وداعاً المناضل الكبير دُنْقس أري

بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي، لندن بريطانيا

بِسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيمِ

قال تعالى: ”تبارك الله الذي بيده الملك وهو على على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا وهو العزيز

الغفور“ صدق الله العظيم

دنقس أرى:

دُنْقس أريبطل من أبطال جبهة التحرير غادرنا يوم 30 مارس 2018م هناك شخصيات ومن اول ما ان تتطلع اليه يترك فيك أثرا أو انطباعا، انت الذي ترسمه لنفسك وليس الاخر عنه، ولم يأتي أحد وقد قدم لك معلومات عنه.

دنقس ارى ومن اللحظة التي التحق فيها بجبهة التحرير الارترية وبالتجديد في المجال القتالي رسم لنفسه طريقا متميزا واصبح عسكري من الطراز الاول، وكان كذلك، لا بل وفي بعض المرات تجده وهو مرتديا الزي العسكري والنياشين على صدره وعصا المارشالية في يده، وبالرغم من المظاهر العسكرية وتعتقد انه جاف وصارم، لكن هذا الرجل تجد فيه البساطة والتلقائية، لكل ذلك يفرض عليك ان تحترمه لانه بشوش بسيط في تعامله مع الاخرين، واذا كان يعرفك جيدا يستقبلك باسما وبقوله المفضل حليباى.

هذا الرجل وطني بكل ما تحمل الكلمة من معنى وعسكري ماهر ومنضبط، حين تم تعينه كأحد القادة في المنطقة العسكرية الاولى في موقع جغرافي معين، عرف هذه المهمة دون ان يدخل مدرسة عسكرية للتاهيل ولا المحضرات، عرف مع رفاقه القادة في المنطقة الاولى كيف يمكن تثبيت الثورة بالرغم من المواجهات اليومية مع الجيش الاثيوبي والمليشيات والكوماندوس، وكذلك على الرغم من قلة العتاد العسكري من من سلاح وزخيرة وشح الموارد وقلة عدد المقاتلين في ذلك الوقت.

كانت المواجهة صعبة والمطاردات اليومية مستمرة على أشدها، لكن القائد دنقس ارى ومن الموقع الجغرافي الذي حدد له ومع كل المعانات والصعوبات تمكن من بناء قاعدة عسكرية وواجه العدو بشراسة لا مثيل لها. يشهد له الجميع كان موفقا وبمهارة فائقة في نصب الكمائن لجيش العدو الاثيوبي وكذا الضربات المباغتة التي حيرت الجيش الاثيوبي الغاصب خاصة في المنطقة المحددة من تركينا و “مقلو و ديدا فقد فيها العدو عدد كبير من جنوده وخسائر مادية خاصة في العتاد العسكري وناقلات الجنود هذا بالطبع دون التقليل من دور الاخرين.

عندما ترى المناضل الجسور دنقس ارى من اول وهلة وهو مرتديا زيه العسكر المرصع بالنياشين وفي يده عصا المارشالية تحس بانك امام شخصية مهابة وتلك الكلمة التي يستقبلك بها هليباي بحق تحس بانك امام شخصية فريدة في التواضع والكرم والانضباط العسكري.

اخر مرة قابلته كان في العام 2007م في فندق نيالا باسمرا، وكان قادما لحضور أعياد الاستقلال، حين دخلت بهو الفندق لمحني ونادانى بصوته المحبب الى قلبي ففرحت بلقائه عليه رحمة الله.

المناضل دنقس وكغيره من جيله وفي ذاك السن المتقدم كان في حاجة الى الاستقرار، ولهذا وبعد ان رجع الى الوطن استقر في بلدته مقلو، رجل سعيد مات بين أهله وذريته ودفن في تراب الارض التي احبها وقدم لها شبابه كله، وريى الثرى في بلدته مقلو.

ما يحزي في أنفسنا أين رفاقه القادة العسكرين في المنطقة الاولى، وأين اصبح مصيرهم خاصة محمود ديناى وصالح محمد ادريس ابوعجاج وسليمان زكريا.

رحم الله المناضل دنقس أرى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.

”انا لله وانا اليه راجعون.

Top
X

Right Click

No Right Click