بين معارضة هزيلة ونظام جائر للوطن رب يحميه

بقلم الأستاذة: شريفة عثمان المصدر: يارنايل

لم يخطر علي بال احد ان تكون احداث اخريا بهذه الضخامة تحدث دويا يرج ارجاء الدنيا، تمخض عنها الزخم الذي ترتب عنه سيل

الاحداث التي وقعت فيما بعد.

معارضة هزيلة ونظام جائر للوطن

قبل فترة من الزمن كان امر مدرسة الضياء مجرد حدث من الاحداث الاعتيادية من سلسلة روتين المظالم التي اعتادها المواطنوان في الوطن، غير انه يبدو ان هذه المرة كان الامر زائد عن حده كثيرا او بلغ السيل الزبي كما يقولون اما ان الامر غير الطبيعي في المسألة يكمن في نوعية الشخص الذي اصطدم معه النظام كان ذلك الشيخ الذي هرم وانحنت ظهره السنون.

والذي ينحدر من اسرة خبرت النضال ضد الطغيان فكان الرد الباتر صادما مما استدعي موقفا اخر اشد ضراوة، فكان رد فعل الشارع هادرا بكل عنفوان الامال المكبوتة بالحلم بالخلاص ورعب اللحظة من مصير الطلبة داخل المدرسة فكان اندفاع اولياء الامور التياعا وغضبا مما زاد الثورة لهيبا فاكدت ان هذا الشعب لايمكن ترويضه فمن الممكن جدا ان يصبر اعواما لكن ان يخنع فانه المستحيل بعينه
فكانت اصداء الحدث قوية فعمت الدنيافي لحظات فتجاوبت ارجائها فاندفعت الجماهير للشوارع في السويد - لندن - استراليا - امريكا - مصر وغيرها من المدن خرجت الجالية الارترية منددة بالقبض علي الشيخ المغوار فكان اكتوبر وهو يدون لحظاته الاخيرة قبل ان يهرول مودعا مهر علي بزوغ فجر جديد يشع املا في النفوس ومازالت مسيرات التنديد هادرة ومستمرة.

اكثر ما يدهشنا هو صمت الدول الا سلامية ودول الجوار التي تتشدق بالاسلام ولنقل علي الدنيا السلام ولكن قبل الخوض في الشأن الخارجي فلننظر لاوضاعنا الداخلية.

يبقي سؤال يطرح نفسه بقوة الحدث اين ولما اختفي دور المعارضة ؟ او جاء من البعض هزيلا ؟

فقد بقي محصورا في الفعل الجماهيري او اكتفي بدور الانتفاضة الشعبية يزكي نارها بالمظاهرات ولم يقفز الي الدور القيادي والامساك بلجام العنفوان في الشارع بالداخل الذي ظل يتدفق في الشوارع مدينة تلو اخري وظلت المعارضة تناور كأنها لاتري او لاتدرك دورها الحقيقي في ردم الفجوة مابين الجماهير في الداخل وفي الخارج.

والسؤال الاكثر منطقية من الاول الي متي تتزاكي المعارضة او تحاول ان تستغبي الشعب الذي طال انتظاره لها في ان تأتي له بالفرج
والظاهر للعيان ان هناك شلل تام من بعض جهات المعارضة بعد احداث الاجتماعيين الاخيريين وهما اجتماع فرانكفورت واجتماع شيري فهل نعتبر ان مرد ذلك لوقع الصدمة التي اصابتهم بالذهول لانهم و للمرة الثانية تبين لهم بجلاء انه هناك محاولات للاشراق من الممكن ان تأتي بطرق اخري غير طرقهم التي طال امدها او لعلهم باتوا موقنين او انهم اصبحوا علي قناعة تامة بان طرقهم ما عادت تفضي الي روما فالشعب نفسه من تأزمه بات يختبر طرق جديدة هم ليسوا رقم فيها.

سؤال اخر برئء هذه الاونة اين هي مدرخ التي كانت تتمخطر علي منصة المسرح السياسية مثل نجمة مسرحية في عز نجوميتها وعنفوان شبابها اللذان يستمدان قوتهما من جمالها الاخاذ اين ؟

مدرخ الحزب السياسي الذي ظل يتراوح مابين حزب سياسي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة في الخارج والداخل او لعله كان يروج لذلك ويتباهي بان له خلايا نائمة متي ما اشار اليها استجابت ومابين انه منظمة مجتمع مدني- بالطبع- هذه مفأجاة لقاء فرانكفورت الاخير.

