رحيل المناضل محمود كدان

بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب ومؤرخ إرتري، المملكة المتّحدة

قال سبحانه وتعالى "وبشّر الصّابرين الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا لله راجعون" نعم كلّ نفس زائقة الموت.

محمود كدان 1ظهر يوم الأربعاء والسّاعة 13:13 بتوقيت لندن وصلتنى هذه الرّسالة المغتضبة من صديق عزيز ومن أصدقاء المناضل محمود كدان هذا كان نصّها:

"لقد توفّى الأخ المناضل محمود كدان مساء الثلاثاء 18 الشّهر الحالى والدفن اليوم الأربعاء فى مقبرة الشّهداء فى أسمرا الله يرحمه ويسكنه فسيح جنّاته".

كنتُّ على إتصال هاتفى مع المناضل منذ يوم الأحد الموافق 16 يناير ولم أجد ردّا على إتّصالى وآخر محاولة كانت يوم الأربعاء أى يوم دفنه السّاعة 11 صباحا فاجأنى الخبر لأنى كنت على تواصل مع المناضل كدان لمدة عامين ونيف وأخر حديث معه كان فى بدايات هذا الشهر أى فى الرّابع من يناير 2022 ولم يشكوا من شيئ جديد بل كانت له ظروف صحيّة أقعدته فى منزله الكائن فى أسمرا (حىّ كوريا) وكان صعبا عليه الحركة وكان لا يقوى على طقس مدينة أسمرا البارد فكان يهرب منه إلى ميناء مصوّع تاركا زوجته وأطفاله،

رحم الله المناضل محمود كدان بقدر ما قدّم لوطنه إرتريا وعانا فى السّجون سنينا عدّة منها أعواما ثلاثة فى سجون كرن أسمرا عدّى خالا ثم خمسة عشر عاما تقريبا فى (غولاق إفريقيا الأكبر) سجن "ألم بقانج" فى أديس أببا.

أعزّى زوجاته وأبناءه فى لندن وأسمرا فى هذا الفقد الجلل ثم أعزّى عائلته الممتدة من كرن إلى (حلحل) وكسلا وأعزي أصدقاءه الكثر ومناضلين الثورة الإرترية عامة ثمّ رفاقه فى السّجون منهم المناضل الكاتب هيلى سلاسى ولدو صاحب كتاب (عواتى 1915-1962) والمحامى الوطنى برهانى تفرّى ورفاقه فى السّلك الدبلوماسى.

كان رحمه الله كلّ ما أتحدّث معه فى الهاتف يذكّرنى بالمناضلين القدامى يطلب منّى ومن الآخرين تفقّد أحوالهم مثل صديقه فى أسمرا المناضل محمّد شيخ عبدالجليل والمناضلة سعدية تسفو نسّور التى أقعدها المرض فى مدينة كرن منذ عام تقريبا.

كان سبب تواصلى مع المناضل محمود كدان قصّة توثيق العمليّة الفدائية التى نفّذها فى كرن نهاية عام 1964 ومعه إثنان من الفدائيّين وعلى إثرها سكن السّجون سنينا عدّة وثّقت معه تقريبا جلّ تأريخ حياته منذ يوم خروجه من كرن تاركا الدّراسة فى نوفيمبر عام 1962 وإختفاءه فترة فى حلحل ثمّ الرحول إلى السّودان لمواصلة الدّراسة هناك، ولكن كما قال هو فى إحدى المقابلات التى أجراها معه كاتب هذه السّطور...

إنّ معركة الصمود والتحدّى فى تقوربا التأريخية لم تترك لكلّ الشّباب الذىن كانوا قد تجمّعوا هناك فى مدينة كسلا فرصة للتفكّير ولو لحظة واحدة فى الدّراسة فإنضمّ ومعه بعضا من الرّفاق إلى جيش التّحرير الإرترى فى منطقة (ساوى) حتّى كلّف فى نهايات عام 1964 بتنفيذ عمليّة فدائيّة فى مدينة كرن ليقع فى الأسر ويوضع فى السّجون لما قارب الأربعة عشر عاما...

والقصة كلّها مع توابعها وملابساتها وروايات الشّهود وزوّاره فى السّجون وخاصة فى السجن المشؤوم (ألم بقانج) وعمليات فدائييّة أخرى فى مدينة كرن سوف يطرحها الكاتب قريبا فى كتاب بعنوان "من تجارب الثورة الإرترية والعمل الفدائ - وعمليّة أجيب فى كرن نموزجا.."

• ولد المناضل محمود محمد إدريس كدان عام 1948 فى كرن ،

• ثم رحل منها وهو طفلا صغيرا مع والديه إلى منطقة (سلطانخ) فى منطقة حلحل ،

• ثم رجع إلى كرن عام 1961 لمواصلة الدراسة ،

• ترك كرن وحلحل ووصل كسلا فى بدايات عام 1963 ،

• إنضم إلى جيش التحرير فى إبريل عام 1964.

رحمه الله رحمة الأبرار.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click