتلك الحقبة يوجد الآن في حلحل مدرسة ابتدائية واحدة باسم الشهيد (عبدالله ديقول)، ومدرسة ثانوية باسم الشهيد (عمر إزاز). وهنالك العديد من الكتاتيب التي تعلم أبناء المنطقة القراءة والكتاب والعلوم الشرعية.

وفي الجانب الصحي تمتلك حلحل مركز صحي بمواصفات مستشفى يهتم بالأمومة والطفولة ويقدم خدمات عديدة لسكان حلحل وضواحيها.

بعض رموز حلحل:

من الرعيل الأول إبان حقبة الكفاح المسلح نذكر منهم الشهيد البطل عمر إزاز، صالح إياي، سليمان موسى حاج، آمنة ملكين، آدم ملكين، صالح محمد فكاك، عثمان صالح، عبدالله ديقول، نسريت كرار.. وهنالك الكثير منهم ولا يسع المجال للحصر. ومن الإدارة الأهلية نذكر الزعيم كوليري عبي، ومن المشايخ محمد ادريس محمد علي بره، وادريس حامد سعد الله، وغيرهم كثير.

من المعارك المشهور:

عام 1967/11/11م جمع العدو الأثيوبي سكان حلحل وحذرهم من مغبة استمرار ابنائهم في مقاومة الحكومة وطالبهم بدعوة الثوار للعدول عن المقاومة المسلحة ووضع السلاح وعندما علم العدو بعدم الاستجابة لمطالبه أقام محرقة كبرى في المدينة شملت المساكن والممتلكات بل الأرواح وقليل هم من نجا من السكان. ولكن هذا الفعل لم يهزم تلك النفوس الأبية بل زادهم عزماً وقوة في مقاومة الأعداء مهما كانت التضحيات.

وفي عام 1968/8/28م كانت مدينة حلحل على موعد معركة تأريخية كبرى حيث خطط لها الثوار جيداً وكانت هجومية ولكن للأسف تسربت المعلومات للعدو وكشفت الخطة ونتيجة لذلك تعرض الثوار لخسائر بشرية ومادية، ومما ساهم في الفشل عدم التوازن في نوع وكمية السلاح بين الطرفين حيث كان يمتلك العدو أسلحة متطورة مقارنة بالثوار حيث كانت اسلحتهم تقليدية وقليلة.

ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف مسيرة المواجهات بين العدو والثوار بل كانت سجالاً بين كر وفر والحق يقال إن معارك حلحل كانت بمثابة الجرح النازف للعدو لأنها تعتبر الخط الدفاعي الأول في مواجتهم ونتيجة لذلك فقدوا فيها الكثير من العتاد والأرواح فهي الصخرة التي تحطمت عليها احلامهم.

واستمر الحال هكذا حتى انبثق فجر الحرية بهزيمة الأعداء شر هزيمة لتشرق شمس الحرية في عام 1991م. وحلحل اليوم في ظل الاستقلال تعيش حياة الكرامة و الحرية كغيرها من المدن الأخرى حيث تعج أسواقها بالتجارة وتبادل المنافع وعاد لسكانها تماسك نسيجها الإجتماعي وكأنها لم تر بؤس قط.. وكل شيء إذا ما تم ينقلب.

Top
X

Right Click

No Right Click