المخرج هو أن يفعل الارتريون ما فعله الاثيوبيون

بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي

على وقع التغيرات السياسية الأخيرة في اثيوبيا تناولت المواقع الارترية الحدث باهتمام كبير لعوامل عدة منها ما تمثله دول الجوار

من ترابط اجتماعي وعرقي وثقافي بينها وبين إريتريا ومنها اثيوبيا، وثانيا سبب هذا الاهتمام الملفت، ان اثيوبيا احتضنت رسميا وعلنا المعارضة الارترية طيلة 20 عاما وبالتالي كانت اثيوبيا ملجأ آمنا للارتريين الفارين من جحيم بلدهم. وكانت شريكة المعارضة الارترية وممولها ماديا لوجستيا وسياسيا ومن الطبيعي أن يحوز على اهتمامهم لكل هذه الاعتبارات وغيرها.

وانقسمت ردود أفعال الارتريين في تلك المواقع بين مؤيد ومرحب بهذه التغييرات الاصلاحية ممنيين انفسهم بها عسى ولعل، وكانت قد أفرزت هذه التغييرات نصف مقاعد الوزراء للسيدات واهم خبر فيه على الاطلاق هو تقلد السيدة عائشة محمد من اقليم العفر حقيبة وزارة الدفاع لأول مرة في تاريخ اثيوبيا وافريقيا، ومفرحات كامل من قومية اورومو حقيبة وزارة السلام التي ضمت جهاز المخابرات والبوليس الفيدرالي وهي وزارة مستحدثة، والي جانب أصوات اخرى اعتبرت أن ما حصل في اثيوبيا هي امور شكلية وديكورات فما زالت اثيوبيا بعيدة عن التغييرات الاصلاحية والديمقراطية ما دامت تتعامل مع نظام اسمرا الديكتاتوري.

والمؤملين بتغير الحال يوما في بلدهم اريتريا على لا غرار ما يحدث اليوم في اثيوبيا لهم أسبابهم وينطلق هؤلاء بانه لا فرق كبير بين اثيوبيا واريتريا فهما نفس المعطيات ونفس المنطلقات وشعبين يجمعهما الكثير أن لم نقل يصل أوجه الشبه بينهما حد التطابق اللهم الفرق يكمن في أن لكل منها نظامين سياسيين سياديين مختلفين، وربما حالت ظروف سياسية صعبة شعب بلدهم والوصول الي ما وصلت إليه شعوب اثيوبيا اليوم وما عدا ذلك ف احمد هنا واحمد هناك وعائشة هنا وعائشة هناك وقبري هنا وقبري هناك،،،، وهو نفسه هو، وهي نفسها هي، لا فرق اطلاقا،،

فقط كان على الارتريون أن يبحثوا عن المخرج مثل ما فعل اشقاءهم الاثيوبيون، فلا فرق كبير بين الشعبين.

فقط الشعب وممثليه في اريتريا هم من اعطوا لاسياس ونظامه أسباب البقاء والتسلط على رقاب امتهم،

ومن المؤكد انه لا لوم ابدا على اثيوبيا في ما حصل ويحصل للاريتريين من معاناة، فهي مع مصالحها بالامس واليوم، ولا على السودان ولا على جيبوتي ولا حتى على دول اقليمية اخرى ولا على القوى الكبرى (اميركا) فالكل مع مصالحه،

ولكن فليعلم الاريتريون ان كل هؤلاء الدول والمنظمات او بعضهم كانوا يقفون ايضا مع اريتريا الشعب والمعارضة،، إذا فعل الشعب والمعارضة الارترية شيئا، اذا كانوا شيئا أو نصف شيئ حتى،، فلا يراهن احد على الحصان الخاسر،،

الارتريون (شعبا ومعارضة) في الواقع لم يفعلوا شيئا حقيقيا مؤثرا لا في الداخل الارتري ولا في خارجه فيما يخص بمحاربة النظام، وكل ما فعلوه هو انهم ماتوا وسجنوا وعذبوا ورحلوا واستعبد النظام من بقي منهم في الداخل (العسكرة والسخرة)،

الشعب الارتري وممثليه لم يدخلوا معركة حقيقية واحدة مع نظام بلدهم، واعتمدوا في التغيير على الغير (اثيوبيا) والنتيحة انها في الاخير وقفت مع نظام بلدهم ومع مصالحها واعتمدوا على الغير في معركة الضغط على نظام بلدهم (منظمات حقوقية) واخيرا اعطيت أهم وأكبر منظمة حقوقية وهي منظمة حقوق الانسان لنظام بلدهم،

وفشلت شبه المقاومة التي بدأت قبل 20 عام في ارتريا لأنها او لأن جلها كانت ثورة الجهل وثورة التعصب القبلي والعقدي وثورة الحقد،،

وفي النهاية وجدت بانه لا نجاح ولا خلاص إلا بمواجهة النفس بهذه الحقائق والإخفاق، ويجب أن تكون الانطلاقة من الصفر ومجددا وصحيحة،، فالانطلاقة الأولى خاطئة.

وعليه يجب ان تكون مقاومتنا من الآن فصاعدا اذا ما اريد لها النجاح، مقاومة وثورة للخلاص ومقاومة وثورة تعترف بالجميع وبالحقوق وبالحريات وتؤمن بالواجبات ومقاومة وثورة نقية صافية أمينة ومضحية..

واؤمن بانه لن يطول الخلاص إذا وقف الارتريون وقفة صادقة مع أنفسهم وتأملوا قليلا وفكروا بجدية واعادوا ترتيب أمورهم، وإذا ما وضعت الحروف على النقاط وصحح المسار وخلصت النوايا.

Top
X

Right Click

No Right Click