العلاقة الأزلية بين مجتمع العفر ومجتمع الساهو

بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب ارترى

تعريف مبسط عن مجتمع العفر العريق: العفر هم من السكان الاصليين فى منطقة القرن الأفريقى منذ الألاف السنين وينتشرون

قومية العفر

فى ثلاث دول هى أثيوبيا وجيبوتى وارتريا يدينون بالإسلام جميعهم على المذهب الشافعى والإمام أبو حنيفة.

كان للعفر سلطنات وإمارات (خمسة إمارات) ذات سلطات وإدارات وجيش وقيادة وبعثات كانت تلك الإمارات تحكم قبائل العفر المترامية الأطراف فى المنطقة، وكانت هذه الإمارات مستقلة استقلالاً تاماً عن الحبشة حتى أن بعض الدول الأجنبية والعربية كانت تعقد معهم الاتفاقيات المباشرة بينها وبين هؤلاء السلاطين سلاطين العفر.

للعفر دور كبير في نشر الإسلام في منطقة القرن الأفريقي لوقوعهم على إمتداد ساحل البحر الأحمر.

المجتمع العفرى هم قومية مشتركة تفصلهم عن بعضهم فقط الحدود التى وضعها الإستعمار بين الدول فجميع العفر تجمعهم صلة ورحم ودين ويذكر أنهم هاجروا إلى منطقة القرن الإفريقى من اليمن قبل الإسلام بفترات طويلة وعند جاء الصحابة رضوان الله عليهم فى هجرتهم إلى الحبشة اصبح العفر جميعهم مسلمون.

يتجاوز عدد سكان العفر ال 7 مليون نسمة فى كل من اثيوبيا وارتريا وجيبوتى ولهم اسهاماتهم الواضحة فى تلك الدولة فى شتى مجالات الحياة المختلفة السياسية والإجتماعية والنشاط التجارى،

ويعملون فى حرف ومهن مختلفة أساسها الزراعة والرعى والصيد فهم بحارة ماهرون متخصصون إستفادوا من وجودهم تاريخيا على شاطىء البحر الأحمر من مصوع وكامل اقليم دنكاليا فى ارتريا وفى شواطىء جيبوتى وموانئها.

الحديث عن العفر يحتاج لدراسات متخصصة تعطيهم حقهم وتنصف لمكانتهم التاريخية وعراقة وجودهم ورسوخ مكانتهم وأهميتهم فى المجتمعات والدول.

المشتركات بين مجتمع الساهو والعفر:

الحقيقة ليست هنالك فوارق كبيرة بين هذين المجتمعين العريقين فلغة الساهو والعفر لا تختلف إلى بعض المفردات وحتى الزى التاريخ الخاص بالنساء يوحى بأن مشكاة التراث منبعه واحد يختلف فى بعض تفاصيله فالرقصات واحدة وهى والقفذ والأغانى واحدة فمن يدرك الساهو يدرك تلقائياً لغة العفر وأحاديثهم وأغانيهم فكما ذكرت لا يوجد خلاف جوهرى يذكر إطلاقاً.

الصفات الشخصية أيضا واحدة فالشجاعة وقوة الشكيمة والبساطة والتواضع والسمات الشكلية أيضا واحدة.

أيضا جميعهم يمتهنون الرعى والزراعة والصيد فالساهو مثلهم يقطنون شواطىء البحر الأحمر من مصوع الى زولا وايرافلى واقيلا حتى تخوم اقليم دنكاليا براً وبحراً فموقعهم الجغرافى المتجاور اصبح عاملاً اساسياً فى المزواجة بينهما فى جميع الجوانب الحياتية.

مواقف وأفضال العفر على عموم مجتمع الساهو:

للعفر أفضال كثيرة ومتعددة على مجتمع الساهو فى جوانب متعددة إنطلاقاً من اللحمة التى تربطهم بالمجتمع خاصة بقبيلة الحزو العريقة والتى لهم فيها تزواج وإنصهار كبيرين ثم إنصارهم ببعض بطون قبائل المنفرى ولعل الدلالة على سلطان اوسا تزوج إبنة مفتى الديار الإرترية الشيخ ابراهيم مختار رحمه الله رغبة منه لتمتين العلاقة بين الساهو والعفر تؤكد على الن العلاقة بين الساهو والعفر علاقة متينة راسخة لا يمكن إطلاقاً أن تهزها الظروف والأنواء.

