عونــــــــا... ترنيمة حزن لن ينسى

بقلم المناضل الأستاذ: أبوبكر فريتاي - كاتب ومفكر سياسي

دولة ارتريا... لم تأت استجداءً أو عبر موائد الأمم المتحدة.. ولم تكن مهرة اغتنمناها من الأسواق.. فهي اذن ليست للمغامرة

مذبحة عونا

ولا للمساومة ولا هي بضاعة لمن أشترى... وتقرير مصيرها لن يكون محض مزاج أو نزوة أو لعب، ولن يكون على هوى زيد أو عبيد، لأنها يا سادة محكومة بتاريخ وميثاق وعهود ومسوَرةٌ بدماء وأشلاء من ارتال الضحايا وأنين الموجوعين.

ارتريا: ليست ورقة بيضاء ليكتب فيها كل من دب ما شاء ويرسم علي حجارتها وترابها بإزاميل الجهل وغياب الوعي: هذا لي وذاك لكم، تلك هنا وهاتيك هناك.. ومع ذلك فبيننا من يريد ان يقسم البحر بكفي يديه الصغيرتين.. والبعض يريد أن يقنن ملكيتها... ودونكم الأقازيان ومن (تقزز) معهم من المسلمين !!!

الثمن الذي نزفناه من الدماء والعرق كان باهظاً.. باهظاً على من مازال يحفظ للتاريخ صفحاته وعلى الذي يدرك أن اليوم الراهن ليس زمن مبتور ولكنه حلقة مع الأمس.. والآمس كان دامياً بكل ما في الكلمة من معنى.

مذبحة عونا

(مجزرة عونا) التي تمر عليها اليوم السنة الثامنة والآربعين تبرق أمام العيون كما لو أنها اليوم.. فقد كانت: محرقة ومقصلة وجنازير دبابات وأسنة سونكيات وخناجر.. كانت دانات من السلاح المرعب الذي يمزق الأشلاء.. وفي المقابل كانت تقف عونا.. مجردة الا من الايمان والصبر والثبات ولا حول ولا قوة الا بالله.

ألف روح أو ما يزيد أزهقت في لحظة واحدة.. فكم يتيم وكم مكلوم وكم ارملة.. هذا ثمن باهظ لأرتريا دفعته عونا وقبلها قرى ومدن كثيرة... وهي صفحات لن تنسى ولن تمح من التاريخ الوطني.

الذين يستعصي عليهم التوافق من الاحزاب والتنظيمات ومعهم هذا البحر المتلاطم من المتناحرين في صفحات التواصل، ابشروا.. لن تتوحدوا طالما أنكم تنظرون ليومكم هذا فقط.. فالحاضر: هو عبارة عن احزاب وبرامج وخطط واهداف.. الخ، كل يسعى لتحقيق ما كتب أو ما قرر في المؤتمرات والأجتماعات والـ ..الخ.

فلو أنكم حاولتم أن تقرؤا ما قدم الشعب وما سدد من فواتير وبذل من تضحيات.. لو انكم التفتم الى الدين المعلق في أعناقكم لشعبكم لما ضيعتم الطريق وهمتم على وجوهكم تقارعون نوازعكم !!!

العقــــــــــــــــلاء: لا يلفظون صفحات التاريخ لأنها ديون مستحقة عليهم، وطالما ان الجميع كان مصطفاً لدفع فاتورة الوطن.. فلا يصعب عليه أن يصطف الأن للدفاع عنه.

اذكروا ماذا قدم شعبنا لهذا الأستقلال والتحموا مع تطلعاته لعلها تخرجكم من دائرة النزاعات على تقاسم الكعكة (كما تقولون)
مجداً لشهدائنا في عونا وسلاماً على أهل الصمود في كرن التحدي والبذل الذين هبوا لنصرة الثورة كما فعلت بقية مدننا وقرانا.

Top
X

Right Click

No Right Click