رمضانيـات عمـر أبـا يحي: رابـع رمضـان يمـر علينـا مـن بعـد غيـاب أبـا يحي

بقلم الأستاذ: أبـو ايهـاب – لنـدن، المملكة المتحـدة

أقـتـرب شـهـر رمضـان الكـريـم الـذى كان ينشـط فيه صديقنـا الـراحـل أبـا يحي ليكـتب تحـت عنـوان

رمضانيـات، ولـكن وا أسـفاه آن الأوان وغـاب الكاتب، وهـذا رابـع رمضـان يمـر علينـا مـن بعـد غيـاب أبـا يحي الكاتب والمحـلل والسـياسـى والناقـد.

عليه يفتـرض علينـا ان نتـرحـم عليه ونـذكـر بعضـا مـن خصاله الجميلة ومآثـره الحميـدة، أللهـم أرحـم اسـتاذنـا أبـا يحي الـذى كان يفكـر بعقلية الشـيوخ ويتحـدث بلغة الشـباب. أللهـم أرحمه وأحسـن مثـواه، وآجـره بقـدر ماقـدم لأهله ووطنه.

حقـا كان أبـا يحي يفكـر بعقلية الشـيوخ ويتحـدث بلغة الشـباب، وكانت الابتسـامة سفيـره الـدائـم الـذى يسـبق حـديثه الـذى كان يبـدأه غالبـا بنقـاش سـياسى عميق وهـادف او اجتماعى مثمـر وجـاد، وايضـا كان يختـم أحاديثه بالـدعـاء، حـيث أشـتهـر بـدعـاء التوصـل والتوكل الى الله فى قوله (كان الله فى عـون الشـعب الارتـري)، نعـم كان الله فى عـون الشـعب الارتـري.

كان أبـا يحي أديبـا متمكنـا وكان سـياسـيا ممارسـا وقارئـا مسـتوعبـا ومفعـلا، كان يهتـم اهتمامـا كبيـرا بـكل مـا يـدور فى السـاحة السياسـية والاجتماعية، يقـرأ ويكـتب دون كـلل أو مـلل، وفـوق كل ذلك كان أبـا يحي رجـل مجتمـع مـن الطـراز الأول، يجامـل ويواصـل فى الأفـراح والاتـراح، ويضحك ويبكي مثلمـا فعـل عنـدمـا جـاء معـزيـا فى وفـاة الشـهيـد محمـود حسـب وهـذا شـاهـدته بأم عينى.

كان أبـا يحيي واحـدا مـن اخـواننـا الكبـار الـذين أسـسـوا أو عاصـروا تأسـيـس العمـل الوطنى بشكله الـديناميكى/ الحـركى الفعـال، كان الـراحـل عضـوا أصيـلا بحـركة التحـريـر الارتـرية 1958م، ومـن ثـم جبهة التحـريـر الارتـرية 1961/1960م، وكان العضـو الأصغـر سـنا فى القيـادة الثـورية الاولى والتى كانت تقوم بمهام القنطـرة التى تـربط القيـادة السـياسـية فى الخارج بالقاعـدة فى الـداخـل ودول الجـوار العـربي. كنـا دائمـا نتفق معه فى الأهـداف ونختلف معه أحيانـا فى بعض السـياسـات والوسـائـل، وكان أبـا يحيـا متسـامحا معنـا على الـدوام، ذلك لأن قلبه الكبيـر كان لا يعـرف الخصومة او العـداء، وكان طـيب القلـب والسـريـرة ومـن الـذين لا يحتـدون أبـدا ولا يجاهـرون بالخصومة و العـداء.

كان أبـا يـرحمه الله فى بـداية حياته وباكـورة شـبابه شـيخـا للشـباب، وكان فى آخـر ايامه معلمـا لهـم وصـديقـا للشـيوخ، ورغـم تكاثـر الأمـراض التى لازمته منـذ حـداثة سـنه ورغـم شـدتهـا وتأثيـرهـا السـلبى الـذى يتطلب الـراحة والسـكون والاسـتجمام، كان يـرحمـه الله يعشـق العمـل الوطنى بكل ما فيه مـن مصاعب ومشـاكل لا تهـدأ ولا تغـيب، ولأنـه ايضـا كان يعشـق القـراءة والكتابة لـم ينقطـع عنهمـا رغـم ما به مـن آلام حـادة، وآخـر مقـال كتبه وهـو على فـراش مـرض الـرحيـل كان بتاريخ 2014/5/22م تحـت عنـوان أقـلام ارتـرية مسـتحسـنا ومثمنـا كتـاب الاسـتاذ/ فتحى عثمان، والـذى جاء تحـت عنوان "ارتـريـا مـن حلـم التحـريـر الى كابوس الـدكتاتورية". اللهـم أرحـم صـديقنـا واسـتاذنـا أبـا يحي رحمة واسـعة بقـدر ما قـدم وأحب وأصـاب وأخطـأ، واللهـم اسـكنه فى جنانك العالية مـع الشـهـداء الأبـرار، وانـا لله وانـا اليه راجعـون، هـذا وكان الله فى عـون الشـعب الارتـري.

Top
X

Right Click

No Right Click