التواطؤ والخيانة الخونة الكوماندوس - الحلقة الحادية عشر

طباعة

بقلم الأستاذ: متكل أبيت نالاي - كاتب وناشط سياسي ارتري

سنوات الرصاص:

الكوماندوس فكرة فاشلة فشلت في كبح الثورة الإرترية، وكذلك في جعل واجهة البلاد مسيحية

وهي غير قادرة حتى الآن في مزج كيانها الحبشي ضمن النسيج الوطني الإرتري ولأكيد أن ثمة فروقا بين أهدافها المعلنة وأنشطتها الفعلية تجعلها لا تبرح مكانها العنصري وتبدو عنصريتها صريحة حيناُ، وماكرة أحياناُ أخرى.

علمان الخيانة لا تزدهر مهما كانت لأن كل خطوة تتخذها تخلق لها أعداء جدد قد ينقلبون عليها ذات يوم. بالإضافة لغموض ملامحها لشعب الإرتري، منذ نشأتها اختمرت لدى الشعب الإرتري أسئلة عن مسالكها الغير طبيعي، فوجدت نفسها إنها لا تملك الخيارات الأوسع غير القمع و هي نفسها ليس على نسق فكري واحد مع ذاتها وشعبها مما يقودنا للقول نهايتها سوف تكون الفشل. ولكن حتى تصل إلى نقطة الذي لا تخشى فيها شيئاُ عليها أن تكذب وتغش وتسرق بمسميات فضفاضا تهدف من خلاله إلى تحقيق أقصى قدر من المنافع الذاتية.

ومن صفاتها ولوازمها المعروفة تسرق المناطق الذي تسقط في أيدها من مواشي وغيرها وتؤمن بالولاء قبل الكفاءات، ولا يمكن أن تعيش من دون عدو، لأنهم يبنون آمالهم على الحروب، كما تتناول القضايا في غير سياقها الصحيح بما يشبه تضخيم لذات وتحقير الآخرين ويظهر ذلك بوضوح في شتائم فنونها وخطابها السياسي ولها شعارات من الألغاز مثل النصر لنا، وشمسنا أشرقت، Erina أي إرتريا ملكنا، ”ونحنان علامانا“ (نحن وأهد فنا) تعبر به عن منهجها الحاقد أي ”أقول شيئاُ وأعني هدفا” وتعرف الكوماندوس بسياسة الإعدام الفورية فالقتل في منطقة القرن الأفريقي عمل مؤسساتي من قديم الزمان والسياسة بالنسبة لهؤلاء ليست سوى لعبة دموية لا هدف لها سوى الحصول على السلطة أو التمسك بها.

كما تتصف بالقسوة والعدوانية والغطرسة والتآمر وتؤمن بالقوة ولا تأخذ بغيرها لتحقيق أهدافها وعلى هذه الأساس من الأحقاد ظلت ترتكب بأجهزتها الأمنية أبشع الجرائم، والتي هي إرهاب المواطن واستغلاله، وقتل القرويين غير المسلحين، وتشويه جثث القتلى، وكانت في الماضي هذه المناطق المسرح الكبير الذي قدموا فيه أفظع عروضهم الإجرامية وإليكم أسماء المناطق “تمرات، مقرايت، عد إبراهيم، عد إكيد، عد عمر، عد كوكوي، حبيب دامر، أديبرا، عد جميل، عد حباب، قروت حسان، أم حجر، أغوردات، منصورا، همبول، عونا، دقي عدإت أتبا عد تكليس، حلحل، وفي ارض ماريا قياح (رهيا)، وهبرو طليم، قلب، مرارا، رورا بيت قبرو، بسيديرا شرق مدينة كرن، قنفالوم، قرية هبرم غاغا القريبة من عيلا برعد، سلبا، مسيام، قرية سويرا، قوحيتو، وهزمو، (وهي منطقة تعيش فيها الساهو)، كازين. وكي دبا، وعدي نأمن، وعدي قنظي، قام جوا، كبكب، قلامت، وازنتت وقرى بيت جوك،قزقزا، زاقر، شعب، عايلت، وقمهوت، قدقد، عسوس، زاقري، معشييات، وفقرة، عد شوما، هكباي،أرقيل، حرقيقوا (أبيدت مرتين)، إمبيرامي، وقيرو، شبح، وفرو، وإيرافلي، وفي داخل سجن تسني، وقرى كثيرا في القاش، كلها مسحت عن الوجود بأيدي الكوماندوس أغرقت فيها مناطق المنخفضات الإرترية في الماسي و أحزان.

