المذبحة الفاشلة لرجال امن الجبهة الشعبية

بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري

عقب تشييع جنازة الشهيد الشيخ موسي محمد نور كانت اجهزة امن الجبهة الشعبية القمعية بسدد إرتكاب مذبحة بحق مسلمي

كاريكاتير أسياس أفورقي

اسمرة المشيبعين لفقيد الوطن الشيخ موسي محمد نور.

تربص امن الجبهة الشعبية بالمسلمين وقمع حقوقهم الاساسية بدأ منذ الثورة الي مابعد الدولة حقيقة ماثلة في واقعنا المعاش وﻷن هذه اﻷجهزة بمختلف مسمياتها لم يهنأ لها طرفة عين الا وقد دبرة ومكرة وارتكبة مكائد عديدة منكلة بحقوقنا دون مراعات لأبسط حقوقنا اﻹنسان والوطنية.

وفي عملية امنية متفردة خطط جهاز امنه الذي لا يقوم علي اساس ومبدأ حفظ امن وسلامة الوطن والمواطن بوضع خطة مغيتة تزيد من حجم الشرخ في اللحمة الوطنية بين المكون المسلم. واثارة البلبلة بإرتكاب جريمة نكراء تجعل مكونين من مكون قوميتان يختصمان ويتقتتلان الي ان يرث الله الارض وما عليها.

هذا الجهاز التدميري وزع عناصره علي مفترقات طريق اخريا المؤدية الي مقبرة الشيخ الامين. وامرهم بالتأهب لتنفيذ مهامهم بإيعاز من مرؤسيهم وتنفيذه في اللحظة المناسبة.

خرج جثمان الفقيد من منزله بأخريا وكان من بين المشييعين رجل امن مسلم كان علي علم مسبق بما خطط فأمر بتوجيه الموكب الي عداقي عرب وانطلق الموكب وسط تهليل وتكبير لم تشهده مدينة اسمرا الا في تشييع جنازة الشهيد عبدالقادر كبير الذي ايضا استشهد مغدورا ومن عجائب الصدف ان اخذا موكب شهيدنا الشيخ موسي سالكا نفس الطريق الذي شيع جثمان الشهيد عبدالقادر كبيري وبنفس الهيبة التي هزت والهبة حماسة المسلمين بل واثبتت ﻷزلام النظام ومؤيده بأن المكون المسلم معادلة لا يستهان بها ولذلك هذا الصمود من قبل رموزنا وهذا التحدي من قبل شبابنا الذي شيع رمزه وقائده الشهيد موسي محمد نور بما يليق بصموده وفداء روحه ﻷمته وكان ذالك بمثابةقصف وكسر شوكة الصمت والقبضة الامنية المميتة وضرب عرض الحائط بمخططهم الإجرامي الذي رسموه علي طريق اخريا المؤدي لمقبرة الشيخ الأمين بفضل رجل جهاز الامن الارتري المسلم الذي لا نود ذكر اسمه حفاظا علي سلامة اسرته وان كان هذا البطل المنقذ قد خرج من ارض الوطن بسلام.

حاول جهاز امن الجبهة الشعبية إعتراض موكب المشيعين عندما وصل سجن كارشيلي وحاولو تهديدهم بإطلاق النيران علي الهواء الي انهم لم يستطيعو من ايقاف الموكب من زحفه ووجهته الي ان وصل الموكب مرورا بموقف عداقي حموس وصولا الي مقبرة الشيخ الامين بسلام.

هذا الذي ذكرناه اعلاه كان هو الوجه الاول من المخطط الفاشل ونجمله علي التالي...

قدوم موكب المشيبعين من علي طريق اخريا الي مقبرة الشيخ الامين ومن الطبيعي كان سيندم الي الموكب مفتي الديار الارترية الشيخ سالم وحاشية مكتب دار الإفتاء الارترية ويقتل المفتي عبر قناص كان قد اخذي موقعة ومن ثم يطلق النار عشوائيا علي المشييعين بحجة ان فيهم اناس مندسون من داعش ليبرر ﻻحقا اطلاق النار برضع مغايرلعمل ارهابي. ولكن بمشيئة الله ولطفه ومن ثم الهم الله اخانا البطل الذي حقن دماء اخوته بتغيير مسار الموكب الي عدقي عرب وكان من باب الصدف ان صار الموكب بدرب موكب الشهيد عبدالقادر كبيري الذي هو الاخر استشهد مقتولا.

مراسيم الدفن ووداع فقيد الوطن:

سير موكب الشهيد الشيخ موسي محمدنور بطريقة تليق بمكانته لم يقبل بقرارهم ولم يستسلم لأسرهم ولم يركع لعرضهم قبل الشهادة في قرارة نفسه فكان له الزفر بها فسخر الله له خلقه وسير له عباده..حشود ارتجلت لوداعه وحناجر شباب وصبيه هللت وكبرت ورافقته حتي مسواه الأخير وصلي عليه خلق فاق تقدير وتصور العصابة اﻹجراميه فإرتبكت خططهم وارتعدت فرائسهم فما كانت فعلتهم الجبانة الا للحفاظ علي ماء وجوههم.

كما اسلفنا اعلاه كان الحضور يعكس مدي مكانة شيخنا وذياع صدي رسالته بين المسلمين فاتي الكل يتقاطر الي المقبرة لوداعه حيث مثواه الاخير وبما ان مثل هذا التحشد يثير الرعب فيهم احاط رجال الامن والشرطة والجيش وميلشياته المنطقة.