حين ساءت الأوضاع فى ارتريا فى عهد الإستعمار لجاء الساهو إلى دنكاليا بأعداد كبيرة ففتح لهم السلطان على مرح الابواب والبيوت فعاشوا تحت كنف رعاية العفر بل وتزاوجوا معهم ومنحوا الأرض وفتحوا المعاهد ومارسوا التجارة فى أرض السلطنة وأصبحوا جزاءً من المجتمع والسلطة كذلك فكان مستشار السلطان على مرح من الساهو وهو السيد على جاسر وهو من خريجى الأزهر وعمل الساهو جنودا وقيادة فى القطاع العسكرى للسلطة و كان لهم دور فى سلك التعليم والإدارة فالسلطان على مرح كان لا ينظر إليهم نظرة مختلفة عن العفر بل كانت نظرته تجاه الساهو بإعتبارهم جزء من المجتمع ولهذا حين يأتى إليه جنودا ً هاربين من جحيم الحرب بسبب الأوضاع الداخلية المضطربة فى بقية الأقاليم الإرترية كان سلطان العفر يقوم برعايتهم وحمايتهم وتوفيق أوضاعهم فى الإقليم وحين يعتقد أن فى إقامتهم خطورة ولا يستطيع تقديم كامل الحماية لهم يقوم بإرسالهم إلى جيبوتى ليعيشوا كمجتمع العفر بكامل صلاحياتهم فأصبح الساهو اليوم بفضل العفر أصحاب مكانة مالية وعلمية بل ودخلوا مؤسسات الدولة فى مختلف مستوياتها.

فى الختام يجب أن اؤكد بأن للعفر افضال كبيرة وكثيرة على مجتمع الساهو ويجب أن تُذكر كحق أدبى لهذا المجتمع المِعطأ والعريق وعلى جميع الأجيال من الساهو والعفر أن يدرك ان الروابط بين العفر والساهو روابط عميقة ومتينة فمصيرهم واحد ومصالحهم مشتركة ما يستدعى كل ذلك بضرورة الحفاظ على كل ما يوحد هذا المجتمع ولفظ كل من يسعى للوقيعة بينهم.

وإن بناء مستقبل هذه المجتمعات تقوم على الوحدة بداءاً من الجوار وصولاً لوحدة الشعب الإرترى بأكمله. شكرا لكل من قام بهذا العمل الوحدوى الرائع وهذه اللمسة لمسة الوفاء لمجتمع قدم الكثير لمجتمعنا الكبير وقدم الكثير للشعب الإرترى وللمنطقة بأكملها.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التعليقات  

احمد
#احمد2018-12-15 20:35

تحية للاخ محمد رمضان
اخي في نظري تكمن المشكلة - نحن مسلمي ارتريا فقدنا القدرة الصائبة علي تحديد اهدافنا المصلحية - تهنا في دهاليز السياسة ولم نستطيع ان نحدد اولاوياتنا التي تساعدنا علي استخلاص حقوقنا المسلوبة من قبل الذين يدعون انهم شركاء لنا في الوطن - لان العلاقة بين مكونات الشعب الارتري - خصوصا الطائفتين التي يتشكل منها الوطن الارتري - مختلة غير متوازنة وغير عادلة - وكما يعرف الجميع ان ارتريا تتكون من القوميات الاقليات العددية - عندما تتجمع هذه الاقليات مع بعضها في اطار واحد تكون النتيجة اغلبية عددية صحيحية - وليس هناك حتي الان احصائيات تثبت عكس ذلك -حتي الذين يدعون انهم الاغلبية لن يستطيع ان يثبتوا ذلك مهما حاولوا لانهم مخطئون -كيف نصدقهم هم يعلمون ونحن نعلم ان هذا غير صحيح - وطن خرج منه ملايين من المسلمين بسبب الحرب وحلت محلهم مجموعات من دول الجوار التي تنتمي ثقافيا الي العنصر الحاكم - لتكتمل القصة الكادبة انهم الاغليبة وفي امكانهم ان يتحكموا باسم الاغلبية كما يشاؤن - يجب ان لا نصدقهم ابدا - لو اعتقدنا هكذا ولو صدق فكرنا السياسي وعملنا علي ضوئها سوف نصبح نحن المسلمون خاسرون - ولذالك نحن في حاجة الي تغيير فكرنا السياسي الفاشل - واستبداله بفكر سياسي جديد يعيد الينا حقوقنا المسلوبة في هذا الوطن الجريح - قبل كل شيئ نحن في حاجة الي تغيير اولاوياتنا - يجب ان ننطلق من انتمائتنا وهوياتنا الاولية لتساعدنا علي الرؤية الواضحة بدلا من الضبابية الغير واضحة - التي جعلت مننا ضحايا للطرف الثاني التي استخدمنا بكل سخرية باسم الوطن حتي كفروا الناس من الامل في العيش في وطن واحد - شعوب بحالها بداءت تنغرض وتكاد تختفي من الوجود في وطن اجدادها التي عاشت فيه مند اللالف السنيين - بالرغم مساهمتها الكبيرة في ايجاد هذا الوطن ليكون للجميع دون تمييز - ولكن النتيجة معروفة للجميع - الان نحن في حاجة الي بداية جديدة - وطن لايحترم فيه ولا يعترف به لقومياتنا وا دياننا لا يفيدنا في شيئ - بالتالي يجب ان تكون هذه اولاويتنا المقبلة بعد ان خسرنا رهان الوطن التي قبضنا منه الريح - وكما دكرت في مقالك تقارب وتفاهم الاقليات المهمشة في سبيل استخلاص حقوقها ضرورة لابد منها - الصائب ان نركز في بقاء الانسان علي الارض بدلا ان نتيه في عموميات السياسة التي اوردتنا الي موقع الهلاك - ولك مني التحية والسلام.
رد
Top
X

Right Click

No Right Click