ترى أي ظلم ألحقوه بإنسان الإرتري حينما سنحت لهم فرصه أو تهيأت لهم سلطة والإجابة كل مره كانت القتل عبر مدارج التأريخ يتطور وتتغير ويعاد تشكيلها باستمرار لهذا نقول الكوماندوس ليس حاله عامه وليس جماعة جهلاء تعاونت مع العدو كما قيل عنها حتى تجعلنا نصدق ونكفر عن خطأها بهذه السهولة بل تصرفت كمجموعة عسكرية لها مضامين سياسية بعضها معلن وبعضها خفي يؤمنون بها ويرفضوا التنازل عنها من فترة الخمسينات أناس التزموا بها و يقاتلوا على معضلة وجودنا معهم وهي محور صراع طاحن لنا فإننا بحاجة إلى نظرة أشمل إلى طبيعة تلك الالتزامات الفكرية والعسكرية لمعرفة التناقضات وما لذي يجعل هذه الطائفة المرعوبة في بحث دائم وراء الأحلاف تبحث عن الأمن جيلاُ بعد جيل من دون جدوى ومازال مستمرة زهاء الخمسون عاما دون انقطاع أو تراخي اعتادوا فيها على اللعب المنفرد يميلوا دائماُ حيث تميل الرياح جعلت وجودها متوقف على دول الغربية لهذا علينا أن نعرف كيف يستوعبها الإرتري ولعالم الحر وما هي المكونات التي يلتزموا بها وما صحتها على الواقع؟ بالمعنى الوطني ولاجتماعي والسياسي، وما هو الوسواس الأمني عند هؤلاء القوم؟ وسوف نترك هذه الأسئلة مفتوحة دون إجابة محددة على أمل أن تجيب عليها الأيام القادمة.

ليعرف الجميع هؤلاء هم ركيزة إثيوبيا الحقيرة المؤذية التي أسموها الكوماندوس هم مجموعة جاءت بالحقد والكراهية والعدوان وكل سيئ ومشين ضد شعبنا كانت جماعه متعطشة لسفك الدماء ولحاق الأذى على الأبرياء تلوثت أياديهم بدماء الأبرياء إنهم ذئاب بشريه وآفة هذه البلاد وأن دناءتهم الإجرامية وأفعالهم الشائنة يجب كشفها ولو بعد حين لقد نفخت إثيوبيا في رماد الفتـنه وبادرت تل أبيب بتزويدهم بجميع ألوان الأسلحة بما فيها النابالم وأوفدت خبراء لتدريبهم في حرب العصابات وأجمعوا كلهم على إبادتنا من أجل أن تصبح إرتريا لهم وحدهم ثم أدلى الإمبراطور هيلي سيلاسي بتصريحاته الملفتة وهي ما يهم ”إثيوبيا هو أرض إرتريا وليس شعبها“ غير حريص على أرواح المواطنين ثم كرارا ها أسرات كاسا الذي يقطر حقدا على الشعب الإرتري إنه يريد إرتريا مثل صلعته وعليهم تجفيف الثورة من الشعب الذي ألتحم بها في المنخفضات الإرترية ومن هذه الإستراتيجية سرعان ما ترجمتها الكوماندوس بما يعني اتهام كل مسلم على الوجه التحديد ”بالشفتا“ ولا يوجد قانون يحاسبهم على قتلهم وإنهم طلاقين اليدين وعليه شرعت الكوماندوس في نفير الحرب لإبادة الشعب الإرتري سمته ”زاماشا“ عاقدة العزم بكل الوسائل المتاحة لديها مطبقة علينا سياسة الأرض المحروقة التي بلغت أوج ذروتها في الأعوام ما بين1965 إلى عام 1974 تقريباٍ هي أعوام قبيحة نتج فيه الموت وأسبابها متوافرة بكثرة في كل مكان حيث يقتل لأبرياء ويبيد المواشي ويدمر البيوت وتتدفق اللاجئين وتصعد الجثث على المشانق وهم فخورون بالمهمة التي ينجزونها كلما خرجوا من المدن يحرقوا المزارع ويسمموا الآبار وأمطروا .القرى بوابل من الحلويات المسمومة لا ياهتز بدنهم ولا يرجف قلبهم فتمكنت من تشريد مئات الإرتريون في عقر دارهم بينما مئات الآلاف أجبروا على تجاوز حدود الإرترية إلى السودان، إلى أرض مجهولة لإنقاذ أرواحهم، وفي مارس (آزار) 1966 قامت طائرات من سلاح الطيران الإثيوبي بإسقاط كميات كبيرة من الحلوى في منطقة حشيشاي في المديرية الغربية وكانت الحلوى مسمومة مما أدى إلى وفاة اثنين من القرويين تناولا تلك الحلوى. وعلى أثر افتضاح المؤامرة الإثيوبية الدنيئة هذه أمر قائد المنطقة في الجبهة بجمع تلك الحلوى وإحراقها، وأصدرت القيادة الثورية لجهة التحرير الإرترية بيانا إلى المواطنين في الريف تحذرهم فيه من تناول المأكولات التي تلقيها الحكومة الإثيوبية.

