أغاني ودلالات!! إغنيات الفنان الراحل/ أبرهام أفورقي نموذج - الجزء الثاني والأخير

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

الإغنية تجسد طموح الامة الإرترية في البناء والإستقلال والوحدة الوطنية والسلام الإهلى

أبرهام أفورقي عبر التعايش السلمى وإقرار الحقوق والإحترام المتبادل وذلك بالكلمات والعبارات التى وردت في الإغنية مثل "العمل بهمة... بذل الجهد... السلام... الإحترام... الحب... الأمانة... التسامح... الخ".

أيضاً أغنية "زأمنا هيمانوات" إسم الإغنية يعنى أن معتقدى أو دينى هو الحب، يغنى لدور الحب في حياة الأمة، ويقول بصوته الرخيم الهادئ في الأغنية التى تشكل في إعتقادى وقناعتي ميثاق وطني لايختلف حوله إثنان من أبناء هذه الأمة، في بدايات الأغنية يتغنى للضوء الذى يخترق سحب الظلام رغم الدخان الذى يلبد السماء والأتربة والسحب فأن علمنا الوطنى يبدو للعيان واضحاً من على البعد.

الاغانى في تقديري بوصلة ترشد الى الطريق القويم وهى ليست قوانين يخضع لها الإنسان سواء أن كان رافضاً لها أو مقتنعاً بها، هي كلمات تداعب شقاف القلوب وتحرك المشاعر وتترجم الى أفعال، ما أجمل الكلمات التى يتغنى بها فنان الشباب دون منازع الراحل المبدع/ أبرهام أفورقي حين يقول شراع التطور يزحف ليغطى الوطن إنها أمنيات مبدع وسواعد شباب يحلم بوطن مستقر ومتطور، تغنى بكلمات خالدة تحمل في تعابيرها أحلام خالدة وذلك حين يقول في أغنية "زأمنا هيمانوات" في حياة الإنسان تلعب القناعة دور كبير وهى لاتحتاج الى معرفة كبيرة لأنها إحساس غذاء الطفولة يرضعها الطفل من ثدى أمه وهى لغة جينات الأباء التى لا تتأثر بالزمن، الحب يحول العالم لدولة واحدة وهذا لايختلف حوله إثنان ولايخضع للمغالطات، وللمحافظة على مكتسباتنا التى ترتكز على العدل علينا إحترام بعضنا البعض وإرساء قيم الحب والتسامح عن طريق الإقرار بإختلافاتنا وتسخيرها لخدمة أهدافنا الوطنية التى لانختلف حولها حتى نزيل الخلاقات جانباً أو نتناساها حتى تسقط بالتقادم، وإن الخلافات يمكن تجاوزها عن طريق بناء الثقة والإمانة وإقرار الحقوق.

يجب الحفاظ على التعدد الدينى وإحترام بعضنا البعض هذه هي رسالة الجماعة، وإن إرساء قيم الحب والتسامح هي الطريق السليم الذى يجب أن نسلكه حتى تكون بلادنا واحة لكل القوميات يجد فيها كل فرد ضالته وصورته وطموحاته وحقه.

أبرهام أفورقيهكذا يغنى الفنان الراحل/ أبرهام أفورقى بملئ حنجرته قائلاً إن بلادنا هي هدية الشهداء ولذلك علينا أن نحفها بالحب والإحترام حتى نحقق أحلامنا، وإن رسالة الجماعة في تعدد القوميات، وإن رباط الحب والسلاسل الذهبية يجب أن تربطنا ببعضنا البعض، لأن في حياة الشعوب هناك أهداف مشتركة وإن الإختيار الافضل يحقق لنا الراحة والطمأنينة ويرشدنا الى الطريق القويم بعيدأً عن العصبيات التى لا تخدم الوطن ولا الشعب. هذه التعابير الذهبية تزين إغنيات لفنان رحل وترك غصة في الحلق مازالت تخنقنا كلما إستمعنا لكلمات إغنياته الوطنية والعاطفية التى لاتخلوا من القيم النبيلة.

رسالة الفن تتمثل في الوقوف بجانب الناس ومساعدتهم، وبجانب الحقيقة، وتدافع عن المظلوم، وإعلاء القيم السمحة في المجتمع وشحذ الههم للدفاع عن الموروث والمكتسبات التى شارك الجميع في صنعها، الغناء يرتقى الى قمم عالية حين يأتى الفنان الى الفن من باب العشق له وللوطن بإعتباره رسالة إنسانية سامية، لذلك عانى الفنانون الارتريون حين غنوا للوطن وتحملوا الكثيراً من أجل رسالتهم الوطنية من بطش المستعمر البغيض فجاعوا وتشردوا وعانوا من نبذ مجتمعهم وحتى أهلهم لهم لكنهم لم ينكسروا لقناعتهم أن عملهم في الفن قضية سامية ومسألة وطنية، لذلك أعطوا فناً راقياً ما زال حياً يستمع إليه الناس رغم مرور عشرات السنين عليه.‏

هذه الرسالة السامية ستستمر بالرغم من تلوث بعض أركان الساحة الفنية بمغنين لا يختلفون عن أي تاجر والإغنية تحولت إلى سلعة إستهلاكية، وأصبحت الغاية جمع المال حتى لو خربوا أذواق الناس وأحاسيسهم.

أقول لكل هؤلاء يكون الفن جميلا عندما يكون المضمون جميلا وساميا، ويدعو للتحرر والانسانية والعقلانية وبناء الشخصية الوطنية، وتكون رسالته "بناء الإنسان الوطني المتحرر، الديمقراطي المنهجي، الموضوعي، المؤمن بالقيم الانسانية الفاضلة كبنية ثقافية وطنية وأخلاقية متكاملة".

لنستمع الى إغنيات ابرهام أفورقي مرات عديدة حتى نلاحظ الفرق !

Top
X

Right Click

No Right Click