المشاربع القومية في منطقة القرن ما بين الحلم والواقع

بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي

سأنطرق في هذا الطرح حول عوائق ومخاطر انشاء كيانات قومية في منطقة القرن الافريقي وسأرد بعض مشاريع الحلم القومي

اثيوبيا وارتريا والسودان والصومال وجيبوتي

في كل من اثيوبيا والصومال واريتريا وجيبوتي والسودان، وفي كل الاحوال رفضي لهذه المشاريع التي تشكل احلام بعض عباد الله هنا وهناك ليس بالقطع رفضا لأحلامهم المشروعة ولقناعاتهم المشروعة ايضا والتي سنحترمها في كل الاحوال بعيدا عن قناعتي وعن رأيي في مشروعيتها،، ورؤيتي في الأساس تنبع من استحالة وقوع هذا المشروع على أرض الواقع اولا،، وثانيا ما قد تجره هذه المشاريع للمنطقة من معاناة ومآسي تبلغ أضعاف أضعاف ما تعانيه شعوب هذه المنطقة اليوم، فربما يصل عدد القوميات في منطقة القرن الافريقي عدد الدول المنضوية في منظمة الأمم المتحدة أو يزيد.

في الصومال بعض القوميين كانوا ومازالوا يسعون لوحدة اراضي الصومال التاريخية وضم واقتطاع أجزاء من اراضي اثيوبيا وجيبوتي وكينيا.

البعض من ابناء القومية العفرية يسعون الي انشاء كيان عفري مستقل فيما يعرف بالمثلث العفري، وتقع أراضي المثلث في كل من اثيوبيا واريتريا وجيبوتي.

التيجراي:

يطالب التجراي او التجرينية بانشاء ما سماه البعض دولة تقراي الكبرى وتقع اراضي هذا الكيان في كل من إريتريا واثيوبيا

التجري:

مشروع قادم ايضا وربما قديم لا اعلم، لكن كل ما اعلمه انهم يملكون نفس المعطيات مع المطالبين بإنشاء كيانات قومية وتقع أراضيهم في كل من إريتريا والسودان.

وقوميات اثيوبية في إقليم بني شنقول مع اشقائهم السودانيين تنشارك في الحلم كذلك، وقوميات اثيوبية اخرى تتداخل اراضيهم مع كل دول الجوار ككينيا مثلا وتملك هذه القوميات نفس المعطيات التي يملكها المطالبون الذين ذكرناهم.

وعودة للداخل الاثيوبي هناك بروز هذه النزعات بين بعض القوميات وعلى نطاق واسع بين قومية الاورومو التي يطالب بعضها بدولة اوروميا وانشاء كيان مستقل لهم، وكذا شعب اوغادين الصومالي الذي يطالب بهذا المشروع وغيرهما.

وقبائل النوبة في الشمال السوداني لديها ايضا امتداد جغرافي لجمهورية مصر، ولديها الحق في المشروع الحلم وكذا قومية الزقاوة في غرب السودان والتي لديها امتدادا جغرافيا مع دولة تشاد ويقطنون في منطقة تسمى دار زقاوة وهذه القومية تشترك ايضا في المعطيات مع مشاريع الحلم، وعرب دار فور لديهم امتداد مع عرب ليبيا وهو مشروع مماثل ايضا، وقوميات سودانية في الداخل السوداني وفي حدود السودان الشاسع والكبير ويتقاطع هؤلاء مع طلاب المشاريع في الحلم.

وانطلاقا من رؤيتي سأطرح أسئلة أراها في غاية الاهمية، وساعرض نموذجين لمشروعين قوميين استدل بهما في دعم رؤيتي.

1. الي اين ستتجه الامور وفق هذه الصيحات الرافضة للتعايش والمطالبة بكيانات قومية،، وعلى شكل لكل قومية وطن سياسي خاص بها ؟

2. كم ستكون عدد الدول وفقا لهذه النظرية في منطقة القرن الافريقي ؟

3. وماذا لو ظهر حراك آخر جديد يطالب مستقبلا بفصل الشمال القومي عن الجنوب القومي ؟

4. هل من الممكن ان يكون أحد الاسباب القوية والرئيسية التي خلقت ونمت هذا الشعور، يعني الشعور بحتمية انشاء كيان قومي مستقل، هو ما تمارسه دول المنطقة على شعوبها من تهميش وحقرة وظلم وفقدان للعدالة ؟

5. وهل اذا ما زال هذا الشعور ووجدت العدالة الكافية والمشاركة الفعلية في السلطة والثروة وهامش الحريات في هذه الدول ربما لا يكون هناك تفكير بالانفصال ؟

نعلم أن جمهورية الصومال هي النموذج القومي الغير مكتمل، لكنه قومي بحكم اشتراكه في اللغة والموروث والعادات وكل العوامل القومية المعروفة لدى الجميع ومع ذلك ظهرت اصوات ترفض هذه الوحدة القومية، ونجحت مطالب فك ارتباط الشمال الصومالي عن الجنوب وكلنا نعرف كيان صومالي لاند الذي لم يحذى باعتراف دولي وهي احد اسباب استحالة مشاريع الحلم، وتقيم دولة صومال لاند في دولة مستقلة غير معترف بها دوليا في شمال الصومال،، وبعد 31 عام من الوحدة القومية الصومالية ؟

ويعلم الجميع كفاح الشعب الاسكتلندي ضد المملكة البريطانية، وكان الاسكتلنديون يشعرون بالظلم وبالدونية وناضلوا لقرون ليحصلوا على استقلالهم عن التاج البريطاني، وسمح لهم مؤخرا خيار فك الارتباط ولجأوا الي صناديق الاقتراع التي اتت مخالفة لنضالهم الطويل،، ومخيبة لآمال بعض القوميين، فذهبت أصوات الاسكتلنديين الي الوحدة والتكامل الاقتصادي مع مملكة بريطانيا كان ذلك ايمانا منهم بعدم دواعي الانفصال في ظل اتحاد يحترم النهج الديمقراطي ويحترم الحريات والعدالة.

وإذا لم تتوفر هذه الأشياء لا تستطيع حتى دولة القومية الواحدة أن تعيش مع بعضها البعض.

واخيرا لا اختلف في مشروعية الحلم للجميع من ايا كان وكيفما كان، واحترم ايضا قناعات البعض وما يرونه، واختلافي مع هذه المشاريع ينبع فقط من صعوبة واستحالة وقوعها، وينبع من الخوف على مصير الشعوب والمنطقة في حالة الشروع في محاولة فرضه بالقوة.

وفي النهاية هذه رؤية شخصية

Top
X

Right Click

No Right Click