وفي عام 1967، وهو تأريخ بداية الأيام المحزنة، أسقطت فيه المروحيات الإثيوبية العشرات الآلاف من المنشورات الملونة على قرى والمزارع في المنخفضات محذرة التعامل مع الثورة الإرترية ودعت فيها الأهالي إلى عدم تقديم المساعدات للخارجين على القانون كما كانوا يسمونها لثورة الإرترية، وضرورة مغادرة قراهم إلى المدن الكبيرة في أقرب وقت ممكن تحسبا ُللأوضاع الدامية التي تتحضر له الكوماندوس في الأيام المقبلة. وبدأت المدن بالفعل تشهد حركة نزوح واسعة للأهالي خاصة من النساء والأطفال وكبار السن. منهم من لجأ إلى أقاربه ومنهم من سكن ضواحي المدينة. ولكن الأوضاع في المدينة أصبحت لا تناسب مواشيهم فماتت منهم بالعطش وسوء المرعي في مدن يجهلونها ويجهلوا لغة أهلها ومسالك حياتهم وبذلك تعقدت حياتهم أكثر وهناك من تحدى التهديدات واستمر في قراهم بقناعة تنبثق من إنهم لن يخسروا أكثر من الذي خسروه في مجازر إثيوبيا السابقة واحتاطوا لكثير من الأمور وطالبوا الحكومة الإثيوبية بجيش يحمي مناطقهم ليخرجوا من دوامة العنف هذه التي تنذر بالكارثة على حياتهم. وهذا كان لا يمكن تأمينه في ظل سياسات أسرات كاسا وحكومة الطورىء الذي أعلنها في معظم الأراضي الإرترية.

لقد دفع أسرات كاسا إدراك القاصر، على توزيع نشرات كل عام تتضمن عفوا لثوار الأبطال الذي دوخوا جيوشه طيلة السنوات الماضية وقامت بنشر هذه الإعلانات في صحفهم وإذاعاتهم ووزعت منها الآلاف من النسخ في جميع أنحاء إرتريا بالطيارات ولكن بالطبع دون جدوى، فلم يستسلم له ثائر واحد، بل ازدادت ثورة الشعب عنفا وقوة وتتابعت المعارك. واليكم نص البيان:

أسمرا في 1965/8/7 (لجميع الخارجين على القانون في المديرية الغربية)

أن بعض الأشخاص الشريرين يستغلون حياتكم كآلة من أجل مصلحتهم الخاصة، ثم إنه ما هي الفوائد التي عادت إليكم عدا الأضرار والحياة المتوحشة في الخلاء من أتباعكم للشريرين، وما هي الفوائد التي تجنونها لأنفسكم ولعائلاتكم وأصدقائكم حتى الآن من وراء الأشخاص الشريرين.

