المُعارضة الإرترية.. هل من سبيلٍ للإصلاح...؟؟؟

بقلم الأستاذ: بقلم محمد رمضان - كاتب ارترى

(1) الشعب الأرترى مُعظمه ناقم على وضعه وظروف بلده وحالة الضياع والتيه، ويُعانى أيضاً قهر النظام وجبروته ويحس بإفلاس

النظام التام فى إدارة شؤون الدولة والمُجتمع بصورةٍ لامثيل لها فى دول العالم عشوائيةً وتخبطاً ! وأعتقد كل شعوب المنطقة خاصة دول الجوار تُدرك كُنه وحقيقة النظام وتتعامل معه على قاعدة درء المفاسد وتتفادى شره بحُكم أنه نظاماً ليس لديه مايخسره فليس لديه تنمية ولايهمه إستقرار وطن أو سلامة شعب.

(2) بالمُقابل هذا الوضع أنتج قطاعات واسعة من مُختلف فئات الشعب الإرترى ومُكوناته تُعارض النظام وترفض سياساته، إضافة لطول مُدة الغُربة عن الأوطان ومطلب الإستقرار، فتَنَامى الحِس الوطنى وزاد الشُعور بالغُبْن لدى جميع المواطنين الإرتريين ولعبت شبكات التواصل الإجتماعى والمواقع الإلكترونية دوراً أساسياً فى إبراز حالة الظُلم.

(3) التنظيمات الإرترية هى النوَاةَ التى يقوم عليها العمل المُعارض ونبهت لمخاطر إدارة للدولة فى وقتٍ مُبكر ودَعتْ الشعب لمناهضته والتوحد فى مُجابهته وظلت صامدة فى مواقفها رغم الإبتلاءات والمِحن، لكن المُعارضة للأسف لم تستثمر إلتِفاف الجماهير حَولَها ولم تتوحد فى رؤاها كقوى وطنية فأصبح البعض منها رهينة للخارج وأصبح البعض تُحركه طُموحات شخصية أو تنظيمية لتحقيق مكاسب دون أدنى مُراعاة لقضايا الوطن الراهِنة وحياة الشعب القاسية.

(4) على الرُغم من وجود أرضية الرفض الواسعة لسياسات النظام من قِبل قطاعات مُتعددة من المجتمع إلا أن جبهة المعارضة لم تستطع الإلتفاف حَولَ مظلة ٍوطنية واحدة تكون صوتاً للشعب مُعبرةً لتطلعاته، صحيح أن التنظيمات تستمد قوتها من الشعب ويتوقف قوة حِراكها على قوة الجماهير ووعيه فهو الرافد للمسيرة والمُعين على الطريق، ولكن للحقيقة والتاريخ فالمعارضة الإرترية أضاعت فرصة تاريخية مُنذ ملتقى الحوار الوطنى الذى عُقدْ فى أديس ابابا عام 2010م وتكوين المفوضية الوطنية وقيام المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي حيث لم تُحافظ هذه القوى علي المُكتسبات التى تحققت من خلال ذلك الحِراك والتفاعُلْ ولم تستوعِب الإلتفاف الجماهيرى بسبب صُراعات بينية أجهضت المشروع الوطنى المُتمثل فى المجلس الوطنى.

(5) العمل المُعارض أصبح عُرضة لأفكار لاتنسجم وعمليات التغيير التى تتطلب وحدة الصف وتوحيد الرؤى، فأُهدرت الجُهود وتعددت المطالب وزاد تبعاً لذلك إنقسام المُجتمع، صحيح أن هنالك عوامل كثيرة أدت لضُعف المعارضة كإنعدام المعلومة من الداخل لأن أرتريا دولة مُغلقة وقمع النظام الشديد لأى صوت مُعارض وإغلاق الصُحف، إضافة لتحُكم سفارات النظام على المواطنين فى الخارج، كل ذلك وغيره أضعفْ العمل المُعارض وقَلَّلَ من تأثيره على النظام ولكن على الرُغم من ذلك فإن التغيير قادم ولابد من البحث عن سبيلٍ للخروج من حالة الضُعف والجُمود وتقوية جبهة المعارضة.

(6) هنالك جُهود من التنظيمات السياسية لإحياء المجلس الوطنى الإرترى وبث الروح فيه من جديد ولكن رغم تقديرى للخطوة ودونما تقليل لها فالمجلس الوطنى الذى تم إضعافه وقتله فى مرحلة ميلاده ونشأته لا ينفعُ فيه الرتق اليوم ولايُصلح المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي أن يكون مظلةً جامعة فجَبْر هذا الكيان الذى تم قتله بعد سنوات من الصُراع والتدخل غير مُجدى إحياؤه اليوم بل يُعتبر ذلك عودة إلى مُربع الصُراع الأول من جديد وتمهيدُ لتدخلات جديدة بناءاً على الصُراعات القديمة ! فإصلاح المُعارضة اليوم يحتاج لجُهود جبارة أكبر بكثير من إحياء المجلس الوطنى الذى تم إفشال تجربته مُنُذ البداية هذا إذا أردنا صِناعة التَّحوُّل فى الشأن الوطنى وإحداث التغيير.

(7) إن إعادة تنظيم العمل المُعارض وترتيبه يحتاج لمُجهودات جبارة وإرادة حقيقية تنتصر على الذات وفى تقديرى فإن أول خطوات التَعَافى يجب أن تبدأ من التالى:-

• القيام بحوار وطنى جادْ بين الأطراف (القوى الوطنية) على أرضيةٍ جديدة ومُنطلقات جديدة بعيداً عن أى تأثير خارجى شريطة أن يتواضع الجميع على قاعدة إنقاذ الشعب وتخليص الوطن.

• التركيز على كيفية التغيير وإزالة النظام وتوحيد جميع الجُهود وفى مختلف المجالات نحو هذا الهدف.

• الإتفاق على بناء نظام ديمقراطى يسعى لبناء دولة القانون يُحدد ملامحها الشعب.

• رفض دعاوى التقسيم بمُختلف مُسمياتها والإلتزام بحلحلة جميع المشاكل الوطنية فى إطار مشروعٍ وطنى.

• التنازل عن المكاسب الشخصية والطُموحات التنظيمية التى هى سبب البلاء وأساس المُشِكل الوطنى.

• البدء فى حوار إجتماعى يستحضر واقع الظلم على المُكونات الأرترية ويطرح رؤية التعايش مع كفالة حُقوق الجميع.

• الإتفاق على بناء مظلة وطنية ذات صيغٍ مُحددة ورؤى معروفة ووضع معايير دقيقة لها.

أنا على قناعةٍ تامة بعدم جدوى إحياء المجلس الوطنى بُناءاً على مُعطيات الصُراعات داخله والتى لايزال بعضها موجود وفى تقديرى فهذه الجُهود لن تُغير فى واقع المُعارضة غير المُزيد من تضييع الوقت وحصاد ذلك لن يتجاوز مظاهر الإحتفال دون إحِراز أى تقدم، أتمنى أن تكون تقديراتى خاطئية ويتم إحياء المجلس الوطنى من جديد ويتحقق عبره حُلم التغيير الذى نسعى له صادقين لكن أعتقد أن الحُلم لايزال بعيداً إن لم نؤسس للتغيير بمُنطلقاتٍ ورؤى جديدة يتوافق عليها الجميع.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click