في الحقيقة ان صمته داويا وملفتا لم نسمع شجبا ولا تنديدا فهل لان هذا الامر يدخل ضمن اجندة مدرخ الخفية مثل اجتماع فرانكفورت الاول ومحاولته الالتفاف علي الاحزاب الممثلة للثقافة العربية الاسلامية للتخلي عن القضايا المصيرية منها اللغة العربية المعبرة عن ضميرووجدان القوميات المسلمة او جعلها تتنصل عن عودة اللاجئين الي اراضيهم الاصلية او تتهاون بقضية الارض وملكية الشعب لها هذا الاجتماع الذي ظل يحضرله بكل ما اؤتي من قوة مع عرابه شوردر رجل مخابرات المانيا بالقرن الافريقي وعاشق ثقافة الاثيوبية.

اليوم غاب نهائيا عن مجري الاحداث كأن هذا الحدث لم يقع في قلب اسمرا - شوكر - في هذه القضية قضية الشيخ التي بحق قضية انسانية وحقوقية بالدرجة الاولي لم ينطق دهاقنة مدرخ هل اصابهم الصمم او العمي ام الاثنين معا لما لا ينبسوا ببنت شفة شجبا لفعل فاضح للانسانية سجن شيخ طاعن بالسن ام هم اعتادوا ان يهان شيوخنا ولا يشعرون.

ان يطلق الرصاص الحي علي طلاب المدارس العزل ايضا ويعد امر ا عاديا وليس امر جلل تهتز له اركان الدنيا صياحا واعتراضا
ارواحنا صارت برخص التراب لديهم.

اين هم رؤساء مدرخ لا ينددون بافعال سيدهم السابق يردي النساء بالنار ويتسبب في موت العشرات ولايعرف عدد الجرحي بصورة قاطعة الي اليوم.

هل دخل الاسلام اليوم الي ديارنا و هذه معركة ضده حتي لاينتشر بين انحائها.

اليس المسلمون شركاء بهذا البلد وليس هناك ديانة لها وصاية علي اخري اليس الاديان في ارضنا منذ 14 قرنا علي حد سواء تتعايش معا في بلادنا.

اليس النجاشي هو اول من اغاث المسلمين الاوائل وفتح لهم ارضه أواهم فكان اول من حمي لاجئين في العالم.

ام ان الكلام سهل والفعل صعب ؟ يقينا انه النفاق والزيف ورفع الشعارات البراقة وترديد العبارات الرنانة وفجاء هذا الحدث لينزع الاقنعة فتبينت الوجوه الحقيقية البشعة فكل من يتبوء المشهد يؤ دي دورا ليحقق به مأربا قد يكون دور البطولة او الكومبارس غير مهما انه دور والسلام لهذا فأن دور مدرخ باهتا ينم عن ما اخفاه سادتها.

ام ان مدرخ فقط تفلح في نصب الافخاخ والشراك السياسية للاحزاب الاخري لمحاصرتها في فرانكفورت الاولي والثانية لتستحوذ علي كافة الادوار في اثيوبيا كحزب سياسي او بدعم من بعض الاحزاب هناك ولتمسك بمقاليد منظمات المجتمع المدني هنا وهكذا تخنق المعارضة من كافة الوجوه فتدير دفتها كيفما شاء لها الهوي والاطماع.

لقد دافع الشيخ عن حقه في ملك خاص ليس للحكومة حق بانتزعه فلم يكن هناك سند قانوني للمصادرة، كما ان الحجاب ليس رمزا دينيا فقط انما هو من ضمن العادات والتقاليد للقوميات بما فيها التجرينيا وليس امر مستحدث انما عادة قديمة قدم الارض واسيادها للمسلمين والمسيحيين فاذا كان نزع الحجاب امر سهل في الديانات الاخري فانه علي العكس تماما في الاسلام فكان رد الشيخ صارما لهذا السبب.

والحجاب يلبس منذ فجر الاسلام الذي دخل الي ارتريا منذ البدء كما اسلفنا فما الجديد في ذلك كما انه يدخل ضمن الحريات العامة التي يكفلها حق المواطنة واهمها حرية العقيدة كما ان النظام حرم علي طلاب مدرسة الضياء حق التعليم وهو حق من ضمن حقوقهم فهل حرم علي طلاب مدرسة اللاهوت نفس الشئ ؟

لما لم تشجب مدرخ هذا الحدث حتي من باب الحقوق المدنية ؟

اليست الدول العلمانية او دول العالم الحر تدرس طلابها و الاجانب معا العلوم الدينية في المدارس المعدة لهذا الشأن ؟ و اليس القانون فيها يكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية ؟

ام ان مسلمو ارتريا اصبحوا ومسلمو بروما سواء فهل يبحثون عن اراضي غير وطنهم ليعبدوا فيها ربهم.

اذا كان النظام يهدف الي خلق فتنة طائفية ويفرغ حادثة مدرسة الضياء من مضمونها الحقيقي و يحملها بمضامين اخري من ارهاب او جهاد فان سكوت مدرخ ومن لف لفها من احزاب التجرينيا انما هو تأكيد انها تحمل الوجه الاخر للنظام بلا ريب.

Top
X

Right Click

No Right Click