إنكم تعلمون بأنفسكم المتاعب والأضرار المستمرة التي جلبتموها لأنفسكم ولذويكم وأصدقائكم، كما تعلمون جيداً بأن الحكومة على علم تام بأن الذنوب التي اقترفتموها حتى الآن قد دفعكم إلى ارتكابها الأشخاص الشريرون الذين استغلوكم كالآلة لمصلحتهم الخاصة، وعليه ابتداء من يوم 17 أغسطس حتى 7 سبتمبر 1965 مسموح لكم بالعفو من جهة الحكومة الإمبراطورية ومسموح لكم بالرجوع إلى بلادكم. وذلك بعد تسليم الأسلحة التي أعطيت لكم من الأشخاص الشريرين المذكورين بعد تسليمكم تلك الأسلحة إلى السلطات الحكومية ستعطون ثمن ما سلمتم من الأسلحة.

لذلك إذا سلمتم الأسلحة الموجودة بيدكم الآن لأقرب نقطة المحافظة المحلية أو مركز الجيش أو نقطة البوليس أو للمسلني (شيخ القرية في المرتفعات) أو الشوم (شيخ القبيلة) أو لشيخ القرية أو الناظر ستسلمون ثمن السلاح وتستطيعون أن تعيشوا ثانية في بلدكم مع عائلاتكم في سلام. وفضلاً عن ذلك إذا كان هناك البعض منكم ممن لا يستطيعون أن يعيشوا معيشة سهلة بعد مدة الانفصال من مناطقهم الزراعية أو غيرها ستساعدهم الحكومة الإمبراطورية الإثيوبية لإنشاء حياة بسلام وستعطيهم المساعدة الأزمة الكاملة لذلك.

هذا العفو مدته إلى اليوم المحدد أعلاه فقط. ومن الطيب أن تستفيدوا منه في مصلحتكم.

بعد ذلك إذا لم تستفيدوا من فرصة العفو هذه وإذا أتسمرتم في عمل الخطأ برغبتكم أو برغبة الأشخاص الشريرين المذكورين أعلاه يجب أن تعلموا أنكم ستعتبرون شريرين برغبتكم وستلاحقون بشدة ومعكم عائلاتكم أو أصدقائكم جميعاً. ونكرر إنه لو يوجد بينكم شخص لا يريد أن يشتغل بالزراعة توضح الحكومة إنها ستعطي لهم أشغالاً مناسبة أخرى لمعيشتهم في سلام كامل. وستوقف ملاحقة الجيش والبوليس في مدة هذا الشهر.

ممثل جلالة الإمبراطور والحاكم العام في محافظة إرتريا

رأس أسراتي كاسا

أما أصحاب الشلوخ والعمائم في المنخفضات والساهو في المرتفعات لم يسلموا من مضايقات كانوا دخولهم إلى المدن يشكل خطرا على حياتهم كونهم هكذا فهم ينظر إليهم (كاشفتا) أو الخارجين عن القانون من وجهة نظر المخبرين والجلادين تلفق إليهم التهم المطلقة ويهددوهم بالقتل والسب والشتم والتجريح. الكوماندوس لا منطق وراءها غير البطش بالإنسان بنفس الطريقة التي يبطش بها بالحيوان كان أسلوبهم بربري قمعي مجرد من الإنسانية وفي عام 1970 كانت في المرتفعات وغرب إرتريا رموز خائنة وقبائلها متمردة ضد الثورة الإرترية مثل قوحاين والبندا في غرب إرتريا الذي منعوا الثورة من دخول أراضيهم وكونوا فكرة القرى المسلحة تعجبهم وتحمسوا لها بدعوة حماية مناطقهم من الجبهة كما يقولون، ولكن في الحقيقة هي أن يحاربوا الثورة بالنيابة عن إثيوبيا وهذه الفكرة كانت صالحة في مناطق معينة وخطره في مناطق أخرى لإثيوبيا. ومع ذلك الثورة لم تحاسب مناطقهم أو تخوين قبائلهم كما كانت تفعل مع جواسيس إثيوبيا في المنخفضات حتى تكون عبرة لغيرها. خوفاً أن لا يتصادم الواقع الإرتري وتضيع بينهم القضية الإرترية.

