السلام الاثيوارتري: اثيوبيا اول الرابحين واريتريا أكبر المستفيدين

بقلم الأستاذ: محمود شامي

اعتقد والله اعلم ان اثيوبيا تخطو خطوة أخرى إيجابية الي الامام وأدركت اليوم خطأها على كل المستويات داخليا وخارجيا

وتنبهت الي خلق او ايجاد ضرورة لازاحة كل عوائق تقدمها ونموها، وتريد اليوم واكثر من اي وقت مضى تصحيح المسار بكل مسؤولية مهما كانت صعوبة هذا التغيير، فهي تريد سلاما شاملا في المنطقة لأنها دخلت في مشاريع نهضوية استثمارية اقتصادية عملاقة ودخلت في التزامات عقود شراكة مع دول وشركات كبرى عالمية وعليها أن تضمن الاستقرار للحفاظ على عجلة النمو الاقتصادي الذي تشهده اليوم من جهة، وتريد من جهة اخرى الوفاء بالتزاماتها في الآجال المحددة وطمأنة الشركاء.

بادمي كانت سبب الحرب المباشر بين اثيوبيا واريتريا وعلى الاقل كانت واجهة لاسباب اخرى غير معلنة ومن المؤكد انها السبب القانوني للحرب والسبب المعروف لدى الجميع، والقانون يقول في هذه الجزئية فمن وجد صواع الملك في متاعه فهو جزاءه، وعليه فاعادتها اليوم الي إرتريا سيعني بكل صراحة أن اثيوبيا هي المذنبة والمخطئة.. وربما كان تجاهل نظام اسمرا الموضوع الذي اثارته اثيوبيا في البداية،، سببه معرفة اسمرا ان القانون في صفها ولذا كانت تطالب منذ البداية من نظام اديس توجيه خطابه للجنة المفوضة من المجتمع الدولي والراعية للسلام بين البلدين فهي صاحبة الاختصاص وهو الطريق الصحيح وما دون ذلك كان كلاما دعائيا استهلاكيا لا محل له من الاعراب، ولا يحق لاثيوبيا توجيه خطاب مباشر لارتريا، وهو ما حصل حيث دخلت اثيوبيا جديا في مشروع السلام وعليه جاء القبول الارتري به واعتقد انه كان على نظام اديس ابابا الاعتراف العلني بالذنب وتحمل تبعات ذلك بكل شجاعة،، واثيوبيا لا تريد الآن فعل ذلك بكل تأكيد وعلنا، فاذا فعلت ذلك لربما ستدخل في أزمة داخلية لان الحكومة الاثيوبية ستكون مطالبة لاعطاء مبررات وشروح لأعلان حرب شاملة على ارتريا بسبب مثلث بادمي وسيدين ذلك الحكومة الاثيوبية وسيحملها تبعات الحرب والأزمة ومسألة التعويضات الداخلية (اثيوبيا) والخارجية (ارتريا)، ولكنها فعلت ذلك ضمنيا وهي تقر بخطأها وإعادة الحق لأصحابه وستفعل ذلك مستقبلا علنا بكل تأكيد.

ومع ذلك السلام لا يعتبر خسارة لاثيوبيا بقدر ما هو في الحقيقة انطلاقة صحيحة من اثيوبيا، وخطوة مهمة الي الامام إذا ما أرادت اثيوبيا المضي قدما في مشروعها صفر مشاكل مع المحيط وإذا ما ارادت تنمية اقتصادية وإذا ما أرادت آمنا وسلاما دائمين والمضي قدما ايضا بالمكاسب النهضوية الاقتصادية المحققة في العشريتين الأخيرتين، ومشاريع اخرى في طور التحقيق والانجاز في السنوات القادمة.

وأعتقد ايضا أن التوقيت كان مناسبا لاثيوبيا لعرض هذه المبادرة مع وجود أطرافا دولية مدت لهما يد العون وتريد ان تساعد البلدين لتجاوز الأزمة وتحمل تبعات الأزمة اقتصاديا ودون أن تتحمل اثيوبيا تبعات الأزمة لوحدها باعتبار أنها اخطأت عندما ادعت ملكية بادمي واعلنت الحرب على اريتريا واذا لم تبادر وتسرع الان في عملية السلام ربما لا يتكرر العوامل المساعدة لهذا السلام مستقبلا، وتتحمل اثيوبيا العبئ وتبعات الأزمة لوحدها وفي الاخير اعتقد ان الجميع سيربح من تطبيق اتفاقية السلام واثيوبيا اول الرابحين واريتريا أكبر المستفيدين.

النقطة الثانية: من وحهة نظرنا موجهة للمعارضة الارترية هنا وهناك... عليهم معرفة ان الوطن للجميع والدفاع عنه مسؤولية الجميع نظاما ومعارضة وإذا ما أقر القانون الدولي ان بادمي لارتريا مثلا يجب على الجميع التمسك بها ولو كانت شبرا او مترا واحدا، لأنها مسألة وطنية لا علاقة لها بالاختلاف مع نظام اسمرا، وان لا تقف مكتوفة الأيدي حول ما يجري وتحاول بكل الطرق فرض رؤيتها وإبادتها أو على الأقل تصدر بيانا شجاعا حول الأحداث ايا كان محتواه.

النقطة الثالثة: موجهة الي الجميع داخليا وخارجيا.. محاربة النظام في ارتريا هي مسؤولية جميع الارتريين اولا وثانيا وثالثا ومسؤولية المحيط رابعا بإعتبار السلام في المنطقة يهم الجميع،، وخامسا هي مسؤولية المجتمع الدولي بإعتبار ان المنطقة منطقة استراتيجية وحيوية تهم امن وسلام العالم وأولى تلك الأهمية أن المنطقة بها ممر بحري دولي، وكذا السعي لإيجاد نظام بديل يحترم الحريات والديمقراطية والعدالة هو مسؤولية الجميع ايضا.

Top
X

Right Click

No Right Click