بكاملها وبعد اﻹنتهاء من صلاة الجنازة ذهب بعض الصبية الصغار يأخذون دروب مختصرة لمسجد خالد ابن الوليد المعروف (مسجد شيخ الامين) فرآهم احد الملشيات وزجرهم وحاول ايقافهم.. لم يكترث ﻷمره فبدأ بإطلاق النار علي الهواء وﻷن الأمر غير متوقع اثار اللقط والتساؤل بين المشييعين وان كان في تلك الساعة يستعد الاقارب والمقربون للشيخ لتقبل تعازي المشييعين اﻻ ان افراد الشرطة والامن داخلو الي ساحة المقبرة وأمرو كل المشيعيين دون تمييز بخلع احذيتهم وكأنهم اسري حرب دون مراعات الفوارق العمرية حتي الاطفال القصر. حوصرة الطرق وتعالت اصوات اوامر الجيش هنا وهناك في هذه اللحظة ايضا قام احد اساتذة المعهد الديني الإسلامي سابقا بإعمال حسه اﻷمني وهمس علي المفتي باﻹنصراف في عجالة ولبي المفتي الشيخ سالم للأمر وغادر المقبرة وهنا ايضا كان يتوقع ان يسخط بعض الشباب ويقومون بردة فعل مغايرة حتي يتسني لهم إنجاح مخططهم ولكن هيهات غادر المفتي الموقع بسرعة قبل ان يمهلهم ونجي بنفسه من موت محقق كان سيكون مصيره ومن ثم تقوم العصابة بما تبقي من ارتكاب جريمتها المخططة.

بعد مغادرة المفتي بدأ رجال الامن بزج كل المشييعين الي سيارات الجيش التي كانت قد أعدة مسبقا عنوة وتوجهي بهم الي كل المحابس الكبري مثل محبس ماي سروي وعدي ابيتو وعالا وصولا الي حشفيراي. اطلق علي فوج المشييعين لفقيدهم بدواعش حتي تشتد عليهم قبضة السلطات في مصلحة السجون فكان لهم ذالك حيث عاني هؤلاء النزلاء الجدد الأمرين مورسة فيهم كل انواع التعذيب النفسي والجسدي ولم تثنيهم عن قول الحقيقة حتي تم عزلهم حسب قومياتهم ليتفجأ سجانيهم بأنهم امام كل مكون شعوب ارترية وتم حصر القوميات التسع الي ثلاثة قوميات وبدات مزامير الكراهية وﻷول مرة يسمعها هؤلاء الشبان والفتية عبر مكبر صوت سجانيهم ومن هؤلاء الشباب ضحايا النظام القمعي اغلبهم من الفئات المتعلمة ورجال اﻷعمال واذكر علي سبيل المثال لا الحصر صديقاي كل منهما عمل في التجارة منذ نعومة اظافره الي ان بلغو منتصف العقد الرابع من عمرهم امد الله في أعمارهم وفك اسر الجميع كانو ضمن المشييعين وتم الزج بهم دون ان تشفع لهم مكانتهم اﻹجتماعية كتجار لهم حضور في السوق.

وبما ان حبس هذا الكم الهائل من البشر و تختلف التقديرات في تقديرهم الا ان المهم هو عدم توفر الخدمات والبيئة الصحية لسجن هذا الكم الهائل ويعرف جميع الإرتريين بأن خدمات الصحة والصرف الصحي وبيئة السجن سيئة ومتردية في الوطن ككل فما بالنا ان يحشر هذا الكم من البشر في سجون زائعة الصيت والسمعة في التنكيل بحقوق اﻹرتريين منذ ان تم انشاؤها بعد التحرير. وﻷن سجانيهم من فئة واحدة وجدو ضالتهم في اﻹستمتاع بتجريب وسائل التعذيب النفسي ودغدقة وتهييج مشاعر المشييعين بإثارة القومية والنعرات المذهبية الدينية وبين الحين والاخر كان يتم اﻹعلان بأن من يتم اطلاق سراحهم اليوم هم مرة من قومية التقري وسيبقي في السجن مكوني قومية الساهو والجبرته ومرة يعلنو بإطلاق سراح قوميتي الجبرته والساهو وبقاء التقري في السجن وهكذا يتلاعبون بمشاعر ابناء مدينة اسمرا دون ان يكون لهذه اﻹنتماءات القومية الضيقة مكانة في حياتنا العامة او الخاصة.

هذا قدرنا اريد لنا ان نتشرزم وببساطة يمكن القول المستعمر اﻹثيوبي وحدنا ورسم هويتنا بأننا ارتريون اكثر من الجبهة الشعبية التي اتت بحرية منقوصة وافكار هدامة تميل اهدافها الي مصلحة فئة معينه.

فما ذنب صغارنا ان يحرمو من طفولتهم... ومدارسهم ومستقبلهم العلمي... وان يتربو في حضن اسرهم ؟ لما انقلاب المفاهيم عندما تحل بنا المصائب ؟

لما ازدوجية المعايير في المطالبات الحقوقية التي ينظمها الحقوقيون والمنظمات اﻹنسانية لما غاب هؤلاء اﻷطفال عن وعي وذاكرة ومطالبة الحقوقيون للجهات التي يقدمون لها الشكاوي والرفض والتنديد بجرائم الحكومة الإرترية.

ام ان هؤلاء الأطفال ليس بورقة رابحة حسب معايير ومفاهيم حقوقنا.

ام ان المكون المسلم لازال معاق فكريا ومشلول حزئيا لذا لا يستطيع دفع او تقديم شيئ في الحالات الخاصة. اذا كانت المظلوميات تحدد ثقلها واهميتها حسب الديانة فما اهمية التنظيمات السياسية والمنظمات الحقوقية فالتذهب ادراج الرياح وليتركون نتكيف مع الظلم والطغيان والسجن والسجان فنحن قوة جذورنا متجزرة علي الارض لا يخشي علينا بل منا علي مر اﻷزمان.

Top
X

Right Click

No Right Click