بموجب عقلية الكوماندوس وقوانينها كان شوال السكر في المرتفعات عادي شراؤه أما كيلو سكر إلى المنخفضات تعتبر جريمة يعتبر خرق للحصار الاقتصادي الذي يحرم خروج بعض المواد التموين من المدن إلى الريف والذي وضعت من أجل الضغط على سكان باتجاه الهجرة. لهذا لا نريد أن نقول ما حصل بسبب الاستعمار البريطاني ولإثيوبي هذا يعني كمن يقول بأن سبب تسوس الأسنان في البلاد يرجع إلى الاستعمار وعليك أن تصدق أو لا تصدق ولكن لا تكن أعمى لدرجة الغباء والحقيقة الأكيدة لو لم يكن المنخفضات شعب مسلماُ لما أقدم الكوماندوس على قتلهم، وبهذه النتيجة استمر الظلم والقهر في هذه المناطق في قوالب مستحدثة كأنها معمما عليه سوء كان نظام شيوعي أو ليبرالي. هكذا تقاسمانا الكوماندوس والملاريا وسوء التغذية والجهل والفقر.

وللأسف أن الكثيرون من الشعب الإرتري كان يجهل الأمور التي كانت تحدث في هذه المناطق الذي يواجه أهلها تهديد الكوماندوس وحدهم بسبب وقوع المرتفعات تحت تأثير دعاية مملكة الخوف حتى حينما لجئوا الساهو في ضواحي مناطق المرتفعات يستنجدوا بهم من مجازر إثيوبيا، كانوا يكتبون عرائض يطالبوا الحكومة الإثيوبية بترحيلهم منها حتى لا يزرعوا مناطقهم العام القادم. أطبقوا عليهم ارتريا كلها وكانت المرتفعات مابين مشارك في مأساتهم ومتفرج عليهم كانت مواقف تشبه مثل مباراة كرة القدم الذي كانت تقوم بين حماسين وأكلي جوزاي يقفون فيها مع الفريق القوي أو الذي يتشكل من أبناء بلدتهم والمعلقون لهذه الحرب هم موسي بخيت، وقساس تسفالؤول، وأرايا بلاي، هؤلاء المسحوبين بلسانهم أشبعوا المنطقة كذب وضلال عمقوا الهوة بين الناس حتى ضاقت إرتريا علينا وتلاشت الرغبة في العيش فيها، فكما تخاف القطط من الكلاب كنا نخاف من الأفاعي والمخابرات. كان هذا أبشع ما ابتلت به إرتريا فبدأ على المسلم اليأس والقنوط بسبب أعمال الكوماندوس الوحشية ولم تعد الناس تزرع أو ترعى رغم خصوبة أرضها كان همها محصوراُ في كيفية تدارك الرصاص الذي تطاردهم في عقر دارهم وفي المراعي.

كانت الموت تتحرك بحركة الكوماندوس وتسكن بسكونها ونحن في هذه المأساة المتمادية والمعيبة كانت لائحة الضحايا تطول من الشعب مع كل مناوشة تعملها مع الثورة الإرترية كانوا يخوضوا ذروة صراع لا شفقة فيه وهي محاصرة القرى وإفناؤها وقتل كل من يقابلهم من الناس في الطريق وتهرب الناس بما يمكن إنقاذه ويسرقوا الكوماندوس كل ما تصل إليه أيديهم ينهبوا البهائم والبيوت ويقتلوا الجمال نهبوا أموالنا وأرزاقنا وضيقوا علينا سبيل الحياة وقفلوا في وجوهنا باب العمل والكسب كانوا الكوماندوس ينزلون على قرأنا نزول البلاء فيحرقوا قرأنا ويجمعوا الناس في بيت واحد ثم يحرقوهم وكنا نموت بالجملة في المساجد وخارج منازلنا وأمام أطفالنا ونساؤنا وفي المراعي والأسواق كانوا قاسين ووحشين ومكروهين يفاجئنا ليلاً كالوحوش المفترسة وتكرار المذابح في بعض القرى أكثر من مرة كما أن الطائرة الأثيوبية كانت تسقط منشوراتها المليء بالتهديد والانتقام في كل القرى الإرترية. داعية الناس لدخول إلى المدن ليسهل لهم تشتيت الثورة الإرترية.

نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

X

Right Click

No Right Click